خبراء: توافق الحوثي بشأن "خطة الحديدة" مناورة للهروب من العقوبات
خبراء يمنيون اعتبروا توافق الحوثيين للمرحلة الأولى لإعادة الانتشار بالحديدة، مناورة تستبق جلسة مجلس الأمن.
أبدى مسؤولون وخبراء يمنيون مخاوفهم وشككوا بنوايا مليشيا الحوثي الانقلابية، بشأن التوافق حول ملف الحديدة الخاص بالمرحلة الأولى لإعادة الانتشار، واعتبروا ذلك مناورة حوثية للهروب من العقوبات الدولية.
- الأمم المتحدة: الحكومة اليمنية والحوثي يتفقان على إعادة الانتشار بالحديدة
- حكومة اليمن: الحوثي يحاول استغلال القضية الفلسطينية لخدمة أجندة إيران
ووصف الخبراء جهود المبعوث الدولي إلى اليمن، مارتن جريفيث بالـ"حرجة"، بعد وقوف مليشيا الحوثي حجر عثرة أمام أي تقدم في اتفاق ستوكهولم، بينما هو لا يمكنه الاعتراف بفشل جهوده، وأن الاتفاق وصل إلى طريق مسدود.
وبعد يومين من النقاشات المكثفة للجنة التنسيق الأممية بمدينة الحديدة،غربي اليمن، برئاسة الجنرال الدنماركي مايكل لو سيجارد، توجت الاجتماعات بالتوافق حول المرحلة الأولى لخطة إعادة الانتشار، وذلك في أعقاب مرور 65 يوما، وذلك لأول لقاء مشترك جمع وفدي الشرعية والانقلاب في المكان ذاته.
ولا يزال التوافق على المرحلة الثانية لخطة إعادة الانتشار للقوات بالحديدة، مجرد خطوط عريضة، كما لم تتوافق الأطراف خلال "الجولة 4" حول آلية "المراقبة" و"التنفيذ" خلال الفترة المقبلة ولا تزال خاضعة للدراسة، طبقا لمصدر يمني حكومي.
ونفى المصدر في رده عن سؤال "العين الإخبارية" حول مدى صحة اقتراح لوسيجارد لوضع مناطق معزولة تديرها قوات دولية، بالقول إنه "لم يتم مناقشة ذلك".
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه: إن خطة "لوسيجارد" لا تختلف كثيرا عن سابقه، إلا أن العراقيل والمناورة الحوثية هي التي تتلون تجاه الاتفاق على مراحل إعادة الانتشار وآلية المراقبة ونزع الألغام، وفتح الممرات الإنسانية وفق اتفاق ستوكهولم.
محمد أنعم رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية اليمنية، اعتبر التوافق بملف الحديدة، استباقا من قبل مليشيا الحوثي والمبعوث الدولي لاجتماع مجلس الأمن الدولي بإعلان مواقف تعطي انطباعا للعالم أن اتفاق السويد يجري تنفيذه، وأن الحوثي طرف غير معرقل.
وقال أنعم في تصريحات لـ"العين الإخبارية": إن المبعوث الدولي لليمن سيقدم نفسه أيضا بأنه نجح في تنفيذ مهمته ولم يفشل، غير أن ما حصل قبل ساعات من اجتماع جلسة مجلس الأمن يبدو مناورة لا أكثر.
وأضاف: "لا يمكن تضليل المجتمع الدولي إلى ما لانهاية، مر على اتفاق السويد أكثر من شهرين، ومنذ 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، لم يتحقق شيء في ملف الحديدة ولا في ملف الأسرى، ولا في توافق طرق مرور الإغاثة الإنسانية من ميناء الحديدة إلى العاصمة صنعاء".
وأوضح أن ما حصل في اجتماع لجنة إعادة الانتشار، الأحد، برئاسة كبير المراقبين الدوليين، هو "توافق" لا "اتفاق" بين فريق الحكومة والمليشيات الحوثية حول خطة الانتشار للمرحلة الأولى.
ولفت إلى أن الحوثيين غيروا موقفهم من اتفاق السويد برمته، وأن الموافقة على خطة إعادة الانتشار للمرحلة الأولى بالحديدة هي مناورة ولن يلتزموا بالتنفيذ على الإطلاق.
وذكر المسؤول في المقاومة اليمنية أن الالتزام بخطة المرحلة الأولى وحدها لا يكفي، وثمة مراحل أخرى لن يلتزموا بها، وأن المشكلة تكمن بمراحل الخطة وبالتفاصيل.
واستغرب أنعم من إدراك أعضاء مجلس الأمن حقيقة إجهاض الحوثيين لاتفاق السويد، في وقت يراهنون على سراب ولا يكترثون بالكلفة الباهظة التي يدفعها الشعب اليمني، جراء عدم التزام الحوثي بالاتفاق، لافتا إلى أن ما يمارسه الحوثيون من تحشيد للمقاتلين واستعدادات عسكرية بالحديدة لا توحي بأن لديهم رغبة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وأوضح أن ملف الحديدة أصبح أكثر تعقيدا بعد اجتماع وراسو، ولا يمكن لإيران أن تسمح للحوثيين بالتخلي عن الحديدة التي تعتبر بمثابة وكر لـ"الحرس الثوري الإيراني" وإرهابيي "حزب الله"؛ لتنفيذ أجندتها التآمرية ضد اليمن والأشقاء في دول الخليج.
وطالب أنعم التحالف العربي والحكومة اليمنية بوقف ذلك، دبلوماسيا أو عسكريا، طالما أن القرار ليس حكرا على الحوثي والوسطاء الدوليين.
وذهب خبراء إلى أن ما أبدته المليشيات من نتائج لأولى جولات لوسيجارد، جاءت نتيجة مخاوف القيادات الحوثية من الحراك الدولي الذي أعقب قصف مخزون القمح والجهود الدبلوماسية التي قادتها اليمن والسعودية والإمارات.
الناشط السياسي عمار السوائي، أبدى عدم تفاؤله من تحقيق أي تقدم في مسار الحل السلمي، خصوصا في ملف الحديدة وما ذهب له الحوثيون من انسحاب وهمي من ميناء الحديدة، وتسليمه لقوات ما يعرف بـ"خفر السواحل" والانقلاب على اتفاق فتح ممر إنساني.
وقال في حديثه لـ"العين الإخبارية": إن الحوثيين يمنعون وصول موظفي برنامج الغذاء العالمي إلى مخازن القمح في مطاحن البحر الأحمر شرقي مدينة الحديدة والتي تكفي أكثر من 3 ملايين يمني لمدة شهر، وهذا ما أكده منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، والرئيس السابق للجنة إعادة الانتشار بالحديدة.
وتابع السوائي أن تحديات اقتراح رئيس البعثة الأممية تكمن أيضا في كونه "يجزئ" الاتفاق حول مراحل إعادة الانتشار، بحيث تخضع كل مرحلة للتوافق والنقاشات بشكل مفرد.
ولفت إلى أن ذلك يجعل الحوثيين قادرين على التراجع إلى الخلف فور انتهاء إحاطة المبعوث الأممي، الإثنين، أمام مجلس الأمن الدولي، وسيذهب جريفيث كعادته لتضخيم التوافق لا لتقديم واقع تعامل الأطراف.
aXA6IDE4LjExOS4xMjUuMjQwIA== جزيرة ام اند امز