قادة جيش أوكرانيا في "هجوم مضاد" على عقارات أوروبا والسيارات الفارهة
حالة من الغضب العارم تعتري المواطنين الأوكرانيين، بعد الكشف عن قيام مسؤولين بالجيش بالإثراء الفاحش على حساب أرواح الجنود.
ففي مقابلة حصرية مع صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية، قال ميكولا فولكيفسكي، مستشار سابق في البرلمان الأوكراني، إن قادة الجيش اشتروا سيارات فارهة وعقارات فاخرة في إسبانيا، في الوقت الذي كان أبناء وطنهم يموتون على الخطوط الأمامية.
رائحة الفساد التي تزكم الأنوف دفعت الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى إقالة جميع مسؤولي التجنيد في أوكرانيا، بعد مراجعة لمراكز كشفت عن انتهاكات تتراوح من الإثراء غير القانوني إلى مساعدة الرجال المؤهلين في سن التجنيد على الفرار من البلاد لتجنب الخدمة العسكرية.
وأشار إلى أن زيلينسكي -عن طريق قائد الجيش الجنرال فاليري زالوجني- سيطبق نظامًا حيث يقوم فيه الجنود الجرحى غير القادرين على حمل السلاح مجددا بإدارة مراكز التجنيد العسكرية.
وأضاف: "بدأت الفكرة تلقى قبولا واسعا بين الأوكرانيين بإرسال العسكريين الأصحاء إلى خط المواجهة، وأن يشغل مناصبهم الجنود الجرحى الذين لم يتمكنوا من العودة إلى الجيش ولكن لا يزال بإمكانهم أداء واجباتهم المهنية في الخدمة العسكرية.
ويتوقع أن يسهم التغيير في "التغلب على أي شبهات فساد" مرتبطة بمهمة اختيار عناصر القوات المسلحة الأوكرانية.
وفي حديثه عن هذه الخطوة، قال زيلينسكي "هذا النظام يجب أن يديره أشخاص يعرفون على سبيل التحديد ما هي الحرب؟ ولماذا تعتبر الرشوة أثناء الحرب خيانة؟".
تواجه أوكرانيا صعوبة في القضاء على الفساد المستشري خلال محاولتها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرد مسؤولين بسبب هذه الجريمة.
ففي وقت سابق من هذا العام، أقيل تسعة من كبار المسؤولين بعد اتهامهم بتلقي رشاوى وقضاء عطلة في إسبانيا وفرنسا خلال الحرب.
وأشاد الاتحاد الأوروبي، الذي تهدف أوكرانيا إلى الانضمام إليه، بالإصلاحات في البلاد، لكنه حذر من أن إجراءات مكافحة الفساد لا يجري تنفيذها بالسرعة الكافية.