انتهاكات حوثية ضد الإنسانية.. تجنيد الأيتام جبرا بميادين القتال
3 أطفال تم اختطافهم من إحدى دور الأيتام دون علم والدتهم وأعادوا لها جثتين وطفلا مصابا بأزمة نفسية حادة.
تتقلص فرص الصمود التي توهم بها مليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران أنصارها يوماً بعد آخر، وعلى وقع الخسائر الكبيرة التي منيت بها الجماعة مؤخراً في مختلف جبهات القتال، يعيش الانقلابيون أزمة حقيقية في أعداد المسلحين، وهو ما جعلهم يلجأون إلى التعويض بمقاتلين أطفال يتم انتزاعهم من دور الأيتام.
وكثفت مليشيا الحوثي من تجنيد الأطفال بعد الاستنزاف الكبير في صفوف مسلحيها، وكذلك رفض القبائل تزويدهم بمقاتلين، كما كان حاصلاً في الأشهر الأولى للحرب.
واعتبر مراقبون، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، قيام المليشيا بتجنيد الأيتام، سلوك يؤكد أنها في الأصل جماعة إرهابية لا تختلف عن تنظيمي داعش والقاعدة، لذا فهي لا تكترث لأي شيء، حتى وإن قدمت أطفال اليمن كقرابين في مذبح حروبهم المجنونة التي يخوضونها بالوكالة عن إيران، لإرضاء شهوة القتل والدمار لديهم.
مأساة أم مكلومة
تداول نشطاء وحقوقيون، الخميس، قصة امرأة يمنية فقدت اثنين من أطفالها وهما يقاتلان في جبهات مليشيا الحوثي الانقلابية، بعدما نجحت في التغرير بهما وإقناعهما بمغادرة دار الأيتام التي كانا يتواجدان فيها والاتجاه نحو جبهات القتال في "نهم" دون علم والدتهما.
وأعادت المليشيا للأم، اثنين من أطفالها، وهم "وسيم" 16 عاماً، و"رمزي" 13 عاماً، جثتين هامدتين، فيما نجا الشقيق الأصغر لهم وهو الثالث، (فؤاد ـ 11 عاماً).
واستطاعت الوالدة المكلومة أن تخادع الحوثيين وتفر بصغيرها الناجي نحو مسقط رأسها في إحدى قرى مديريات أنس التابعة لمحافظة ذمار.
ويقول حقوقيون تسنى لهم الحديث مع أم وسيم أنها أخبرتهم بأنها لم تكن على علم بأن أطفالها في جبهة القتال مع الحوثي، وأكدت لهم أنها فقدت الاتصال مع أطفالها منذ شهرين وهم يدرسون في دار الأيتام.
وقالت إنها سألت ولدها الأصغر فؤاد الذي عاد مع جثة شقيقيه عن سبب ذهابهم مع المليشيا، فأجابها بأن الحوثيين طلبوا منهم حضور دورة ثقافية ووعدوا بتوظيفهم وتسليم مرتبات شهرية لهم، لكنهم نقلوهم بعد الدورة إلى جبهة القتال مباشرة بالقوة ومنعوهم من الخروج منها.
ووفقاً لمصادر حقوقية، يعاني الطفل فؤاد حالياً من آثار نفسية سيئة جداً، إذ تصيبه نوبات خوف شديدة من أن يأتي الحوثيون ويعيدوه بالقوة إلى الجبهة، فيما تشير والدته إلى أن مناظر الموت والقتل وجثة أخويه اللذين قتلا بالقرب منه لا تفارقه أبداً في صحوه ونومه.
طمس معالم الجرائم
يدرك الانقلابيون الحوثيون فداحة ما يرتكبونه من جرم بحق أطفال اليمن، لكن جل ما يفعلونه فقط هو محاولة إخفاء معالم الجريمة وليس إيقافها ومنعها.
وأظهرت وثيقة مسربة قبل أسابيع، عن توجيهات من زعيم المليشيا إلى ما يسمى "مؤسسة الشهيد" التابعة لهم بوقف طباعة صور القتلى الأطفال في صفوف الجماعة ممن تقل أعمارهم عن 15 سنة، بعد تزايد الضغوط الدولية عليهم حول مسألة تجنيد الأطفال والزج بهم في الحروب، الأمر الذي يعد بمثابة "جريمة حرب" في القوانين الدولية والإنسانية.
"لم يعرف تاريخ اليمن القديم والمعاصر مرحلة كهذه، يقذف فيها الأطفال إلى محارق الموت بجنون وسفه، وكأنهم في مزاد صاخب"، هكذا تقول أسماء محمد، الناشطة في مجال الطفولة.
وأضافت الناشطة اليمنية لـ"العين الإخبارية": "هؤلاء الأطفال عادة ما يجدون أنفسهم مجبرين على الدخول في معارك غير متكافئة مع الموت نتيجة استغلال المليشيات لهم وإغرائهم بوعود زائفة أحياناً".
وتتذكر "أسماء" قصة طفل لا يتجاوز الرابعة عشرة من عمره وهو نجل طبيب أردني يدعى علي إسماعيل توفيق عياد، جاء للعمل في اليمن وتحديداً في مدينة دمت، لكن مليشيا الحوثي استطاعت استدراجه هو وأقرانه في المنطقة وأقنعتهم بالذهاب لجبهات القتال قبل أن تعيده إلى والده قتيلاً.
وفي الوقت الذي تشير تقارير حقوقية موثقة إلى تسجيل ما يزيد على 9 آلاف طفل مجند في صفوف الحوثيين، أكد تقرير صدر مؤخراً عن إحدى المنظمات الحقوقية المحلية أن أكثر من 25 ألف طفل يمني جرى استدراجهم من قبل مليشيا الحوثي إلى جبهات القتال.
وأشار التقرير إلى أن ما يقارب 2000 طفل لقوا حتفهم في الجبهات وهم يقاتلون في صفوف الحوثي، إضافة إلى وجود أكثر من 4 آلاف مصاب، وما يفوق 500 طفل معاق ومبتوري الأطراف.