مصرية تتحدى الشلل.. مديرة شركة للأطراف الصناعية
زينب الشاعر تغلبت على مرضها ولم تتوقف عنده، بل قهرته، وأصبحت ملهمة لأصحاب الهمم بعد أن أصبحت مديرة شركة لتركيب الأطراف الصناعية
كانت تعيش حياة طبيعية، ولم تعانِ من أي مشاكل صحية، لكنها أصيبت بشلل نصفي، بعد تعرضها لحادث سقوط من شرفة منزلها غير مجرى حياتها بالكامل، إنها المصرية زينب الشاعر، التي تمتلك إرادة فولاذية جعلتها تتغلب على الصعاب والحياة المأساوية، وتصبح مديرة من أصحاب الهمم.
زينب، وهي من محافظة الإسكندرية، شمال مصر، تروي قصتها لـ"العين الإخبارية"، والصعاب التي واجهتها حتى أصبحت مديرة على كرسي متحرك لإحدى الشركات.. وإلى نص الحوار.
ماذا عن حياتك قبل الإصابة بالشلل؟
كانت حياتي عادية للغاية، أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولا أشعر بقيود، كان والدي ووالدتي حريصين على دفعي للأمام في الدراسة، وكنت أتمنى الحصول على مجموع كبير في الثانوية العامة حتى أتمكن من الالتحاق بكلية الهندسة، لكن هذا لم يحدث بسبب ضعف درجاتي، والتحقت بكلية الحقوق وقررت أن أتفوق في هذا المجال حتى ألتحق بالسلك القضائي، وأكون وكيلة نيابة، لكن هذا أيضا لم يحدث بسبب الحادثة التي تعرضت لها منذ 10 سنوات، وتحديدا في العام الدراسي الجامعي الأول.
ما طبيعة الحادث؟
كنت جالسة في شقتي، وبدون شعور فوجئت بأنني جالسة بجوار شرفة منزلي، وظننت أن الزجاج مغلق مما جعلني أسند بكل قوتي، لكن حدث ما لا يتخيله أحد، ففوجئت بأن زجاج الشرفة فتح وسقطت من أعلى على ظهري، فأصبت بكسر في العمود الفقري وجزء كبير بالنخاع الشوكي، الأمر الذي تسبب في إصابتي بشلل نصفي، لأصبح مجبرة على التحرك بواسطة كرسي متحرك.
هل عجز الأطباء عن علاجك بعد الحادثة؟
حتى الآن لا أعرف الحقيقة، فمنذ إصابتي بشلل نصفي بسبب الحادثة التي تعرضت لها، لم أفقد الأمل في أن أسير ذات يوم على قدمي مرة أخرى، فأسرتي لم تتخلَّ عني وعرضتني على أفضل الأطباء المتخصصين في حالتي، لكن لم أتحسن، وأخبرني أحد الأطباء في القاهرة أن حالتي تحتاج لعلاج طبيعي لفترة كبيرة، لكنني شعرت بعد فترة أن صحتي لم تتحسن، وأن الحل سيكون بقبولي هذا الوضع، وأحاول التغلب على الصعاب التي تواجهني بسبب الكرسي المتحرك، وألا أترك نفسي فريسة للإحباط أو اليأس.
كيف أصبحتِ مديرة لإحدى شركات تركيب الأطراف؟
بعد استقرار وضعي الصحي والنفسي، رأيت أن الكرسي الذي كنت أجلس عليه بعد الحادثة لم يكن مؤهلا بشكل كافٍ حتى أتمكن من التحرك بمفردي وفعل كل ما أريد، فقررت أسرتي تغيير الكرسي بآخر، وبالفعل ذهبت إلى شركة متخصصة في بيع أحدث الكراسي المتحركة الحديثة، وبعدها شعرت بفارق كبير لأنني بدأت أعتمد على نفسي وأنطلق بمفردي دون اللجوء لوالدتي أو أشقائي الخمسة، ويوما تلو الآخر بدأت أعود لحياتي ما قبل الحادثة، حتى تعرفت على صاحب إحدى الشركات المتخصصة في تركيب الأطراف الصناعية وتأهيل أصحاب الهمم على الحركة، وبعدها تلقيت عرضا من المهندس شريف شاهين وهاني حجاج، صاحبي الشركة، بأن أعمل معهما متدربة، ووافقت على الفور، وبفضل الله يوما تلو الآخر أثبت نفسي وأنني قادرة على العمل بشكل طبيعي، وهو ما أدى في النهاية إلى تحسين وضعي الوظيفي وأصبحت مديرة أحد فروع هذه الشركة، التي تتعامل مع 2000 عميل.
وماذا عن ممارسة الرياضة؟
أنا حاليا أمارس الرياضة في إحدى صالات الجيم القريبة من منزلي، وإذا حدث ولم أتمكن يوما من التدريب، أحرص دائما على ممارسة الرياضة في منزلي، فأنا حاليا أشعر بأنني قادرة على ممارسة حياتي بصورة طبيعية مثل بقية الناس، فالإنسان الطبيعي يسير على قدميه، وأنا أسير على الكرسي المتحرك.
aXA6IDE4LjExNy43OC44NyA=
جزيرة ام اند امز