محاولات المحور القطري الإخواني في اليمن لضرب العلاقة بين التحالف العربي وأبناء الجنوب سوف تصطدم بالقناعات الثابتة والراسخة
في الحالة اليمنية، لا يقتصر الأمر فقط على الجماعة الحوثية الإرهابية التي تحاول استهداف التحالف العربي، وإنما هناك أطراف أخرى تحاول الاستفادة من الأزمة اليمنية والعمل على توظيف الأزمة لمصالحها في استهداف المملكة العربية السعودية، ولا يقتصر الاستهداف عسكرياً كما تقوم به الجماعة الحوثية الإرهابية وإنما يتخطى ذلك إلى محاولات الاستهداف السياسي والإعلامي، وهذا ما بدا واضحاً عقب المقاطعة الرباعية للدوحة، والتحول في الموقف السياسي القطري من الأزمة اليمنية إلى التقارب مع إيران واختيار الوجود في خندق واحد مع إيران في دعم المليشيات الحوثية الإرهابية، وتقاسم الأدوار مع إيران في دعم المليشيات الحوثية الإرهابية، وبينما تقدم إيران الذخيرة الأيديولوجية الإرهابية والدعم بالسلام للمليشيات الحوثية، تقدم قطر الدعم المالي والإعلامي لهذه المليشيات.
وكجزء من الدعم القطري الإعلامي للجماعة الحوثية الإرهابية، لم يتوقف هذا الدعم عند محاولات الإعلام القطري والإعلام التابع له والممول من الدوحة على مسألة "تزييف الحقائق والإفراط في صياغة الأكاذيب" في محاولة لخدمة المليشيات الحوثية الإرهابية عبر المحاولات المتكررة لصناعة إنجاز وانتصار وهمي للمليشيات الحوثية الإرهابية التي تعيش حالة من الإنهاك النفسي، والشلل العسكري على الأرض، وإنما تتخطى هذه المحاولات القطرية على الرهان على حزب الإصلاح الإخواني، واحتضان الأصوات الشاذة لبعض المسؤولين المحسوبين على الشرعية اليمنية الذين يقومون بالتغريد خارج سرب الشرعية اليمنية والهجوم المتكرر على التحالف العربي والقوى الجنوبية ووصلت هذه الأصوات إلى أوجها بعد اتفاق الرياض، مثل وزير الداخلية اليمني ووزير النقل اليمني، وقد بدا واضحاً أن لديهم مسارا شاذا عن مسار الشرعية اليمنية من خلال التشكيك بأهداف التحالف العربي، ومهاجمة دول التحالف العربي، والمحاولات المستمرة لضرب العلاقة بين الشعب اليمني والتحالف العربي.
في الأيام الماضية بدا هناك تطور في استراتيجية المحور القطري في الداخل اليمني في محاولاته المستميتة لاستهداف التحالف العربي، ولكن هذه المرة عبر البوابة الجنوبية
في الأيام الماضية، بدا هناك تطور في استراتيجية المحور القطري في الداخل اليمني في محاولاته المستميتة لاستهداف التحالف العربي، ولكن هذه المرة عبر البوابة الجنوبية، وذلك عبر محاولات ضرب العلاقة بين التحالف العربي والقوى الجنوبية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وهو الأمر الذي وصفه المتحدث باسم قوات التحالف العربي العقيد تركي المالكي، بأن هناك إعلاما مغرضاً يحاول نقل معلومات مغلوطة عن الواقع في عدن، وبالتالي فهذه المحاولات المستميتة في إحداث شرخ في العلاقة بين التحالف العربي وأبناء الجنوبية جزء من المحاولات الإخوانية المتكررة لاستهداف أبناء الجنوب بعد أن فشلت محاولاتهم الفاشلة في محافظة المهرة وعمليات التهريب للسلاح التي يقومون بها في محاولة لتحويل هذه المحافظة إلى بؤرة توتر في خاصرة الجنوب والعبث بالإنجازات التي حققها أبناء الجنوب.
المحاولات المستميتة من قبل المحور القطري الإخواني في اليمن لضرب العلاقة بين التحالف العربي وأبناء الجنوب سوف تصطدم بالقناعات الثابتة والراسخة، وهي نظرة الثقة لكل طرف، حيث ينظر التحالف العربي للقوى الجنوبية كشريك يحظى بالثقة في مواجهة الإرهاب الحوثي، وقوة مؤثرة في معادلة المواجهة مع المشروع الإيراني، ومن جهة ينظر أبناء الجنوب للتحالف العربي بالثقة والاحترام وإلى المملكة العربية السعودية بالثقة كقائدة للتحالف العربي، وبالتالي فإن العلاقة بين المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي هي علاقة راسخة تحكمها "الثقة المتجذرة بين الطرفين".
وبالتالي فإن محاولات المحور القطري الإخواني في اليمن في العمل على النفخ في أزمة مصطنعة، ومحاولة نقل معلومات مغلوطة عن الواقع في عدن، لن تنجح في زعزعة الثقة المتبادلة بين الطرفين، وبالتالي فإن تصريحات المتحدث باسم التحالف العربي التي جاءت لتؤكد عمق العلاقة بين التحالف وأبناء الجنوب عبر التأكيد على "أنه لا صحة لوجود شرخ في العلاقة بين التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي"، لاشك أنها تشكل صفعة للإعلام المعادي القطري - الإخواني - الحوثي، وتقطع الطريق أمام محاولات الصيد في الماء العكر لتحقيق أهداف ومكاسب سياسية ومحاولة النيل من التحالف العربي.
لا شك أنه أمام هذه المحاولات الفاشلة لضرب العلاقة بين التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي، نجد أن المحور الإخواني داخل الشرعية يحاول أن يستفيد بشكل كبير من هذه الأزمة للنيل من القوى الجنوبية التي وضعت لنفسها قوة مؤثرة في المعادلة اليمنية، ومن جهة أخرى كان يأمل المحور الإخواني نجاح محاولات "دق إسفين بين التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي" لأنه ينظر لهذه الخطوة بأنها سوف تقود إلى إجهاض "اتفاق الرياض" وعودة الأمور إلى مربع الصقر وهي الحالة التي يرى حزب الإصلاح الإخواني أنه هو المستفيد من ذلك لأن تنفيذ اتفاق الرياض بلا شك يقضي على طموحاته في العمل على السيطرة على الحكومة اليمنية وتسييرها لمصلحته.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة