مليشيات الحوثي ترضخ.. إعدام قتلة "الشاب الأغبري" بصنعاء
سنة كاملة ومليشيات الحوثي تمتنع عن تنفيذ القصاص في قتلة الشاب اليمني عبدالله الأغبري، رغم بشاعة تنفيذ الجريمة، الموثقة بالصوت والصورة.
وأخيرا وتحت ضغط المطالبات والاحتجاجات الشعبية، رضخت سلطات مليشيات الحوثي في صنعاء، لتنفيذ حكم الإعدام، صباح اليوم الإثنين، بحق المتهمين بتعذيب وقتل الأغبري، في جريمة هزت اليمن بأكمله.
وكانت قضية الشاب الأغبري، قد تحولت إلى قضية رأي عام في اليمن، عقب تسريب فيديوهات في أغسطس/آب 2020، لعملية تعذيب وقتل الشاب عبدالله، داخل محل لبيع الهواتف بصنعاء.
وأظهرت الفيديوهات ستة أشخاص وهم يتناوبون على تعذيب الشاب بالأسلاك الكهربائية، ويكيلون إليه اللكمات والركلات، طيلة تسع ساعات متواصلة، حتى فارق الحياة.
وأثارت الجريمة الموثقة غضبا واسعا بين اليمنيّين، أجّجها امتناع الحوثيّين عن تنفيذ القصاص بالقتلة، رغم بشاعة ووحشية الجريمة المرتكبة، بدمٍ بارد تحت حماية المليشيات التي تسيطر على صنعاء.
وفي تصريحات متداولة قال شقيق الشاب عبدالله الأغبري، وهيب الأغبري: إن أسرته رفضت كل محاولات العفو التي سعى إليه نافذون حوثيون وشخصيات اجتماعية؛ لمنع تنفيذ حكم الإعدام بحق القتلة.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا أنباء تفيد عزم أولياء الدم العفو عن الجناة المتهمين بتعذيب وقتل الشاب عبدالله الأغبري، تحت تهديد قادة في المليشيات الحوثية.
إلا أن وهيب الأغبري قال: إن “القصاص بحق العصابة التي عذبت وقتلت شقيقي هو العدالة الإلهية والقضائية المطلوبة، وهذا مطلبنا ومطلب الناس جميعاً”.
وكان وضاح قطيش المحامي في قضية تعذيب الشاب الضحية، قد أفاد بأن “أمراً صدر بتنفيذ أحكام الإعدام قصاصًا على المحكوم عليهم من الأول حتى الرابع في قضية الأغبري”.
وقال قطيش، في منشور كتبه على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ”فيسبوك”، إن ”مصير المحكوم عليهم في القضية أصبح بيد أولياء الدم، ولهم وحدهم تحديد مصيرهم بين القصاص أو العفو".
وبحسب ناشطين، فإن الفيديوهات المسربة تم تصويرها في غرفة ملحقة بمحل لبيع الجوالات كان يعمل فيه الشاب عبدالله الأغبري؛ حيث احتجزه القتلة، بعد أن كشف عبدالله قيام ملاك المحل باستخراج صور زبائنهم من هواتف الفتيات، واللاتي كن يقصدن المحل لإصلاح الجوالات أو الحصول على خدمات تقنية.
وعقب ترك عمله في المحل، نشر الأغبري معلومات عن قيام ملاك المحل بابتزاز وتهديد الفتيات، من خلال نشر صورهن ما لم يوافقن على تنفيذ كل ما يطلبه المبتزون، كالأموال وأفعال غير أخلاقية.
وبعد موافقة الفتيات على تلك المطالب كان المبتزون يقومون بتصويرهنّ داخل غرفة ملحقة بالمحل دون علمهن، ويقومون بتهديدهن مرة تلو أخرى.
وانتقاما منه، قام أصحاب المحل باستدراج الشاب عبدالله إلى المحل، وحجزه في الغرفة الملحقة وتعذيبه حتى فارق الحياة، دون أن يتنبهوا إلى أن كاميرا المراقبة التي كانت تصور الفتيات، ترصد كل تفاصيل جريمتهم.
وعقب وقوع الجريمة، تم تسريب فيديو يظهر التعذيب الذي مارسه مسلحون على الشاب الأغبري، وتم تداول التسريب في منصات التواصل الاجتماعي وعلى قنوات فضائية محلية.
وخرجت تظاهرات في العاصمة صنعاء عقب حدوث الجريمة طالب فيها المحتجون الأجهزة القضائية التابعة لسيطرة مليشيات الحوثي بسرعة محاكمة قتلة الأغبري والقصاص منهم.
وفي مطلع أغسطس/آب الماضي صادقت محكمة في صنعاء على تنفيذ حكم الإعدام بحق أربعة متهمين بقتل الشاب الأغبري، لكنّ الحكم بقي حبرا على ورق، واستمرّ ذوو الضحية في المطالبة بتنفيذه.
aXA6IDMuMTQyLjE3Mi4xOTAg جزيرة ام اند امز