الأردن.. مؤتمر يطالب العالم بتصنيف "الحوثي" إرهابيا
المؤتمر يهدف إلى حث المجتمع الدولي لتصنيف مليشيا الحوثي حركة إرهابية مهددة للسلم والأمن اليمني والإقليمي والدولي.
تحت شعار "الحوثي حركة إرهابي" شهدت العاصمة الأردنية عمان، الأربعاء، انطلاق أعمال مؤتمر الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.
المؤتمر، الذي تنظمه رابطة الإعلام التنموي باليمن، بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية وحقوقية يمنية وأردنية، طالب العالم بتصنيف الحوثيين "حركة إرهابية".
واستعرض المؤتمر، الذي يعقد على مدار 3 أيام، وحضره السفير اليمني في الأردن علي العمراني، تقارير حقوقية عن حالة حقوق الإنسان في اليمن، والجرائم والانتهاكات الجسيمة التي نفذتها مليشيا الحوثي الإرهابية.
فؤاد المنصوري، رئيس رابطة الإعلام التنموي في اليمن، قال إن المؤتمر يهدف إلى تحريك الملف الحقوقي اليمني بالمحافل الدولية المعنية، تمهيداً لاستصدار مشروع قرار دولي يصنف مليشيا الحوثي كحركة إرهابية مهددة للسلم والأمن اليمني والإقليمي والدولي.
وأوضح المنصوري في حديثه لـ"العين الإخبارية" أن المؤتمر يأتي في ظل تصاعد وتيرة العنف والجرائم الجسيمة والانتهاكات المتتالية التي تمارسها "الحوثية" بحق اليمنيين، وفي ظل تخاذل من المجتمع الدولي حيال هذه القضايا الحقوقية التي لا تحتمل التأجيل لارتباطها الوثيق بأرواح الناس وممتلكاتهم ومصادر معيشتهم.
ووجّه المنصوري شكره لقيادة التحالف العربي والدول العربية المشاركة فيه، على ما تقدمه من إسناد لليمنيين في حربهم ضد الانقلابيين، من ضربات عسكرية لمواقع مليشيا الحوثي، إضافة إلى مد يد العون إنسانياً وخدماتياً ولوجستياً ليتمكنوا من الوقوف في وجه الإرهابيين.
وكشف عن أن الحوثيين زرعوا 100 ألف لغم فردي في السنوات الثلاث الأخيرة، وهو رقم يشكل نسبة 15% من إجمالي الألغام التي تم زرعها في الحرب العالمية الأولى، داعياً العالم للتكاتف من أجل وقف إرهاب مليشيا الحوثي حفاظاً على السلم والأمن الدوليين وتحقيقاً لحق اليمنيين في الحياة.
من جانبه، قال المدير التنفيذي لرباطة الإعلام التنموي، أحمد عفيف، إن أبرز الجرائم ضد الإنسانية باليمن، تجلت في زرع الملايين من الألغام الفردية بأشكال مموهة، لافتاً إلى أن عدد الألغام التي وصلت إليها فرق نزع الألغام الممولة من برنامج الأمم المتحدة بلغت نصف مليون لغم في الشهر الأول من عام 2018.
وأضاف عفيف في ورقته بعنوان "المليشيا الحوثية ومسيرة الجرائم الجسيمة"، أن الحوثيين مارسوا جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب مكتملة الأركان، باستهدافهم القصدي والعشوائي للمجموعات السكانية والأشخاص والمواقع المدنية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، دون أن تكون هناك حاجة عسكرية لمثل هذه الممارسات البشعة.
ولفت إلى أن المليشيا الانقلابية نفذت عمليات اختطاف واسعة في كل المحافظات والمناطق التي تمكنت من الاستيلاء عليها، وشملت عمليات اختطاف الأشخاص المحميين أثناء النزاع بموجب القانون الدولي بما فيهم النساء والأطفال وكبار السن وغير المحاربين.
وبيّن عفيف أن محافظة صعدة شهدت أكبر عدد للمختطفين الذين تم إعدامهم، حيث بلغ عددهم 951 يمنياً، فيما بلغ عدد اليمنيين المخفيين قسرياً في صنعاء 8418 يمنياً.
وأشار إلى أن مليشيا الحوثي تسببت بانهيار النظام التعليمي في اليمن، بعدما استهدفت الكثير من المباني المدرسية والعلمية والتدريبية العامة والخاصة بهجمات متعددة، تسببت في دمارها بشكل كلي أو جزئي، فضلاً عن تحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة.
المحامي والناشط الحقوقي اليمني محمد قشمر، تحدث في ورقته حول "انتهاكات وجرائم المليشيا الحوثية ضد الأطفال"، عن أن تقارير حقوقية صدرت عن مراكز ومنظمات حقوقية يمنية مختلفة أفادت بأن الحوثيين قتلوا ما يزيد على 5500 طفل يمني فيما أصيب أكثر من 4 آلاف طفل.
ورصدت التقارير، وفق قشمر، اختطاف المليشيا الانقلابية قرابة 1200 طفل يمني لتستخدمهم كرهائن أو لوجود فرد من أسرهم يؤيد الحكومة الشرعية، كما مارست التعذيب بحق 100 طفل عبر جرائم اغتصاب عديدة قام بها جنود وقادة الحوثيين.
وتناول قشمر أرقاماً وإحصائيات عديدة رصدتها منظمات حقوق الإنسان المهنية بالحرب اليمنية، حول التهجير القسري والتلاعب بالهوية الدينية للأطفال وتعذيبهم وضحايا الألغام في مختلف محافظات اليمن.
بدورها، تحدثت نورا الجروي، القيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، عن جرائم التطهير والإبادة بحق المعارضين لمليشيا الحوثي منذ 2 ديسمبر 2017، لافتة في ورقتها إلى أنه وبعد تمكن المليشيا الانقلابية من قتل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام، بدأت تمارس سلسلة من الجرائم والانتهاكات بحق قيادات وأعضاء وإعلاميي وناشطي الحزب، بما في ذلك اقتحام مقراته والسيطرة على وسائل الإعلام التابعة له وتدمير ونهب منازل المنتسبين للحزب، إضافة إلى جرائم الاغتيال والإعدام والاختطاف والتعذيب بشكل همجي وعشوائي ودون تمييز.
وأوضحت نورا في كلمتها أن الحوثيين حولوا المحافظات التي يسيطرون عليها إلى جحيم للسكان المدنيين، من خلال المداهمات اليومية والهمجية على منازل المواطنين دون مبرر، ومنع الكثير منهم من النزوح إلى مناطق آمنة ومنع المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المتضررين، خصوصاً في الأيام الأولى من الأحداث، وتجنيد الأطفال بالقوة.
فيما تحدثت الصحفية والناشطة الحقوقية اليمنية، سمية علي، عن الممارسات الإجرامية التي تلحق بالأطفال اليمنيين من قبل مليشيا الحوثي، مبينة أن الحوثيين استعملوا الألغام التي أودت بالأبرياء بين قتلى وجرحى، وأحدثت إعاقات دائمة بينهم.
واستعرضت سمية تأثير الحرب على قطاع التعليم في مختلف مراحله، بعد تدمير نحو 1300 مدرسة وتحويل 400 إلى ثكنات عسكرية، لافتة إلى سقوط 1822 طفلاً قتيلاً، بسبب القصف العشوائي الذي نفذته مليشيا الحوثي على مدار سنوات الحرب.