ختام فعاليات الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل
العاصمة أبوظبي تشهد ختام فعاليات الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل ٢٠١٨.
شهدت العاصمة الإماراتية أبوظبي، الأربعاء، ختام فعاليات الدورة الثانية من مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل ٢٠١٨، والتي عقدت تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وحضر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل الختام، وأجرى جولة شاملة في موقع الحدث، الذي أقيم على أرضه أكثر من ٢٠٠ جلسة تفاعلية على مدار يومين، وشهدت دورة هذا العام حضورا كثيفا من كبار الشخصيات والوفود والمتحدثين.
وتضمن اليوم الثاني العديد من الفعاليات والنقاشات وورش العمل، بمشاركة نخبة من كبار المسؤولين في الدولة، وعدد من المتحدثين الدوليين والمحليين الذين شاركوا جيل المستقبل تجاربهم وخبراتهم، ما أتاح للطلاب التواصل مباشرة مع قادة الفكر والمجتمع والتكنولوجيا في دولة الإمارات.
جلسة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية
وألقى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في بداية اليوم الثاني، كلمة حثّ خلالها الطلاب على التحلي بالاستقلالية والقوة وتعزيز الانتماء الوطني، قائلا: "تذكروا أن في الاتحاد قوّة، وأن حكومة دولة الإمارات ترى كل واحد فيكم أقوى ارتباط لدولته".
وأضاف: "أنتم فرسان المستقبل، وهذه قناعتي، أنتم ثروة البلاد وكنزها الحقيقي، وأنا على قناعة تامة أن دولة الإمارات تستحق أن تكون رقم واحد كما قال القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، وشيوخنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي من قبل، ونحن قادرون على تحقيق ذلك، كما استطاع الآباء المؤسسون تحقيق ذلك".
وذكر الشيخ سيف بن زايد أن "شباب اليوم هم قادة الغد الذين سيمضون قدما ببلادهم من خلال الاعتماد على المعرفة ونهج التنمية مثل دأب المغفور له الشيخ زايد".
وقال: "لقد تعلم من الآباء والأجداد قيمة مشاركة الحكمة مع الآخرين، وتطوير الأجيال القادمة من خلال نقل الخبرات إليهم".
كما ذكر كيف اكتسب الأبناء المعرفة من الآباء المؤسسين بداية من الخيل وانتهاءً بالطائرات، وكيف طوروا هذه المعرفة في العصر الحديث، وهم الآن يزوّدون جيل المستقبل بالحكمة والبصيرة التي يحتاجون إليها للوصول إلى الفضاء.
واختتم كلمته بسؤال: "ماذا ستعلّمون أبناءكم أن يركبوا في المستقبل؟"، وأضاف: "هذا المجلس هنا لسد الفجوة، وإنكم سوف تستمرون بنفس الطموح".
وتضمنت قائمة المتحدثين محمد العبار، رئيس إعمار العقارية، وناقش دور التكنولوجيا في الاقتصاد، قائلا: "سيتمكن اقتصادنا بفضل التكنولوجيا وشبكات التواصل الاجتماعي من النمو والوصول إلى مستقبل أفضل"، مضيفا: "الهدف الذي يجب أن تضعوه نصب أعينكم هو أن يكون لديكم هدف واضح".
وتحدث خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة، عن خبرته في عالم الأعمال، وشرح للحضور أن سر الاستثمار الناجح يكمن في الثقة واستشراف المستقبل، وهما الأساس في بناء منظومة أعمال راسخة".
وشارك في الفعاليات هذا العام، الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ونورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، وناصر بن ثاني الهاملي وزير الموارد البشرية والتوطين، وحصة بنت عيسى بو حميد وزيرة تنمية المجتمع، والدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، وشما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، ومريم بنت محمد بنت سعيد حارب المهيري وزيرة الدولة مسؤولة عن ملف الأمن الغذائي المستقبلي، وسارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة مسؤولة عن ملف العلوم المتقدمة، وعمر بن سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي.
لمحات ولقطات من المجلس
وشهدت جلسات اليوم الثاني نقاشات ملهمة مع الحضور، وأكد عبد الله لوتاه، مدير عام الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء نائب رئيس اللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، في كلمته التي ألقاها بعنوان "دور الشباب في بلوغ أهداف التنمية المستدامة" أمام قادة المستقبل، دور الشباب في دعم أهداف التنمية المستدامة.
وذكر أن دولة الإمارات كانت من بين ٢٠ دولة تشارك في صياغة أهداف التنمية المستدامة، ما يشير إلى الدور الكبير الذي تلعبه الإمارات في محيطها الإقليمي والعالم.
وقال: "أيادي العطاء الإماراتية ممدودة للجميع في العالم، وهذا الشيء لم يكن ليتحقق لولا أن الدولة تنعم بالأمن والأمان"، وحثّ الحضور من الشباب على اختيار طريقهم، وتحديد أهدافهم التي يتطلعون إلى تحقيقها، وتطوير أنفسهم للإسهام في نهضة وطنهم، "فالكل يتحمّل مسؤولية أداء واجبه، لأننا كلنا سفراء لدولة الإمارات".
وأكدت سارة الأميري، وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، في كلمتها التي ألقتها تحت عنوان "دور العلوم في مستقبل الإمارات العربية المتحدة"، الدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا في حياتنا، وربطت بين الفنون والعلوم، وأبرزت دور الخيال في العديد من الاختراعات الحديثة التي نستخدمها اليوم، والتي كانت في الماضي من المستحيل، وأشادت برؤية الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد في تطوّر الدولة ونهضتها.
وقالت: "إن التركيز في الصناعات اليوم أصبح على التصميم وليس الصناعة، وإن إنجازات دولة الإمارات أصبحت في شتى الميادين، مضيفة: "الكل مبهور بإنجازات دولة الإمارات وكأنها قصص من الخيال العلمي".
وأوضح ناصر الهاملي، وزير الموارد البشرية والتوطين، في محاضرته بعنوان "أسمعك بشكل أفضل"، أن التحدي الحقيقي الذي يواجهه كثير من الدول هو خلق فرص عمل للمواطنين، مضيفا: "فرص العمل متاحة في دولة الإمارات للجميع".
وأكد أن تشريعات الدولة تتيح كثيرا من فرص العمل بنظام الدوام الجزئي، وأشاد بحرص القيادة الرشيدة على دعم عمل أصحاب الهمم في مختلف القطاعات، وتمنح الشركات التي توظف أصحاب الهمم مزايا كبيرة، وحثّ الشباب على اكتساب الخبرة والتعلّم للوصول إلى أهدافهم التي يستطيعون من خلالها رفع اسم الإمارات عاليا.
وشهدت الدورة عقد أكثر من ٢٠٠ جلسة تفاعلية ناقشت 5 مواضيع رئيسية وهي: العلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال والقيادة والتنمية والثقافة والفنون والإعلام والرياضة واللياقة البدنية، فضلا عن وجود أكثر من ٥٠ شريكا من بينهم إكسبو 2020 دبي والأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي ٢٠١٩ وشركة مبادلة للاستثمار وشركة مصدر وغيرها، ما أثرى فعاليات هذا العام، حيث حظي الطلاب المشاركون بالاحتكاك مع قادة اليوم ومناقشتهم والاستفادة من تجاربهم وخبراتهم، ما أثرى تجربة قادة المستقبل.