«مبيدات الموت».. الحوثي يبدأ حملة قمع لإسكات نشطاء
قال ناشطون موالون لمليشيات الحوثي إن الحركة بدأت حملة قمع لإسكاتهم على خلفية فضيحة مبيدات سامة تحولت إلى قضية رأي عام وكشفت تورط كبار قياداتها.
واقتحمت مليشيات الحوثي، السبت، منزل الناشط الموالي لها خالد العراسي في شارع الرباط بالعاصمة المختطفة صنعاء قبل أن تقوم باعتقاله وتقتاده إلى جهة مجهولة، على خلفية مشاركته في حملة المبيدات المحظورة وفضحه أكثر من 38 قياديا حوثيا باستيرادها وتهريبها.
وأوضح ناشطون ومصادر محلية لـ"العين الإخبارية" أن دوريتين أمنيتين إحداها مغلقة تظهر عليها عبارة "الأدلة الجنائية" ومليشيات نسائية شاركت في عملية الاقتحام لمنزل العراسي قبل اعتقاله أمام أطفاله وزوجته.
واتهم ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" التابع للحوثيين باعتقال العراسي وشن حملة قمع واسعة لتكميم أفواه نشطاء موالين وغير موالين للمليشيات شاركوا في إثارة قضية مبيدات الموت التي تستوردها وتهربها قيادات الحوثي.
وجاء اعتقال العراسي، الذي كتب عدة مقالات من بينها "توقفوا عن قتلنا.. المبيدات إبادة جماعية"، بعد أيام من تهديدات بالاعتقال والتصفية لعدد من النشطاء من بينهم الناشط والموظف في وزارة الزراعة غير المعترف بها، وهاج المقطري، الذي اتهم قيادات حوثية كبيرة بالتورط باستيراد وبيع مبيدات محرمة محليا ودوليا قبل أن يلجأ لإغلاق صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتحول تهريب واستيراد المبيدات السامة المحظور استخدامها دوليا إلى قضية رأي عام في اليمن، حيث فضح نشطاء بينهم موالون للمليشيات تورط ما يسمى رئيس مجلس الحكم للحوثيين مهدي المشاط ورئيس مكتبه القيادي النافذ أحمد حامد بالإفراج عن شحنات مبيدات محرمة دوليا تابعة للقيادي النافذ عبدالعظيم دغسان أواخر العام الماضي، متداولين محضر إثبات لذلك.
وفجرت قضية المبيدات صراعا حادا بين قادة المليشيات الحوثية، نقلت خلالها الصراع من السر إلى العلن، وكشفت حجم الخطر المحدق الذي بات يتربص باليمنيين، إثر استيراد قياداتها النافذة مبيدات مميتة وقاتلة محرمة دوليا بما فيه مبيدات "بروميد الميثيل"، و"المانكوزيب"، و"دورسبان" و"أبامكتين" المركز.
وأظهرت وثائق سربتها قيادات حوثية فيما يسمى "وزارة الزراعة" الحوثية، إقرار المليشيات بأنها سمحت لعدد من التجار التابعين لها من بينهم دغسان باستيراد أكثر من 5 ملايين لتر من المبيدات والسموم خلال الفترة من 1 أغسطس/آب 2023 وحتى 14 يناير/كانون الثاني 2024.
وثيقة أخرى، طالعتها "العين الإخبارية"، موجهة مما يسمى وزير الزراعة للحوثيين عبدالملك قاسم الثور إلى وكيله ضيف الله شملان كشفت عن أن كمية المبيدات التي تم التصريح باستيرادها من قبل المليشيات خلال عام 2023 فقط، بلغت (14,465,888) لترا، ووصفت ذلك بـ"الجريمة ضد الإنسانية".
ويتهم ناشطون مليشيات الحوثي بالتسبب بارتفاع أعداد المصابين بالسرطان، إثر تهريب واستيراد المبيدات السامة المحظورة دوليا، حيث وصلت نهاية 2022 فقط إلى 43 ألفا و735 مصابا، غالبيتهم في المحافظات الزراعية.