ناشيونال إنترست: أردوغان ضحى بأكفأ الطيارين بمسرحية الانقلاب
الطياروين المقاتلون يكلفون الحكومات أموالًا باهظة حيث تشير تقديرات أمريكية إلى أن تدريب طيار جديد يحتاج11 مليون دولار
قالت مجلة "ناشيونال إنترست"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضحى بأكفأ الطيارين بالقوات الجوية التركية في مسرحية الانقلاب الفاشل عام 2016.
وأعربت الصحيفة الأمريكية عن تعجبها من قيام تركيا بالزج بطياريها في السجون بعد حملات تطهير على قواتها الجوية، مشيرة إلى أن الأمر ليس فقط إهدارا لأموال الشعب التركي بل هو مورد قيم للغاية.
وقالت المجلة، خلال تقرير لها، إن الطيارين المقاتلين يكلفون الدول أموالًا باهظة؛ حيث تقدر القوات الجوية الأمريكية أن تدريب طيار جديد على التحليق بمقاتلة "إف – 35" يكلف نحو 11 مليون دولار، بدون احتساب خبرة الطيارين المخضرمين الذين حلقوا لسنوات.
وأوضحت أن المشكلة بدأت في 15 يوليو/تموز عام 2016، عندما قامت عناصر من الجيش التركي، كما تتردد المزاعم، بشن محاولة انقلاب للإطاحة بحكومة الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأشارت "ناشيونال إنترست"، خلال تقريرها إلى أن تركيا شنت حملة تطهير ضد العديد من الضباط البارزين، وفصل أكثر من 300 طيار يحلقون بمقاتلات "إف-16"، مشيرة إلى أن هذا قوض الجيش قدارت التركي باعتباره يشكل تهديدا سياسيا وعزز الحكم الاستبدادي لأردوغان وحزبه العدالة والتنمية، لكن خلف أيضا سؤالًا حول من سيحلق بالمقاتلات التركية.
ورأت "ناشيونال إنترست" أنه مع الحرب المشتعلة في سوريا، وسيطرة القوات التركية على أجزاء من شمالي البلاد، يبقى الجيش مشغولًا، لذا بالكاد يبدو هذا وقت مؤات لخفض كادر الطيارين.
وعندما اتجهت حكومة أنقرة للبحث بالخارج لتعويض العجز، رفضت واشنطن طلبًا لإرسال مدربين أمريكيين، كما سعت للحصول على مساعدة باكستان – التي تعتمد أيضًا على مقاتلات (إف -16) – لكن تدريب الطيارين الأتراك سينتهك القواعد الأمريكية الخاصة بتصدير السلاح.
وفي مؤشر على شعورها باليأس، أصدرت الحكومة التركية مرسومًا تهدد فيه 330 من الطيارين السابقين بإلغاء رخصة الطيران المدني الخاصة بهم ما لم يعودوا لأداء واجبهم ضمن صفوف القوات الجوية لأربعة سنوات.
لكن لماذا اهتمت أنقرة فجأة بالصواريخ أرض جو؟، عن هذا السؤال قالت المحللة التركية فيردا أوزر إنه في أعقاب 15 يوليو/تموز، ومع العمليات ضد القوات المسلحة التركية، كان هناك تراجع في أعداد طياري مقاتلات "إف-16"، ما خلق حاجة لتطوير القدرات الدفاعية التركية، وهذا هو السبب وراء عملية شراء منظومة "إس-400" الروسية.
لكن "ناشيونال إنترست" قالت إنه حتى منظمة "إس-400" لن تحل كليًا محن تركيا المتعلقة بالدفاع الجوي.
وأوضحت"أوزر" أنه "بما أن المنظومة الرسمية لا يمكن دمجها بالبنية التحتية للناتو، لا يمكن استخدامها للحماية ضد الدفاع الصاروخي، لذا تحتاج أنقرة المنظومتين: الروسية لإسقاط الطائرات المعادية، وسلاح "يوروسام" لاعتراض الصواريخ الباليستية، مؤكدةً أن "الأمر كان سيكون أسهل لو لم يتم التخلص من طياري إف-16".