أبوظبي وسيؤول تعززان الشراكات السياسية والاقتصادية والإقليمية
في بيان مشترك للبلدين من 19 نقطة عقب لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع رئيس كوريا الجنوبية
اتفقت دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا الجنوبية على مواصلة تعاونهما الوثيق في مختلف جوانب العلاقات الثنائية وتأسيس شراكة تسهم في إحلال السلام والاستقرار الإقليمي.
جاء ذلك في بيان مشترك للبلدين من 19 نقطة عقب لقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، مع رئيس كوريا الجنوبية مون جيه- إن.
وأكد البيان على أهمية "تطوير الشراكة الاستراتيجية الخاصة" حيث أعرب الجانبان عن رضاهما عن تعزيز العلاقات في مجموعة من المجالات بما فيها الاقتصاد والدفاع والعلوم والثقافة والتعليم.
كما تناول التأكيد على أهمية مشروع محطة براكة للطاقة النووية باعتباره أساساً قيّماً لتعميق التعاون الثنائي بشكل أكبر، والاتفاق على مواصلة العمل بشكل وثيق لإنجاز المشروع، وكذلك توسيع الشراكة النووية الاستراتيجية وتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية.
وتوجت العلاقات بين البلدين منذ مطلع الألفية الجديدة، بإعلانهما تدشين محطة براكة للطاقة النووية السلمية والبدء بالتنفيذ منذ عام 2012.
وتقع محطة براكة النووية، بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي جنوب غرب مدينة الرويس وتبعد عنها نحو 53 كيلومتراً، واختيرت بناء على عدة عوامل بيئية وتقنية وتجارية.
واتفق البلدان على "السعي إلى تحقيق النمو المتبادل في المستقبل وتعزيز التعاون الاقتصادي الحالي" عبر تنويع التجارة غير النفطية والبحث عن فرص جديدة في مجموعة من المجالات المتطورة كالطاقة المتجددة والبنية التحتية للمدن الذكية واتصالات الجيل الخامس.
وأعربا عن أملهما في أن تساعد مذكرات التفاهم بشأن التعاون السياحي في تعزيز الإطار المؤسسي للتعاون الذي يركز على أفراد المجتمع.
وأكد الجانبان على ضرورة تأسيس شراكة تؤدي دورا رائدا في السلام والاستقرار الإقليميين عبر تعزيز التعاون في القضايا العالمية بوصفهما شريكين يحملان نفس قيم السلام والتسامح والتعايش.
وأشاد البلدان بالتقدم المحرز في شبه الجزيرة الكورية من مسار المواجهة والتوتر المستمر إلى طريق الحوار والسلام.
وجددا إدانتهما القوية للتطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره، مشيرين إلى التهديد المشترك الذي يشكله الإرهاب للسلام والأمن في العالم
وفي هذا الإطار، رحب رئيس كوريا الجنوبية بإسهام مبادرات مثل مركز صواب ومركز هداية، ومقرها الإمارات العربية المتحدة، في مواجهة الأيديولوجيات المتطرفة وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة التطرف.
وحول الأزمة اليمنية، أكد الجانبان دعمهما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مارتن جريفيث.
وأشادت كوريا الجنوبية بالدور الإنساني للإمارات والسعودية عبر مبادرة "إمداد" التي ستوفر 500 مليون دولار أمريكي من الدعم الإضافي للاحتياجات الإنسانية في قطاعي الطعام والتغذية في اليمن.
كما أعرب رئيس كوريا الجنوبية عن تقديره للدور الإيجابي والفاعل الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة في دعم الحلول السياسية في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والتطرف وتعزيز الدور العربي في حل المشكلات الإقليمية.
وأشار إلى أن الزيارة التي قام بها البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى الإمارات مؤخراً أظهرت إمكانات رعاية التعاطف والتفاهم والتسامح سعياً إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
واتفق الجانبان على السعي لإيجاد أدوار فاعلة لوزارتي خارجية بلديهما من أجل تعزيز تعاونهما في بناء السلام والاستقرار الإقليميين من خلال عقد " منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط " ليكون منبراً لتعزيز التعاون في القضايا العالمية والإقليمية.
ووصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى سيؤول، أمس الثلاثاء، في زيارة ليومين تناولت العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ودعم جهود ومساعي إرساء السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية والعالم.
وطورت الإمارات وكوريا الجنوبية علاقتهما إلى "علاقة الشراكة الاستراتيجية الخاصة" أثناء زيارة الرئيس مون إلى الإمارات في مارس/آذار عام 2018.
يشار إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي عقدت مع كوريا الجنوبية علاقة استراتيجية خاصة من بين دول الشرق الأوسط.
وتعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري لكوريا الجنوبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي ثاني أكبر مزود بالنفط بالنسبة لكوريا.
وبلغ إجمالي الاستثمارات الكورية في دولة الإمارات خلال العام الماضي نحو 1,9 مليار درهم (511 مليون دولار)؛ ما يعكس زيادة في التعاون الثنائي في قطاع الأعمال.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuMTkzIA==
جزيرة ام اند امز