الصفائح الدموية تحمل سر شباب العقل
دراسة توصلت إلى أن صفائح الدم تحدث تأثيرات إيجابية بالمخ بعد ممارسة التمارين، وهو ما قد يفيد لاحقا في تجديد شباب العقل لكبار السن.
قال فريق بحثي دولي إن نتائجه حول كيفية تحسين ممارسة التمارين الرياضية لوظائف الدماغ يمكن أن تكون مفيدة في مجال أمراض الشيخوخة وتعزيز التعلم والذاكرة لدى كبار السن.
وكان الفريق الدولي من جامعتي كوينزلاند (شمال شرقي أستراليا) ودريسدن للتكنولوجيا (شرق ألمانيا)، قد توصل في دراسة نشرت في 18 مارس/آذار الجاري بدورية "تقارير الخلايا الجذعية" إلى أن صفائح الدم تُعزى لها التأثيرات الإيجابية لممارسة التمارين، وهو ما جعلهم يقررون الاستفادة من هذه النتيجة لاحقا لتحسين الذاكرة لدى كبار السن.
وقالت الدكتورة تارا ووكر، من معهد كوينزلاند للدماغ بجامعة كوينزلاند، في تقرير نشره موقع الجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: "عندما نمارس الرياضة تنقسم الخلايا الجذعية في منطقة الحصين، وهي منطقة من الدماغ تلعب دورا مهما في التعلم والذاكرة، وتتحول إلى خلايا عصبية جديدة، ما يؤدي إلى تحسين الذاكرة".
وأضافت: "ما لم يكن واضحا هو كيف يحدث ذلك، وانطلقنا في الإجابة عن هذا السؤال من فرضية أننا عندما نمارس الرياضة، فمن المحتمل أن يتغير تكوين الدم لدينا أيضا، لذلك قررنا فحص الدم لمعرفة التغييرات التي قد تحدث بعد التمرين والتي قد تؤثر على الخلايا الجذعية العصبية وتدفعها لتكوين خلايا عصبية جديدة".
ولاختبار هذه الفرضية، قام الباحثون بفحص دم فئران بعد ممارسة أنشطة بدنية، وقارنوها بمجموعة لم تمارس أنشطة بدنية، فوجدوا أن الكثير من التغييرات التي حدثت في الدم بعد التمرين كانت مرتبطة بالصفائح الدموية، وهي خلايا صغيرة في دمائنا.
وقالت تارا: "وجدنا أن الصفائح الدموية تسببت في تكاثر الخلايا الجذعية العصبية وتطورها إلى خلايا عصبية".
وتُعرف الصفائح الدموية في الغالب بدورها في التئام الجروح، فهي تسبب تجلط الدم وتساعد في التصاق خلايا الجلد معا، لكن الفريق البحثي وجد أن الاستجابة النشطة في الصفائح الدموية بعد ممارسة الرياضة كانت مختلفة.
وأضافت: "إنه لأمر مثير، لأن الصفائح الدموية كانت أكثر تعقيدًا مما كان يعتقد في الأصل، حيث كانت قادرة على إطلاق جزيئات مختلفة اعتمادًا على التحفيز الذي أثارها وهو ممارسة الرياضة".
ويفتح هذا الاكتشاف أسئلة جديدة وإمكانات بحثية مثيرة للاهتمام، خصوصا في مجال الشيخوخة، حيث إن نمو الخلايا العصبية الجديدة يتناقص بشكل ملحوظ مع تقدم العمر، ما يؤدي إلى انخفاض الإدراك في أنواع محددة من التعلم والذاكر.
ونوهت بأن خطوات الفرية التالية ستركز على استكشاف ما إذا كنا نستطيع تسخير التأثير الإيجابي للصفائح الدموية لتعزيز نمو الخلايا العصبية وتحسين التعلم والذاكرة لدى كبار السن.
aXA6IDMuMTQwLjE5Ni41IA== جزيرة ام اند امز