أزمة السيولة في اليمن.. إجراءات صارمة لضبط إيقاع الاقتصاد

أدّت الحرب الاقتصادية التي تمارسها مليشيات الحوثي منذ سنوات، إلى إحداث مشكلات مالية حادة تعاني منها المؤسسات النقدية التابعة للحكومة الشرعية.
أبرز هذه المشكلات، ما ذكره البنك المركزي اليمني بعدن، أمس الأحد، من شح في السيولة المالية من العملة الوطنية في السوق المحلية، والتي حالت دون صرف مرتبات موظفي الدولة.
وتعود مشكلة شح السيولة، إلى توقف صادرات النفط نتيجة قصف مليشيات الحوثي موانئ التصدير، وبالتالي فقدان الدولة لنحو 70% من مواردها الأساسية.
وما فاقم المشكلة، عمليات المضاربة بالعملة التي تمارسها مليشيات الحوثي، عبر أذرعها التخريبية من شركات صرافة مشبوهة في مناطق الحكومة الشرعية.
إقرار بالمشكلة
وكان البنك المركزي اليمني بعدن، استعرض في اجتماعه الدوري، الأحد الماضي، تطورات الأوضاع المالية والنقدية والاقتصادية خلال الفترة المنصرمة، وخطط الإدارة للتعامل مع شحة السيولة.
- مطار عتق اليمني يستقبل أول رحلة تجارية منذ 10 سنوات (صور)
- الاقتصاد العائلي في اليمن.. قصص صمود تتحدى مليشيات الحوثي (صور)
وأقر البنك إجراءات لمعالجة الوضع دون الإخلال بالسياسات الصارمة التي أقرها للتعامل مع زيادة العرض النقدي غير المنضبط؛ حفاظًا على الاستقرار، وإعادة الدورة النقدية إلى الجهاز المصرفي.
ولم يبح البنك بطبيعة الإجراءات التي أقرها خلال اجتماعه لمعالجة مشكلة الشح في السيولة، غير أن محللين وخبراء اقتصاديون أشاروا إلى حزمة من الحلول يمكن عبرها التغلب على هذه المعضلة.
خبراء يقترحون حلولًا
ويعتقد أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة عدن، الدكتور سامي نعمان، أن هم الحلول المتاحة أمام البنك المركزي، إغلاق حسابات المؤسسات الحكومية في البنوك الخاصة والعامة، وتحويلها إلى حسابات الحكومة بالبنك المركزي؛ لتغطية حسابات الحكومة بالبنك المركزي، وفرض عقوبات على البنوك والمؤسسات التي لا تنفذ القرار.
- الاقتصاد العائلي في اليمن.. قصص صمود تتحدى مليشيات الحوثي (صور)
- بدعم أممي.. اليمن يطلق خطة تنمية حضرموت اقتصادياً واجتماعياً
وقال الدكتور نعمان في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" إن رفع نسبة الاحتياطي القانوني ومراقبة تنفيذ هذه الخطوة من قبل قطاع الرقابة، يمثل أحد أهم إجراءات التغلب على شح السيولة.
وأضاف: "من ضمن المعالجات أيضًا، التوسع في عملية المصارفة لمستوردي السلع الأساسية بأسعار منافسة، بحيث يورد المستورد قيمة البضاعة التي سيستوردها بالريال اليمني، مقابل حصوله على عملة صعبة توازي القيمة المودعة.
تفعيل الدفع الإلكتروني
كما اقترح الدكتور سامي نعمان التوسع في استخدام الدفع الالكتروني عبر تطبيقات الدفع الإلكتروني بالبنوك، مع وضع ميزات للدافعين بالطرق الإلكترونية، مثل الحصول على تخفيضات مقابل تسديد فواتير الخدمات العامة أو المشتريات عبر التطبيقات.
ومنح المتاجر التي تقبل الدفع بهذه التطبيقات مزايا ضريبية، ومثل هذا الإجراء سيجعل كثير من المواطنين يدفعون بوسائل غير نقدية؛ مما يقلل الاحتياج للسيولة، بحسب أستاذ الاقتصاد سامي نعمان.
بالإضافة إلى اقتراح إصدار سندات بالريال اليمني طويلة ومتوسطة الأجل، ورفع سعر الفائدة في البنوك، وعمل حملات إعلامية لتشجيع المواطنين بهدف وضع أموالهم بالبنوك.
هيكلة الشبكة الموحدة
اجتماع البنك المركزي بعدن، وقف أمام قضايا عديدة في ذات السياق، كبحث التقدم في إعادة هيكلة الشبكة الموحدة للتحويلات المالية، وتوسيع عضويتها وترقية خدماتها بما يسهل انسياب التحويلات والرقابة عليها، وصولًا إلى إغلاق بقية الشبكات المتورطة بأعمال المضاربة والأنشطة غير القانونية وغير المرخصة.
وقال البنك إن ذلك يأتي بهدف ضمان تكامل عمل الشبكة الموحدة مع أنظمة المدفوعات الجاري إدخالها وتطويرها؛ بتمويل من البنك الدولي وتنفيذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
كما اطلع المجلس على نشاط اللجنة الوطنية لتمويل وتنظيم الاستيراد، باعتبارها من أهم الآليات التي تسهم في ضبط الأسواق وتحقيق الاستقرار، وتعزيز الالتزام ومحاربة الأنشطة غير المشروعة والكيانات المصنفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAg جزيرة ام اند امز