برعاية الانقلاب الحوثي.. الطائفية والعنف يغزوان مدارس صنعاء
تدمير حوثي ممنهج لعقول الأجيال في صنعاء بترسيخ ثقافة القتال والحرب وزرع أفكار طائفية.
لا تكتفي مليشيا الحوثي الانقلابية باغتيال العملية التعليمية في اليمن، عبر تجنيد الأطفال في جبهات القتال، بل تسعى لتدمير عقول الأجيال بزرع أفكار طائفية في عقول طلاب الصفوف الأول بمدارس العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لها.
وخلال الأشهر الماضية، لجأت المليشيا لاستبدال المعلمين الأصليين الذين رفضوا التدريس لعدم صرف مرتباتهم منذ قرابة عامين، بآخرين من أنصارها ولا علاقة لهم بالعملية التعليمية.
وقال طلاب وأولياء أمور لـ"العين الإخبارية"، إن المعلمين الحوثيين الجدد لديهم مهمة محددة رسمتها قيادة المليشيا الحوثية لا أكثر، وهي "التجنيد للجبهات"، أو " التهيئة النفسية لتقبل فكرة التجنيد".
وخلال الأسابيع الماضي، بدأت ما يشبه الانتفاضة في مدارس الطالبات بصنعاء اللاتي رفضن الانصياع للحوثيين بترديد الصرخة، وقمن بترديد نشيد الجمهورية اليمنية فقط.
قلق أولياء الأمور من فقدان أطفالهم
وفق لشهود عيان من الطلاب وأولياء أمورهم الرافضين لهذه الممارسات المدمرة في كل صباح، يدخل المعلمين المزيفين إلى مدارس صنعاء وعلى صدورهم شعار الصرخة الحوثية، حيث يرددون الصرخة بدءا من طابور المدرسة وإذاعة الصباح وفي الفصل الدراسي حتى نهاية اليوم الدراسي.
وذكر الشهود لـ"العين الإخبارية" أن بعض أولئك المدرسين، يرفعون على صدورهم صورا لقتلى الحوثيين في الجبهات، وخلال الحصص المقررة، يسهبون بالحديث عن فضل الدفاع عن الوطن وكثير من المحاضرات عن بطولاتهم.
ووفقا لمصادر خاصة، فقد عاد أحد الطلاب من مدرسته، وهو في الصف السابع الأساسي، إلى منزلهم، يطلب من والده الإذن للذهاب للجبهة، لكن الأب الذي شعر بالخطر ما يدور في مدارس صنعاء، أرسل ولديه الإثنين، فورا إلى مسقط رأسهم في أحد الأرياف، بعيدا عن الحوثيين.
الإذاعات المدرسية لتمجيد الانقلاب
أكد طلاب في أكثر من مدرسة بالعاصمة صنعاء، وخاصة المراحل الأساسية، أنه وفي كل أسبوع يتم تنظيم إذاعة مدرسية خاصة بحسين الحوثي، مؤسس التمرد الذي قتلته القوات الحكومية في العام 2004 م والزعيم الحالي لجماعة الانقلاب المدعومة إيرانيا، عبد الملك الحوثي.
وحسب الطلاب، يحضر أشخاص من الهيئة الثقافية للانقلاب لتقديم تلك الإذاعة التي يحشون بها عقول الطلاب ببطولات طائفية وكرامات وهمية.
جبهات ومعارك بدلا عن الأنشطة الرياضية
تسعى مليشيا الحوثي إلى حرف عقول الطلاب في صنعاء عن المهمة الأساسية التي قدموا من أجلها وهي العلم.
وتواصل المليشيا تغرير الأطفال وذلك بإقناعهم بمحاكاة تجارب الكبار وتقمص دور البطولة من أجل الدفع بهم إلى محارق التجنيد الإجباري، كما حصل مع آلاف الطلاب خلال السنوات الثلاث الماضية.
واستبدلت المليشيا الأنشطة الرياضية في المدارس بالمعارك والحروب، حيث تم السماح للطلاب باللهو بمسدسات وكلاشنكوفات بلاستيكية داخل رواق الحرم المدرسي، وتهيئتهم نفسيا لنشوب معارك فيما بينهم.
وقال شهود لـ"العين الإخبارية"، إنه يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات ومنحهم المسدسات لخوض مواجهات وهمية مع بعضهم البعض تنتهي عادة بانتصار طرف على طرف آخر.
وتهدف المليشيا الحوثية إلى التغرير بأولاد الناس البسطاء، وحسب مصادر تربوية، فجميع أولاد القيادات الحوثية، تم سحبهم من المدارس الحكومية، ونقلهم إلى مدارس أهلية لا توجد بها مثل هذه التصرفات.
مسيرات ووقفات
يجند الحوثيون وبشكل أسبوعي طلاب المدارس في وقفات احتجاجية ومسيرات تأييد لهم أمام مكتب الأمم المتحدة بالعاصمة صنعاء أو ميدان السبعين دون أي شعور بالذنب.
وتصل توجيهات من مديري مكاتب التربية المعينين من قبل الانقلاب إلى المدارس بضرورة مشاركة الطلاب حتى في الوقفات التي يجمعون من خلالها الدعم المادي لمقاتليهم.
وقال ولي أمر أحد الطلاب، إنه تفاجأ في أحد المرات بنجله وهو بالزي المدرسي مع جميع زملائه يشاركون في وقفة احتجاجية أمام وزارة الخارجية الخاضعة للانقلاب.
aXA6IDE4LjExNy4xNTQuMjI5IA== جزيرة ام اند امز