بعد تحرير شبوة.. معركة تطهير اليمن تنطلق نحو البيضاء
قوات الجيش الوطني والمقاومة تواصلان زحفهما نحو محافظة البيضاء، بعد السيطرة على مبنى إدارة أمن مديرية نعمان من جهة محافظة شبوة.
استمر الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية في التقدم بمحافظة البيضاء، بعد أيام من إعلان الجيش تحرير محافظة شبوة بالكامل، وتكبيد مليشيا الحوثي الإيرانية خسائر فادحة على عدة جبهات.
- الجيش اليمني والمقاومة يحرران أولى مديريات محافظة البيضاء
- اليمن.. ديسمبر أسود على الحوثي بانتصارات الشرعية
وتمكنت قوات الجيش والمقاومة الشعبية من دخول أول مديرية من مديريات محافظة البيضاء الحدودية مع محافظتي مأرب وشبوة شرقي اليمن.
وقالت مصادر عسكرية يمنية إن قوات الجيش الوطني تواصل زحفها نحو محافظة البيضاء، مؤكدة السيطرة على مبنى إدارة أمن مديرية نعمان، أولى مديريات محافظة البيضاء من جهة محافظة شبوة بعد تحرير وادي خير وموقس، وسط فرار مليشيات الحوثي الإيرانية باتجاه عقبة القنذع.
فيما أشارت مصادر ميدانية إلى أن قوات الجيش الوطني تمكنت، الأحد، من أسر 20 حوثياً بينهم قيادات ميدانية أثناء محاولاتهم الفرار في الجبال المحيطة بوادي خير بعد استكمال السيطرة عليه من قبل قوات الجيش الوطني، وكان يمثل آخر جيوب مليشيا الحوثي في بيحان.
انتصارات في الطريق للبيضاء
وقال مصدر عسكري إن القوات الحكومية سيطرت على منطقة وجبل حيد دكام الاستراتيجي في وادي خير ومنطقة موقس، بالإضافة إلى جبال الوصيل إثر هجوم عنيف.
وأضاف المصدر أن القوات سيطرت على جبل ريدان الاستراتيجي -أهم جبل في المنطقة- الذي يشرف على مناطق واسعة في مديرية بيحان، وكان يشكل خطورة على المواقع المحررة.
وأشار المصدر إلى أن العشرات من الحوثيين سقطوا قتلى وجرحى، دون أن يشير إلى حصيلة محددة، بالإضافة إلى وقوع العشرات في الأسر بعد أن سلّموا أنفسهم للقوات الحكومية.
ووفق المصدر فإن العشرات من الحوثيين حاولوا الفرار إلى محافظة البيضاء، عبر طريق عقبة القنذع لكن المقاتلات الحربية للتحالف العربي تشن غارات مكثفة عليهم.
ووصلت قوات الجيش الوطني والمقاومة ظهر اليوم إلى أول مديرية بمحافظة البيضاء "مركز مديرية آل عواض (نعمان)" وسط هروب جماعي لمليشيا الحوثي.
وهذه أول مديرية يتم تحريرها من محافظة البيضاء شمال اليمن، بعد أن تم تحرير كامل مديريات بيحان في شبوة جنوبي اليمن.
وأكد المتحدث الرسمي باسم اللواء 19 في عسيلان بشبوة النقيب مطلق جوهر المعروفي، أن قوات اللواء (19) واللواء (26) والمقاومة الجنوبية في شبوة قد تمكنت من تحرير كامل مديريات بيحان، وأن بيحان بالكامل محررة.
وتابع المعروفي بالقول: إن قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية قدمت تضحيات وسطرت بطولات سقط فيها ستة شهداء خلال هذه المعارك اليوم من الجيش والمقاومة وأكثر من 12 جريحا.
شبوة نقطة ارتكاز استراتيجية
وتقع محافظة شبوة على بعد 458 كلم شرق العاصمة صنعاء، وهي ثالث محافظة من حيث المساحة، وإحدى أهم المناطق التي تحوي النفط والغاز في البلاد، حيث تضم أكبر شركة لتسييل الغاز في اليمن، وثلاثة حقول نفطية تنتج نحو خمسين ألف برميل يوميا.
ويكتسب تحرير شبوة أهمية عسكرية كبيرة بالنسبة للجيش اليمني والمقاومة الشعبية؛ لما تمثله المنطقة من أهمية استراتيجية، فضلاً عن كونها آخر معقل لمليشيا الحوثي جنوبي البلاد، إذ إن سقوط المحافظة يسرع من انهيار القوات الانقلابية وتحرير محافظات أخرى.
جغرافيا، تقع محافظة شبوة على الحدود مع مأرب، وهو ما جعل منها -في المعارك الأولى للأزمة اليمنية- خط الدفاع الأول عن أكبر مشروع اقتصادي في البلاد المتمثل بمشروع ميناء بلحاف النفطي، الذي كان ينتج أكثر من 50 ألف برميل نفط يوميا قبل الأزمة.
ويُجمع المراقبون على أن تحريرها منعطف مهم على الأرض، يفتح الطريق أمام مرحلة جديدة لاستكمال تحرير بقية المناطق اليمنية التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين.
جبهات مشتعلة
وتواصل قوات الشرعية تقدمها في جبهة "نهم" المشتعلة، وسط إصرار على تحرير هذه المديرية التي تعد البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء من جهة "مأرب"، والتي تتميز بوعورة تضاريسها ومساحتها الكبيرة مقارنة بباقي مديريات صنعاء.
عشرات القتلى ومئات الجرحى في صفوف المليشيات سقطوا خلال المعارك في جبهة "نهم" التي تشهد تقدم قوات الشرعية والسيطرة على نقاط مهمة، ولا سيما في جبهتي "الميسرة" و"الميمنة".
وتكتسب مديرية "نهم" أهميتها الاستراتيجية من أن لديها سلاسل جبلية وعرة تطل مباشرة على قلب العاصمة، كما أنها المدخل الشمالي لصنعاء على الحدود مع محافظة "الجوف" الشمالية الحدودية مع السعودية.
وفي جبهة صنعاء، واصلت قوات الجيش اليمني تقدُّمها في عملية عسكرية مفتوحة، حملت شعار "صنعاء العروبة تنتفض"، والتي بدأت هذا الشهر بمساندة قوات التحالف الجوي والمقاومة الشعبية اليمنية التي أظهرت بسالة وشجاعة، وأرعبت مليشيا الحوثي الإجرامية.
وفي عمق العاصمة، لا يزال قناص صنعاء المجهول يحصد المزيد من أرواح المليشيات، وينشر الرعب في قلوبهم، وينشر جثثهم في شوارع العاصمة.