خبراء يمنيون: عقوبات أمريكا ضد الحوثيين تدعم السلام
قال خبراء يمنيون، إن العقوبات الأمريكية على مسؤولي شبكة التجسس الحوثية المرتبطة بنظام طهران خطوة مهمة للسلام في البلاد.
وأكد الخبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن العقوبات تعد ضرب موجعة لمليشيات الحوثي لعزلها بعيدا عن توجيهات إيران وضغوط من شأنها دفع عملية السلام للأمام أو تمهد لتصنيفها منظمة إرهابية كخيار أخير لردع خطرها الإرهابي.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس الماضي، عقوبات على 5 قيادات حوثية في الشبكة الحوثية التجسسية وذلك في أعقاب انتهاكات مقلة بحق النساء والأطفال والتورط بجرائم حرب.
وبدأت واشنطن، الثلاثاء الماضي، بضربات استباقية للقرار الكبير، حيث أعلنت تصنيف المندوب الإيراني لدى مليشيا الحوثي، حسن إيرلو، في قائمة الإرهاب، قبل أن تعود مساء الخميس لتصنيف 5 من أبرز القيادات الأمنية الحوثية التي ارتكبت أبشع انتهاكات حقوق الإنسان منذ اجتياح صنعاء أواخر 2014.
ورحبت الحكومة اليمنية بالقرار الأمريكي، واعتبرته انتصارا للضحايا المدنيين الذي تعرضوا للإرهاب الحوثي، كما أكدت أهمية استمرار ضغط المجتمع الدولي على مليشيا الحوثي وإبراز ممارساتهم الإرهابية بحق المدينين وخطرهم دوليا.
وفتحت "العين الإخبارية"، باكرا السجل الأسود لهذه القيادات، وقيامها بقتل المعتقلين تحت التعذيب واختطاف النساء والأطفال، خصوصا عبدالحكيم الخيواني، وسلطان زابن العقل المدبر لمهام الحوثي المشبوهة.
خطوة مهمة
يرى رئيس مؤسسة تمكين للتنمية، الناشط اليمني، مراد الغاراتي، أن تصنيف مليشيا الحوثي كمنظمة ارهابية هي التعبير الفعلي عن مطالبات الشارع اليمني، ولتعزيز قرار علاقة الحكومة اليمنية دوليا، ولحماية المساعدات الإغاثية من النهب والابتزاز الحوثي المتواصل.
وقال في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن فرض العقوبات هي خطوة أولى تمهد لتصنيف مليشيا الحوثي جماعة إرهابية، وفقا للقانون الأمريكي وقانون مجلس الأمن الدولي.
وتعد، "أحد الضغوط الدولية للحد من علاقة مليشيا الحوثي مع نظام طهران خصوصا وأنها طالت على وجه الخصوص مسؤولي المخابرات والأمن باعتبارهم الأكثر ارتباطا بضباط الحرس الثوري الإيراني وهمزة الوصل بين الخبراء الإيرانيين والوقع على الأرض"، وفقا للخبير اليمني.
وبنظر الخبير اليمني، فإن العقوبات لن تكون ذات أثر مباشر وكبير على هذه القيادات التي تتولى مهام المخابرات والأمن، كون نشاطها بالتأكيد يتمحور داخليا، وحتى أموالها وأرصدتها فهي ضمن شبكة محلية مخفية.
وأكد الغاراتي، أن العقوبات الأمريكية، تظل خطوة أولية مهمة ، في حال استغلت واشنطن لثقلها دوليا وطالبت حلفائها تبني ذات القرار وهو ما قد يحاصر تحركات قيادات وأذرعها الاقتصادية والسياسية بالخارج.
وأشار الغارتي إلى أن تصنيف مليشيا الحوثي "منظمة ارهابية" يمنح الحكومة المعترف بها دوليا حق الحسم العسكري بعيدا عن الحل السياسي، وهو ما سعى لرفضه بشده المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيث، بذريعة أنه سوف ينعكس على عمل المنظمات الدولية والتي لن تستطيع العمل بمناطق سيطرة الحوثيين.
وفقا لرئيس مؤسسة تمكين اليمنية، فإن الشارع اليمني يطمح إلى مزيد من العقوبات على بقية القيادات الحوثية على رأسها زعيم مليشيا الحوثي، عبدالملك الحوثي، والقيادات المسؤولة الأكبر عن انتهاكات حقوق الإنسان.
ضربة استباقية
إلى ذلك، يرى الناشط اليمني، مروان محمود، أن تجارب هذه العقوبات فشلت في وقف إرهاب إيران راعية الحوثي، ودفعها للتشدد بل والتطاول لنقل الدعم من السر للعلن، لكنها قد تكون ضربة استباقية تمهد للقرار الكبير باعتبارها جماعة إرهابية.
ولن تتخلى مليشيا الحوثي عن إرهابها إلا بفرض الحد الأقصى من العقوبات، ووفقا للناشط اليمني لـ"العين الإخبارية"، فإنه تحت الضغط الشديد فقط يمكن ان ترغم هذه المليشيا الإرهابية على درجة من الالتزام تجاه عملية السلام في تاريخ حافل بنسف الاتفاقات منذ حروبها على مدى عقدين وهي في معقلها صعدة.
وتمثل هذه العقوبات على مليشيا الحوثي "كرت إنذار للحفاظ على حبل الحل السياسي التي تصر المليشيا على قطعه"، وفقا لمحمود.
وتابع: أن المبشر في هذه العقوبات أنها تأتي بالتوازي مع حراك شعبي كان قد صرخ طويلا خارج أروقة مجلس الأمن، مما قد يعيد شحن طاقة اليمنيين نحو مزيد من ردع آلة القتل وممارسة كل وسائل الضغط حتى تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.