نبيل العكش.. جندي بلا سلاح يفضح "إخوان اليمن"
فيديو للشهيد نبيل العكش يثير سخطا شعبيا واسعا ضد إخوان اليمن بتعز، حيث اتهم النشطاء بعدم الاكتراث بأرواح الجنود.
"ليس لدي بندقية" كانت هذه آخر عبارة أطلقها الجندي اليمني نبيل العكش الذي قاتل مليشيا الحوثي بلا سلاح لفك الحصار المفروض على مدينة تعز في مشهد اعتبره ناشطون بأنه يفضح متاجرة إخوان اليمن في حرب وهمية تسعى لاستنزاف التحالف العربي.
- بالوثائق.. "العين الإخبارية" تكشف عن السجون السرية لـ"إخوان اليمن"
- 3 سنوات وإخوان اليمن يواصلون ابتلاع تعز
ووسط سيل من الدموع التي انهمرت من عيني نبيل العكش (35 عاما) عند رؤية صديقه غارقا بالدماء وبقاءه عالقا في الخط الملتهب، قرر صباح الأحد، اقتحام وابل من رصاص قناصة مليشيا الحوثي، وحث زملاءه التغطية النارية قبيل أن يسقط شهيدا جوار رفيقه.
وترك "العكش" أسرة مكونة من زوجة و6 أطفال وطفل رضيع آخر في الشهر الثاني من عمره يستوطنون كوخا خشبيا في قلب مدينة تعز نصب في ممر ضيق بين مجرى السيول وأحد مباني حي "ديلوكس"، حيث وثقت "العين الإخبارية" مأساة الأسرة التي ناشدت بالضغط على الحوثيين للإفراج عن جثمان والدهم.
وخوفا من بطش القيادات العسكرية المحسوبة على الإخوان، رفضت أسرة الشهيد "العكش" الإدلاء بأي تعليقات إضافية لمراسل "العين الإخبارية" حول المتسبب الأول في إزهاق روح عائلها، كونها تقيم في مناطق خاضعة لسيطرة قوات موالية لحزب الإصلاح.
وآثار فيديو تداوله نشطاء يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي للحظات الأخيرة من حياة "العكش" سخطا شعبيا واسعا ضد محور تعز واتهموه بعدم الاكتراث بأرواح الجنود وتحويله من قبل حزب الإصلاح اليمني إلى ستار للتحكم بالجبهات وحرمان المقاتلين من الأسلحة للدفاع عن أنفسهم ضد بطش الحوثيين.
كما اتهموا الإخوان في مدينة تعز باختطاف قرار المؤسسة العسكرية والأمنية وإسناد المعارك لقيادات مدنية وإقصاء الضباط المحترفين، وعدم الاستفادة منذ 4 أعوام في تطوير الخطط الهجومية.
انتكاسات ومعارك للضغط السياسي
ووفقا لمصادر عسكرية فإن ما وصفوه بـ"الهيمنة الإخوانية" أتاح لها اختلاق معارك جانبية واسعة ضد رفقاء السلاح، فيما يعجز محور تعز عن تنسيق عملية هجومية مشتركة تنطلق مع جبهات الأرياف الجنوبية وألوية العمالقة القادمة من الساحل غربا لتجاوز مسافات الجغرافيا وعزل الجيوب الحوثية عن بعضها.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية"، إن "الإدارة الإخوانية العشوائية" للجبهات أدى إلى أفراغها من المقاتلين وأصابها بالانتكاسات الخطيرة، مثل أبرزها في أبريل/نيسان 2015، من تراجع غير مدروس من خط "الستين" الاستراتيجي الرابط بين الأحياء الغربية والشمالية بمطار تعز شرقا.
وحول طبيعة معارك اليومين الماضيين التي تنطلق نحو "الستين" التي شارك فيها "العكش" في جبهة "الزنوج" يقول رئيس عمليات اللواء 170 دفاع جوي بتعز العقيد معاذ الياسري إنها تسعى لكسر الحصار لكنها تسير دون تنسيق مع جبهات الريف وغرفة عمليات التحالف العربي للاستفادة من الغطاء الجوي والدعم اللوجيستي.
وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية": "تبين من خلال تواصلنا بقيادة قوات التحالف العربي في عدن أن قيادة محور تعز لم تبدِ أي ردود إيجابية"، مضيفا أن الحوثيين في أضعف حالتهم بعد هزائم الضالع والجيش بحاجة لخوض معارك جادة لا للضغط السياسي.
مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية
ووجه نشطاء في تعز الكثير من التهم للإخوان، كان أخطرها ما وصفوه بـ"تسليح مليشيا الحشد الشعبي" لتنسيق سري لتقاسم المشهد اليمني مع مليشيا الحوثي.
وقال رئيس فريق "رصد" لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان أكرم الشوافي إن إخوان اليمن عبر حزب التجمع اليمني للإصلاح استحوذوا على جميع المؤسسات الأمنية والعسكرية لاسيما في تعز ومأرب، لكن الفارق في تعز أن هناك أطرافا ترفض الاستسلام وتجتهد في تحرير مؤسسات الدولة.
وذكر الحقوقي اليمني في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "الحشد الشعبي" التابع للإخوان هي مليشيا موازية للجيش وتسعى جاهدة لتعويض الأسماء الوهمية في كشوفات الجيش بهذه العناصر غير القانونية.
ونبَّه الشوافي بأن مقر حزب الإصلاح تحول إلى وكر لتوجيه الأجهزة الأمنية في ملاحقة الناشطين والمنافسين السياسيين ممن يكشفون الممارسات الإخوانية، لافتا أن تعز شهدت مؤخرا تفاقم وارتفاع معدل الجريمة في ظل غياب قوة الدولة وهيبتها في ضبط المخربين.
تهجير الخصوم
في أبريل/نسيان العام الماضي، اتخذ محافظ تعز الأسبق أمين محمود قرارا قضى بتشكيل حملة أمنية من كل وحدات الجيش والأمن لملاحقة عناصر إرهابية متورطة باغتيالات، بينهم موظف الهلال الأحمر الدولي اللبناني حنا لحود، وقد ترأسها مستشار محور تعز عبده فرحان ويدعى سالم وهو ذراع حزب الإصلاح العسكري.
وطبقا لمصادر محلية وأخرى حقوقية، فقد استغل "سالم" ذلك فرصة في تصفية حسابات مع العقيد عبده فارع، قائد كتائب أبو العباس التابعة للواء 35 مدرع، ما تسبب باندلاع معارك دامية في شوارع المدينة لا سيما الأحياء القديمة.
وعلى الرغم من تراجع المحافظ عن قراره وإصدار قرار آخر بوقف الحملة وفضح أهدافها إلا أن "سالم" لم يستجب لذلك وخطط مع جماعته للإطاحة بمحمود من منصبه وواصل هجماته تحت مظلة المحافظ الجديد، حسب المصادر.
واعتبرت كتائب "أبو العباس" ما يسمى "الحملة الأمنية" بالحرب الظالمة تحت غطاء القانون، وكشفت عن عقد اتفاق تم بالإكراه حقنا لدماء المواطنين، وحملت الإخوان مسؤولية تهجير أسر قياداتها والأبرياء من السكان والأطفال بقوة السلاح.
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز