مندوب إيران بصنعاء.. إجلاء غامض لـ"إيرلو" يثير التكهنات
أجلت إيران مندوبها لدى مليشيات الحوثي على نحو مفاجئ ما أثار موجة من التكهنات حول أسباب القرار وتوقيته.
وعقب تداول وسائل الإعلام روايات الخلافات الحوثية مع إيران بعد مغادرة المندوب الإيراني صنعاء، سارعت كبار قيادات المليشيات الانقلابية لنفي وجود الخلاف لتؤكد مجددا التبعية المطلقة للنظام الإيراني.
وفيما تزعم طهران ومليشيات الحوثي أن "إيرلو" كان في وضع صحي حرج إثر إصابته بـ"كورونا"، يرجح خبراء يمنيون لـ"العين الإخبارية"، إصابة الضابط الإيراني في إحدى الضربات الجوية للتحالف التي استهدفت المنشآت السرية للحرس الثوري بصنعاء.
وكان حسن إيرلو قد دخل اليمن تهريبا ليظهر للعلن في أكتوبر/ تشرين الأول 2020 كواحد من عشرات الخبراء الإيرانيين وهو محطة عدت انتقال الدعم الإيراني للمليشيات الحوثية من السر إلى العلن.
ولم يمض عام على الدور المشبوه للرجل وتحركاته المثيرة للجدل حتى لدى الحوثيين أنفسهم، ليصبح "إيرلو" ملاحقا داخليا ودوليا خصوصا بعد صدور أمر من القضاء اليمني بملاحقته بتهمة التجسس ومعاقبة واشنطن له وإدراجه على لائحة الإرهاب.
توقيت غامض
تعد عملية إجلاء "إيرلو" عبر مطار صنعاء الدولي إلى البصرة العراقية هي أول رحلة إلى العراق منذ الانقلاب الحوثي في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
كما يأتي الإجلاء في توقيت تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي ضربات مكثفة للتحالف العربي بقيادة السعودية ما فتح الباب أمام عدة تكهنات واحتمالات وسيناريوهات للوضع الصحي للضابط الإيراني.
وبحسب الخبير العسكري اليمني المقدم وضاح العوبلي فإن مغادرة "إيرلو" تأتي مع وجود عدة جثامين لخبراء من الحرس الثوري الإيراني لقوا مصرعهم في الضربات الأخيرة التي شنها طيران التحالف على عدد من غرف العمليات والسيطرة الحوثية التي يتواجد فيها ضباط ومستشارون إيرانيون.
و"كذا الضربات التي وجهها التحالف لمواقع مفترضة لمنظومات الدفاع الجوي الذي يشرف الخبراء الإيرانيون شخصياً على إعادة تشغيلها واستعادة جاهزيتها"، بحسب الخبير اليمني في حديثه لـ"العين الإخبارية".
ورجح العوبلي أن "يكون إيرلو شخصياً قد تعرض لجراح بليغة وربما لقي مصرعه كما تسرب في بعض التقارير، وما يعزز من مصداقية هذه التقارير هو إعلان الإيرانيين أن ذراعهم مصاب بفيروس كورونا، وأنهم أرسلوا طائرة إجلاء طبي عراقية لنقله من صنعاء بعد أن صرح لها التحالف".
ومن المحتمل أن تستغل إيران مغادرة "إيرلو" لإظهار حسن النوايا، بينما يستمر الدعم السري الإيراني للحوثيين بالسلاح والخبراء والمستشارين، وربما إيفاد مقاتلين يتم نقلهم من جنسيات متعددة عبر منافذ التهريب المتاحة عبر القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية.
ووفقا للخبير اليمني فإن الخطوة قد تقدمها إيران كـ"تنازل" لتيسير المضي باتجاه رفع العقوبات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، ويعتبروا إخراج إيرلو من اليمن، بأنه أحد التنازلات المقدمة لحلفاء واشنطن في المنطقة.
وقال إن "كل السيناريوهات متوقعة، خصوصاً وأن الضابط الإيراني منذ وصوله صنعاء فرض نفسه كحاكم مطلق، وهذا انعكس بحالة من التذمر على الحوثيين، وظهرت حقيقتهم كأجراء ومرتزقة".
وأضاف أن ذلك أرغم بعض ناشطي المليشيات وأبواقهم لرفع أصواتهم المطالبة بطرد إيرلو، حيث فرض "الرجل نفسه متدخلاً في كل صغيرة وكبيرة، وهو ما وضع الحوثيين في وضع محرج، وبالتالي فضح الدور الإيراني في اليمن وأخرجه إلى السطح ما جعل خروجه ضرورة لإعادة الأمور إلى حقبة الدعم والتنسيق السري كما كان سابقاً".
معركة مأرب
من جهته، يرجح وكيل وزارة الإدارة المحلية اليمنية، عبداللطيف الفجير، أن المندوب الإيراني المعين "سفيرا" لدى مليشيات الحوثي أن يكون مصابا بالفعل إثر غارة للطيران الجوي للتحالف.
وبشأن الخلافات، يذهب المسؤول اليمني في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الصراع تعمق بين المليشيات الحوثية والمندوب الإيراني إثر فشلهم في معركة مأرب.
وأوضح أن مغادرة الرجل تأتي "بسبب استياء غالبية كبيرة من أبناء الشعب اليمني من تواجده في صنعاء خصوصا عند نزوله الميداني وزيارته المستمرة كحاكم عسكري لبعض المرافق الحكومية".
ضربات التحالف
بعيدا عن أي تفسيرات، يشي مشهد مغادرة أخطر ضباط الحرس الثوري الإيراني بهذه الطريقة المذلة بالكثير من والتغيرات والدلالات.
وتحمل مغادرة إيرلو المهينة عديد المؤشرات، وفق الناشط السياسي اليمني مروان عبدالواسع، منها نجاح عمليات قوات التحالف الأخيرة في صنعاء ووضع حد لتهريب القيادات الإيرانية إلى اليمن عبر مطار صنعاء في طائرات الأمم المتحدة.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن الخطوة "تحمل دلالات على إحكام قوات التحالف مراقبتها للمنافذ البرية والبحرية والجوية والتي استخدمتها مليشيات الحوثي لتهريب السلاح والصواريخ والمسيرات والأجهزة والتقنيات العسكرية الإيرانية".
ولم يستطع إيرلو ان يغادر بالطريقة التي دخل بها اليمن، وهذا كافٍ للاستدلال على صعوبة الظرف الراهن التي تمر به طهران بعد تقطيع الحبال بينها وبين مليشياتها الإرهابية، وفقا للناشط السياسي اليمني.
aXA6IDE4LjExNi4xMi43IA== جزيرة ام اند امز