سكان بلدة عياذ في محافظة شبوة شرقي اليمن، يكافحون منذ زمن طويل في مناجم لاستخراج الملح الصخري.
يكافـح سكان بلدة عياذ في محافظة شبوة شرقي اليمن منذ زمن طويل في مناجم لاستخراج الملح الصخري بنحت الجبال، رغم المخاطر التي تحدق بهم يومياً كمصدر دخل يعتمدون عليه في توفير احتياجاتهم.
ومع صعوبة مهنة نحت الملح من الصخر إلا أن معظم سكان بلدة عياذ يعتمدون على هذه المهنة؛ كونها مصدرا أساسيا لهم رغم العائد المادي الضئيل مقارنة بما يبذله العاملون في هذه المناجم.
يتوارث سكان هذه القرية المهنة والعمل فيها جيلا بعد جيل، ويوجد جيل من الشباب منهم من أكمل تعليمه ومنهم من لم يتعلم في ظل ظروف اقتصادية صعبة وانعدام لفرص العمل، وتزايد معدلات الفقر والبطالة.
الشاب مبارك ناصر، أحد العاملين في المنجم، حاصل على شهادة الثانوية العامة، غير أنه لم يتمكن من إكمال تعليمه الجامعي مثله مثل العشرات من شباب بلدته.
يقول مبارك إنه ولعدم حصوله على فرصه للعمل أجبرته ظروف الحياة الصعبة أن يلجأ للعمل في منجم الملح على الرغـم من عائدها البسيط، والذي يكاد يوفر لقمة العيش لأسرته.
مهنة الآباء والأجداد
في مناجم الملح يقضي الحاج محمد القرموشي ساعات نهاره وهو يعمل بجهد شاق وسط المنجم، حيث يتمسك الستيني القرموشي بهذه المهنة التي يقول إنه ورثها عن والـده وجده، وتبدو عليه آثار جروح وشقوق قديمة ارتسمت بكفيه توحي بمشقة المهنة.
مشاهد عدة تتجلى في كل زاوية من زاويا المنجم، حيث يقـوم العاملون بنحت الصخور والأحجار بأيديهـم مستخدمين أدوات بسيطة تساعدهم في استخراج الملح الصخري وتعبئته بأكياس قبل بيعها في الأسواق.
ويكافح العاملون في منجم الملح بإمكانيات شحيحة، فلا يمتلكون سوى الفأس والعصا والأكياس التي يحفظون بداخلها مادة الملح.
دخل لا يكافئ التعب
في حساب الكسب مقابل الجهد تعكس الأرقام قسمة غير متكافئة بين ما يبذل من جهد في هذه المناجم الصخرية للملح وبين عائدات المكسب.
حيث ينتج كل واحد من العاملين فيها 3 إلى 5 أكياس تقريباً في اليوم، يباع الكيس الواحد بـ500 ريال أي ما يعادل دولارا وبضع سنتات.
يقول عيضة عبدالله وهو من أهالي بلدة عياذ وأحد عمال المنجم، إنهم يبيعـون كيس الملح الكبير"بخمسمائة" ريال يمني، فيما يبيعـون الكيس الصغير "بثمانين" ريالا يمنيا فقط
وأن 3 أكياس ينتجها طول يومه لا توفر له ما يطمح إليه من احتياجات أساسية لبيته.
ويضيف عيضة عبدالله في حديثه لـ"بوابة العين" قائلاً: "رغم أهمية المنجم وشهرته إلا أنه لم يحظ إطلاقاً بأي اهتمام يذكر من قبل الجهات الحكومية في الدولة ولا على مستوى السلطة المحلية بالمحافظة".
وتبرز أيضا معاناة أخرى للعاملين في المنجم عند قيامهم بنقل أكياس الملح على أكتافهم من أسفل الجبل إلى الأعلى عبر منحدرات خطيرة، كما تشكل الصخور المتساقطة خطراً آخر يهدد حياة العاملين، حيث سبق وأن أودت تلك الصخور بحياة عاملين قبل سنوات.
وتتضاعف صعوبات العاملين لاسيما في موسم هطول الأمطار حيث يضطرون إلى التوقف عن العمل؛ لعدم توفر الآلات لديهم لشفط المياه الراكدة، الأمر الذي يؤدي إلى توقفهم عن العمل.