الجزائري يوسف سحيري يكشف لـ"العين الإخبارية" سر نجاح "أولاد الحلال"
سحيري يقول إن الدراما الجزائرية كانت تسير بشكل جيد لكنها توقفت أثناء فترة "العشرية السوداء"، حيث سادت اضطرابات سياسية عنيفة.
نجح الفنان الجزائري الشاب، يوسف سحيري، في أن يخطف الأضواء في رمضان الماضي، من خلال تجسيده لشخصية "زينو" ضمن أحداث مسلسل "أولاد الحلال"، الذي حقق نجاحا كبيرا في منطقة المغرب العربي.
وقال يوسف سحيري، في حواره لـ"العين الإخبارية"، إن النجاح الكبير لـ"أولاد الحلال" يرجع لقدرته في التعبير عن الواقع، موضحا أن تصوير المسلسل في أماكن حقيقية جعل هناك نوعا من المصداقية لدى المشاهدين.
وأكد سحيري أن الدراما التلفزيونية الجزائرية كانت تسير بشكل جيد لكنها توقفت أثناء فترة "العشرية السوداء" أو الحرب الأهلية الجزائرية التى امتدت من ديسمبر 1991حتى فبراير 2002، حيث سادت الجزائر اضطرابات سياسية عنيفة وهو ما تسبب في تراجع الدراما، مشيرا إلى أنه يستعد حاليا لأكثر من مشروع فني جديد.
كيف ترى تجربتك في مسلسل "أولاد الحلال" الذي عرض في شهر رمضان الماضي؟
أعتز بهذه التجربة جدا، حيث جسدت في المسلسل شخصية "زين الدين" أو "زينو" التي كانت من الشخصيات الرئيسية في المسلسل الذي كان يدور حول شقيقين لديهما حكاية كبيرة تسيطر على الأحداث، فالمسلسل كان يضم أكثر من حكاية تسير بشكل متواز، والشقيقان كانا يبحثان عن عائلتهما وعن أخوين آخرين لهما، وفي رحلة البحث عن العائلة يكتشف المشاهد أشياء كثيرة منها الحارة القديمة التي كان يعيش فيها الشقيقان والتي كانت تضم بسطاء، فالمسلسل قدم صورة حقيقية لأغلبية الشعب الجزائري، فالشعب الجزائري تفاعل مع المسلسل وكأنه يرى نفسه في المرآة.
وما تفسيرك للنجاح الكبير الذي حظي به المسلسل في منطقة المغرب العربي؟
أعتقد أن الضجة التي آثارها المسلسل تُعد بداية لنجاح الدراما التلفزيونية الجزائرية، ويأتي في مقدمة أسباب النجاح السيناريو لأنه كان مكتوبا بطريقة مختلفة عن السيناريوهات التي كانت تقدمها الدراما الجزائرية، فالقصة من الواقع لكنها تكتسب بعدا عالميا؛ لأن جميع المجتمعات العربية تتقاسم المشاكل الإنسانية التي تناولها المسلسل، فالقصة التي تدور في حارة جزائرية يمكن وضعها في مكان مشابه في المغرب أو في مصر أو تونس أو لبنان، فجميع الحارات في العالم متشابهة إلى حد كبير، إلى جانب أن فريق العمل من الممثلين كان على مستوى رائع وتم ترشيحهم في الأدوار الملائمة لهم، فضلا عن حرفية المخرج التونسي للعمل نصر الدين سهيلي، ولعل من أبرز أسباب نجاح المسلسل أيضا ديكور العمل؛ لأن التصوير تم في ديكور حي وهو ما جعل هناك اختلافا كبيرا، كنا نصور في حي حقيقي يعيش فيه الناس، وكنا نرى شخصيات من لحم ودم نتعلم منهم وأحيانا كانوا يتدخلون في بعض التفاصيل لصالح العمل.
لماذا لم تحظ الدراما التلفزيونية الجزائرية بمثل هذا النجاح قبل "أولاد الحلال"؟
الدراما الجزائرية كان لها تاريخ كبير من النجاح في منطقة المغرب العربي، وكانت ملهمة للجارتين تونس والمغرب لكن فترة العشرية السوداء كان لها أثر سلبي على الفن الجزائري بشكل عام، حيث كان هناك 10 سنوات من الانقطاع، وبعد هذه الفترة كان لا بد أن يقوم المسؤولون والفنانون بمجهود مضاعف لكن ربما لم تكن هناك آلية مناسبة لهذا.
أين تجد نفسك أكثر كممثل في السينما أم التلفزيون؟
أنا أجد نفسي أكثر في المسرح؛ لأني بدأت العمل في المسرح وعمري 9 سنوات، ومارست العمل المسرحي حتى 2011، ثم توقفت لأنني وجدت نفسي في وسط يشبه المسرح وليس المسرح الحقيقي، فانتقلت للعمل في التلفزيون وظننت أنني سأجد مناخا مختلفا، لكن بعد تجارب تلفزيونية مع مخرجين من الجزائر وخارجها اكتشفت أن التجربة التلفزيونية الجزائرية ما زالت بعيدة بعض الشيء عن نقل الواقع الحقيقي للمشاهد، فانتقلت للسينما وكانت لي تجارب مع مخرجين جزائريين وغير جزائريين وحاليا وجدت نفسي في السينما.
ما الذي أضافه لك التنوع في العمل مع مخرجين من داخل وخارج الجزائر؟
أظن أن كل فيلم تجربة جديدة لحياة جديدة، وكل بداية وكأنني أنطلق من الصفر، قدمت نحو 11 فيلما وفي كل فيلم أقدمه أكون وكأنني سأعمل ممثلا للمرة الأولى، وقد استفدت في تعاملي مع هؤلاء المخرجين؛ لأن كل مخرج لديه طريقة، فعندما أعمل مع مخرج واحد سأعرف طريقة هذا المخرج فقط، لكن تنوع التعامل مع المخرجين يجعلني أفهم لغاتهم الفنية وأتعلم أشياء كثيرة على مستوى المهنة.
ماذا عن أعمالك الفنية الجديدة؟
حاليا أبحث مع زميلي الفنان عبدالقادر جريو الذي شاركني بطولة مسلسل "أولاد الحلال" تسويق الجزء الثاني من المسلسل، وربما يجمعنا مشروع مسلسل آخر جديد، وسينمائيا لدي أكثر من مشروع لكن لم أستقر على أي منها حتى الآن.
aXA6IDMuMTUuMTQzLjE4IA== جزيرة ام اند امز