دبلوماسي مصري: نجاح مبادرة السعودية مرتبط بالضغط على الحوثي
قال السفير المصري السابق لدى اليمن يوسف أحمد الشرقاوي، إن فرص نجاح المبادرة السعودية كبيرة، في ظل أجواء إيجابية تسود المنطقة.
وأضاف الدبلوماسي المصري، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أن المبادرة السعودية جاءت في وقت شديد الخصوصية، بما تضمنته من بنود لإنهاء الحرب في اليمن.
وأوضح الشرقاوي، الذي شغل منصب سفير مصر لدى اليمن منذ 2014 حتى 2018، أن بنود المبادرة اشتملت على خطوات مهمة: أهمها وقف إطلاق النار الشامل تحت رعاية الأمم المتحدة، واستئناف الحوار السياسي، مما يدل على جديتها، حيث ستكون هناك رقابة أممية على وقف إطلاق النار، وذلك تحت المرجعيات الـ3 المهمة.
وتشمل المبادرة السعودية فتح مطار صنعاء أمام الرحلات المباشرة، الإقليمية والدولية، والسماح باستيراد الوقود والمواد الغذائية، ثم بدء المشاورات بين الأطراف اليمنية، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة، بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني.
ويرى"الشرقاوي" أن "فرص نجاح المبادرة كبيرة وتعتمد بشكل كبير على مدى توافر الإرادة السياسية الحقيقية وعزيمة أطراف الأزمة اليمنية"، لافتا إلى أن "الإيجابي هنا أن المبادرة لديها الزخم لدى جميع الأطراف".
وحول ردة الفعل الأولية للحوثي والتي جاءت غير مشجعة، علق الدبلوماسي المصري قائلا: "إن الموقف الحوثي يعتمد بشكل أساسي على إيران، ودور الولايات الأمريكية في هذا الصدد"، مشددا على "ضرورة حل الأزمة اليمنية في إطار حل إقليمي، وأن يتم اتخاذ موقف صارم تجاه أهمية وقف التدخلات الإيرانية في المنطقة".
واستكمل: "يجب أن نستفيد من الأجواء الإيجابية لتكون روحا جديدة لتحقيق الأمن القومي العربي الذي منه تحقيق الأمن القومي لليمن، ووقف إراقة الدماء في اليمن، وحل الأزمة اليمنية، وهذا مرتبط بالضغط الإقليمي والدولي على جماعة الحوثي".
وعن طبيعة هذا الضغط، قال الدبلوماسي المخضرم الذي شارك في عدد من جولات المفاوضات اليمنية، أبرزها مفاوضات الكويت: "آن الأوان لتطبيق المبادرة السعودية الذي ستكون طوق نجاة لليمنيين لإنهاء الحرب، وتكون هناك استفادة من الضغط الأمريكي في هذا الشأن، ومحاولة استثمار وضع الإدارة الأمريكية الجديدة القضية اليمنية في صدارة الملفات".
ومن واقع عمله كسفير لدى اليمن خلال السنوات الماضية، قال "الشرقاوي": "أكثر من 6 سنوات مضت منذ بداية الحرب في اليمن في مارس/آذار ٢٠١٥، ولا يوجد نصر عسكري استراتيجي حاسم، وطول أمد الحرب يدفع ثمنه الشعب اليمني والمزيد من إراقة دم اليمنيين وكوارث صحية وإنسانية واجتماعية".
وأشار إلى أن "هذه المبادرة مفيدة لجميع الأطراف اليمنية، لأنها مرتبطة برغبة حقيقية في حل الأزمة اليمنية السياسية والإنسانية".
ومعبرا عن رؤية بلاده، قال: "مصر دائما تؤكد على أهمية الحل السياسي والعمل على وحدة أراضي اليمن وسيادته وحل الأزمة في إطار المرجعيات الثلاث الرئيسية".
ودعا الدبلوماسي المصري الأطراف اليمنية المختلفة إلى "البدء في وضع إجراءات بناء الثقة التي تتضمن البدء بمفاوضات على تبادل الأسرى والإفراج عن الجرحي".
وفور إطلاق المبادرة السعودية لم يتأخر الحوثي في رفضها حيث زعم المتحدث باسم المليشيا، محمد عبدالسلام، أن هذه الخطة "لا تتضمن جديدا".
في المقابل، رحبت الحكومة الشرعية في اليمن بالمبادرة السعودية التي تشرف عليها الأمم المتحدة.
ولاقت المبادرة السعودية ترحيبا عربيا، فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن "واشنطن تدعو جميع الأطراف إلى الالتزام فورا بوقف إطلاق النار في اليمن، والدخول في محادثات لحل الأزمة".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز