سليم المسن.. إرهابي القاعدة والحوثي يقع في "الفخ"
كتب نهايته بنفسه، عندما اعتقد بهشاشة قوات الحزام الأمني في الضالع جنوبي اليمن، فوجد الأمن له بالمرصاد ليردوه قتيلا.
إنه القيادي في تنظيم القاعدة باليمن، سليم علي صالح المسن، إحدى أدوات مليشيات الحوثي الإرهابية في استهداف المناطق المحررة، وزعيم القاعدة في مديرية "جبن" في الضالع، والذي قتل مؤخرا.
وقاد المسن، الهجوم الإرهابي الذي استهدف لأول مرة منذ سنوات مقرا للحزام الأمني في محافظة الضالع (جنوب)، التي ظلت حاضنتها وجغرافيتها عصية على أي اختراق للتنظيمات الإرهابية ومليشيات الحوثي الانقلابية.
ورغم أن الهجوم المباغت تسبب بمقتل العقيدين "وليد الضامي" و"محمد الشوبجي"، وهما قياديان بارزان في القوات الجنوبية، إلا أن التنظيم الإرهابي خسر أيضا 7 من عناصره أحدهم القيادي البارز سليم المسن، وشقيقه صالح المسن، وذلك في وقت متأخر الجمعة الماضية.
وبعد يوم من الهجوم الذي حمل تكهنات عدة، اثبتت التحقيقات أن الإرهابي سليم المسن، القادم من مناطق الحوثي، خطط بشكل مسبق للهجوم المسلح مع عناصره لاقتحام مقر الحزام الأمني في بلدة "حكولة"، كجزء من مهمته السوداء.
من هو المسن؟
وصنفت التحقيقات الأمنية العناصر الإرهابية بقيادة الإرهابي "المسن"، على أنها من "أخطر المطلوبين في مديرية جبن" في الضالع، حيث خطط القيادي الإرهابي بشكل مسبق للجريمة التي استهدفت اغتيال كبار قادة الحزام الأمني بالضالع.
وفي بيان تلقته "العين الإخبارية"، قالت السلطات في الضالع، إن المسن وعناصره الإرهابية، ارتكبت سلسلة من جرائم الإرهاب كان آخرها اختطاف موظفين في أحد المنظمات الدولية في مديرية قعطبة، ضمن جرائم تهدف لبعثرة الأوراق بالمناطق المحررة.
وارتبط سليم المسن، المنحدر من بلدة "الضبيانية" في مديرية جبن التابعة إداريا لمحافظة الضالع وتقع على الحدود من محافظة البيضاء، منذ وقت مبكر، بتنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتخذ من البيضاء معقلا آمنا له.
وتشير المعلومات إلى أن المسن، كان أحد أبرز قيادات القاعدة التي ساعدت مليشيات الحوثي في اجتياح مديرية "رداع" في البيضاء عام 2016 كجزء من تسهيلات للقاعدة، للانقلابيين الحوثيين، مقابل مساعدتها في حربها ضد داعش.
وظل الرجل لسنوات يتجول بين البيضاء ورداع تحت حماية مليشيات الحوثي حتى عام 2019 عندما اعتقله الانقلابيون بتهمة "تزعم خلية تكفيرية"، غير أنها عادت لتطلق سراحه لاحقا ضمن مخططها لاستخدام تنظيم القاعدة كذراع طولى لها في تنفيذ عمليات إرهابية في المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.
السقوط
وبعد خروجه من سجون مليشيات الحوثي، عاد المسن إلى مسقط رأسه في مديرية جبن لينصب نفسه زعيما لتنظيم القاعدة في المديرية، وظل يشكل خطرا كبيرا للمقاومة في "جبن" التي تصدت لجحافل الانقلاب هناك.
ويعتقد قيادي في مقاومة جبن، فضل عدم كشف أسمه، لـ"العين الإخبارية"، إن الإرهابي سليم المسن أبرم صفقة خفية مع مليشيات الحوثي تستهدف خلخلة المقاومة الشعبية من الداخل وإرباك المناطق المحررة.
وأشار إلى أن المسن قدم إلى جبن بزعم تدمير المليشيات لمنزله ونصب بعض المواقع القتالية الوهمية مع عناصره لقتال الحوثي وكانت تشكل الكثير من القلق لدى المقاتلين في المقاومة المناهضين للانقلاب والذين فضلوا عدم فتح جبهة أخرى إثر إمكانياتهم المتواضعة.
وأوضح أن الرجل "ظل يسرح ويمرح دون أي اعتراض بين مريس والبيضاء ومناطق خاضعة للحوثيين وظل وجوده أكبر خطراً للمقاومة بجانب الحوثي، ما تسبب لها بالكثير من النكسات كوننا كنا نواجه عدوان من الأمام والخلف".
ولم تنته مهمة الرجل في تسليم مسقط رأسه لمليشيات الحوثي، وامتدت في التخطيط لاختراق الجبهة الأمنية للضالع المعروفة بتماسكها وتصنف كخزان بشري للقوات الجنوبية؛ القوة التي نكلت بالحوثيين وتنظيم القاعدة في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين.
وقال مصدر أمني في الضالع، فجر السبت، لـ"العين الإخبارية"، إن العناصر الإرهابية بقيادة "المسن" قدمت على متن مركبة مدنية إلى حاجز أمني في حدود مديريتي "جبن" و"الشعيب" في الضالع، متنكرة بلباس المقاومة وتزعم معرفة قيادة الحزام الأمني في المحافظة.
لكن أمن مديرية الشعيب سرعان ما احتجز العناصر وقائدهم كمشتبه بهم وتدخلت قوات مكافحة الإرهاب لاستلامهم ونقلهم إلى مدينة الضالع، عاصمة المحافظة.
وكان للإرهابيين ما أرادوا من فخ نصبوه، لكن النهاية لم تكن كما أرادوا، حيث هاجموا مبنى الحزام الأمني فور وصولهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية ما استدعى تدخل فوري من قوات الحزام الأمني ومكافحة الإرهاب لحسم الموقف.
وكانت مقاومة مديرية "جبن" على حدود البيضاء تبرأت من العناصر التي هاجمت مقر الحزام الأمني بالضالع بقيادة سليم المسن، واعتبرته عملا "إرهابيا"، فيما توعدت القوات الجنوبية التنظيمات الإرهابية بمعركة اجتثاث لدفن مشروعها الظلامي.
وصنف يمنيون مؤخرا تنظيم القاعدة الإرهابي كذراع لمليشيات الحوثي، وأظهرت أدلة أمنية رسمية على استخدام الانقلابيين، التنظيم ضدّ مناهضي مشروعهم جنوبا، مقابل تسهيلات للتنظيم كتوفير ملاذ آمن في البيضاء وإطلاق سراح عناصره من سجون المخابرات بصنعاء وغيرها.