الانقلاب الحوثي يحول التعليم إلى مصدر لجباية المليارات بصنعاء
خلافا لمساعيها في إدخال تعديلات طائفية في المنهج المدرسي تطالب المليشيا أولياء الأمور بدفع رواتب المعلمين.
منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 ديسمبر/كانون الأول 2014 وتفردهم بقطاع التربية والتعليم، يواصل الانقلابيون الحوثيون اغتيال العملية التعليمية، من خلال إدخال تعديلات طائفية في محتوى الكتاب المدرسي، ثم التعامل مع المدارس كمصدر لجباية مليارات الريالات.
وسعت مليشيا الحوثي إلى تنفيذ أكبر عملية تجريف لعقول الأجيال اليمنية، عن طريق فرض تعديلات واسعة في المنهج التعليمي للمرحلة الأساسية، لكن محاولتهم لم تر النور، إثر وقف منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) منحتها لطباعة الكتاب المدرسي بعد اكتشافها للتعديلات التي طالت الكتاب ودوافعها الطائفية.
وحاولت مليشيا الحوثي الحصول على راعٍ رسمي لتوجهاتها الطائفية، بالحصول على تمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية؛ بهدف تمويل لطباعة المنهج المدرسي وفق تعديلاتها، لكن الصندوق رفض التدخل في هذا الجانب، حيث يكتفي بدعم القطاع التربوي بإنشاء المدارس وفق خطته السنوية.
ودفع رفض الصندوق الاجتماعي وزير التربية في حكومة الانقلاب، يحيى الحوثي، وهو شقيق زعيم الجماعة، إلى إصدار تعميم لكل مكاتب التربية في العاصمة والمحافظات بمنع التعامل مع الصندوق الاجتماعي للتنمية.
معلمون بلا رواتب
ولم يتوقف تدمير الانقلاب للعملية التعليمية عند مساعي تغيير المنهج الدراسي بإدخال تعديلات ذات محتوى طائفي، بل امتد إلى الامتناع عن صرف مرتبات المعلمين في المناطق الخاضعة لهم منذ أكثر من عامين، وهو ما جعل غالبية المدرسين يتركون المدارس ويلجأون إلى مهن أخرى للبحث عن مصدر رزق.
ولم يتحصل المعلمين في المحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلاب سوى على 4 مرتبات من أصل 24 شهرا، منذ نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن، على الرغم من حجم الإيرادات الكبيرة التي يتم تحصيلها في مناطق الحوثيين، والذي تذهب لتمويل الحرب، وصرف المكافآت للموالين لهم فقط.
جبايات مهولة على الطلاب
ومؤخرا خرجت الجماعة بفكرة أن يدفع الطلاب مرتبات المدرسين وعبر ما يعرف بمجالس الآباء في المدارس الحكومية بالعاصمة صنعاء والتي يبلغ عدد طلابها 700 ألف طالب وطالبة، خلافا لطلاب وطالبات المدارس الأهلية.
وقال أولياء أمور طلاب لـ"العين الإخبارية"، إن رسائل وصلتهم من الهيئات الخاضعة للانقلاب، تطالبهم بدفع مبالغ شهرية عن كل طالب لهم، وذلك بواقع 250 ريالاً يمنياً عن طلاب الصفوف من 1ـ 6 (أساسي)، و500 ريال عن طلاب الصفوف من 7-9 (إعدادي)، و1500 ريال عن طلاب المرحلة الثانوية.
وبالنظر إلى عدد طلاب وطالبات أمانة العاصمة صنعاء وحدها التي تضم نحو 700 ألف طالب وطالبة فإن المبلغ الشهري الذي سيتم جبايته من قبل سلطات الانقلاب يبلغ بالمتوسط 525 مليون ريال شهريا.
وعلى افتراض أن العام الدراسي 6 أشهر فإن متوسط ما يتم جبايته من الطلاب خلال العام الدراسي يبلغ 3 مليارات و150 مليون ريال، أي ما يعادل 6 ملايين و562 ألفاً و500 دولار أمريكي في صنعاء وحدها، ولا أحد يعرف أين تذهب.
ويفاقم الابتزاز الحوثي لأولياء أمور الطلاب معاناة الناس في المناطق الخاضعة للانقلاب، والذين يعيشون ظروفا بالغة السواء جراء توقف المرتبات وانعدام مصادر الدخل الأخرى.
وقال يحيى محمد لـ"العين الإخبارية"، وهو أب لأربعة من الأطفال، إنه بموجب المذكرة التي وصلته من مجلس الآباء سيكون عليه دفع ألفي ريال ريال بما يعادل 4 دولارات و16 سنتا، كدعم للعملية التعليمية في الوقت الذي يتولى عملية التدريس مدرسات ومدرسين بدلاء جاء بهم الانقلابيون وهم يقومون بتدريس الطلاب من خارج المنهج المدرسي المعتمد عبر ملازم يقومون بطباعتها وتوزيعها على الطلاب بمبالغ مالية تتراوح بين 50-150 ريالاً بحسب نوع المادة.
واعتبر يحيى ما يجري بأنه "جريمة جباية رسوم خارج القانون وبدون رقيب وتدمير للعملية التعليمية بشكل ممنهج، حيث تضج الملازم المفروضة على الطلاب بالطائفية.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg
جزيرة ام اند امز