الاستيلاء على نادي الضباط بصنعاء.. الحوثي يشتري ولاء مليشياته بممتلكات الدولة
الحوثيون استولوا على نادي ضباط القوات المسلحة وحولوه لمشروع استثماري، في إطار استراتيجيتهم طمس معالم مؤسات الدولة
العبث بممتلكات الدولة والسطو عليها وتجييرها لحساب مشروعها التدميري في اليمن، هو أحد العناوين العريضة لمليشيات الحوثي منذ انقلابها على السلطة الشرعية في هذا البلد، منذ ٢٠١٤.
مشهدُ تجسد هذه المرة في الاستيلاء على نادي ضباط القوات المسلحة في العاصمة صنعاء وتحويله إلى مشروع خاص يديره أحد القيادات المحسوبة على مليشيات الحوثي.
بوابة المكان التي كانت تعتليها لافتة تحمل اسم “نادي ضباط القوات المسلحة”، استبدلتها مليشيات الحوثي الإرهابية، هذه الأيام، بلوحة كُتب عليها “نادي مدينة سام الترفيهي”.
خطوةٌ يراها مراقبون أنها تأتي في إطار إقدام جماعة الحوثي على ترضية أعضائها والمحسوبين عليها، في ظل انشقاقات هزت المليشيات الانقلابية خلال الأشهر الماضية، وذلك عبر الاستيلاء على مؤسسات الدولة وتقديمها هدايا لهم.
كما تأتي في إطار استراتيجية الحوثيين وهي تدمير مؤسسات الدولة وتغيير معالمها وتجييرها لحسابها الخاص، وخدمة لمشروع إيران التخريبي الساعي لتحويل اليمن إلى مليشيات، وخلق دولة داخل الدولة على غرار نموذج حزب الله في لبنان.
وتعقيبا على هذه الحادثة، قال الباحث اليمني نجيب غلاب، لـ"العين الإخبارية"، إن "مليشيات الحوثي المتمردة تعمل منذ سنوات طويلة وفق مخطط مدروس وممنهج على هدم أهداف الثورة السبتمبرية المجيدة بالتدريج، هدفاً تلو الآخر، انتقاماً من الشعب الذي ثار في سبتمبر 1962 على نظام الإمامة الكهنوتي".
وأشار غلاب إلى أن "هناك اعتقادا راسخا لدى الحوثيين بأن تدمير المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها مؤسسة الجيش سيضمن لهم تثبيت نظام الولاية واستعادة حكم الكهنوت البغيض، الذي يسعون لفرضه على اليمنيين، انطلاقا مما يعتقدون أنه حق إلهي في الحكم والسلطة".
في سياق متصل، علمت "العين الإخبارية" من مصدر مسؤول في المؤسسة العامة للبريد بصنعاء أن "مليشيات الحوثي وفي إطار تدميرها المؤسسات الوطنية تجري حاليا ترتيبات مكثفة لخصخصة البريد العام، والاستغناء عن آلاف الموظفين الحكوميين والاستحواذ على رأسماله واستثماراته التي تقدر بعشرات المليارات".
وأكد المصدر أن "هناك شركة خاصة تابعة لأحد قادة المليشيات تحمل اسم الشركة الوطنية للخدمات البريدية سيتم الإعلان عنها قريبا، وستحتكر تقديم الخدمات البريدية كشركة خاصة عوضا عن الحكومة، كما فعلوا مع قطاع الكهرباء الذي بات استثمارا خاصا يجني الحوثيون من ورائه أموالا طائلة".
ومنذ الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في اليمن بشهر سبتمبر/أيلول ٢٠١٤، تتناوب مليشيات الجماعة الموالية لإيران على سرقة ممتلكات الدولة واستغلالها لتحقيق أهدافها، فضلا عن حربها الشرسة على القطاعات الخاصة.