معركة أوكرانيا المضادة.. زيلينسكي تحت ضغط الوقت
طريق مسدود بأفق الحرب الروسية الأوكرانية تفاقم ضغوط الوقت على كييف من أجل شن هجوم مضاد لطالما لوحت به.
وبرز توقيت التحرك لكسر جمود الموقف كقرار استراتيجي محوري للحكومة الأوكرانية، ورغم استعداد الطرفين لحرب طويلة الأمد، لكن كييف لديها حافز أكبر قبل أن يغلق موسم الأمطار النافذة أمام الهجمات المحتملة في الميادين المفتوحة، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
من المنظور الأوكراني، لا يمكن أن يستمر قتال الخنادق إلى أجل غير مسمى، ومنح روسيا السيطرة على جزء كبير من الساحل الجنوبي من شأنه أن يسبب شللا للاقتصاد الأوكراني، المنهك بالفعل من الحرب والمدعوم من المساعدات الغربية.
ويعتقد على نطاق واسع أن الهدف الأولي لأي هجوم مضاد هو المواقع الروسية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، لكن المحللين العسكريين يرون أن التحرك المبكر وعدم جاهزية الجيش الأوكراني ونقص تسليحه ربما تكون غير كافية لضمان النصر.
ضغوط
ويتصاعد الضغط السياسي على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاتخاذ القرار بشأن الهجوم المضاد، حتى في ظل غياب الرؤية بشأن ما إذا كان جيشه قد جمع الأسلحة والقوى البشرية اللازمة لشن مثل هذا الهجوم.
وكتب أندري زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، في صحيفة أوكرانسكا، يقول إن "تدهور الوضع الاقتصادي لأوكرانيا، والمخاطر المستمرة للهجمات الجوية والصاروخية والإرهاق الذي يعاني منه المواطنون، كلها عوامل ستعمل بمرور الوقت ضد أوكرانيا، ومن ثم ينبغي على الجيش التأهب لشن هجوم بدلاً من الدفاع. فليس من المنطقي إطالة أمد الحرب لسنوات والمنافسة لمعرفة من ستنفد موارده أولاً".
وينصب تركيز الأوكرانيين على استراتيجية جديدة تدعى "الحرب العميقة" - أي ضرب أهداف بعيدة عن الجبهة - بعد أشهر من القصف المدفعي المتبادل والقتال في الشوارع بالمنطقة الشرقية من لوهانسك، والتي سقطت تحت السيطرة الروسية بحلول أوائل يوليو/تموز الماضي.
وباستخدام الصواريخ بعيدة المدى ودقيقة التوجيه التي قدمتها الولايات المتحدة، قام الجيش الأوكراني بدك المواقع الروسية خلف خط المواجهة، مع قصف شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014.
وقالت الحكومة الأوكرانية إنها قصفت، منذ أواخر يونيو/حزيران الماضي، ما لا يقل عن 154 مستودع ذخيرة، و91 قاعدة لتخزين الأسلحة، وأربع ثكنات تضم جنودًا، وأربعة مستودعات للوقود، وثمانية مراكز قيادة. فيما لم يتسن التحقق من هذه الادعاءات من مصدر مستقل.
معركة الجنوب
لكن أوكرانيا كانت تعد منذ أشهر خططا للمعركة الرئيسية في الجنوب، بأنواع الأسلحة التي طلبتها من الحلفاء الغربيين والاستراتيجيات التي تنتهجها في ساحة المعركة تقدم أدلة على نهجها.
وتضمنت حزمة المساعدة العسكرية الأمريكية الأخيرة بشكل واضح سيارات إزالة الألغام للمركبات المدرعة التي سيتم استخدامها في الهجوم، مما يشير إلى الاستعدادات لهجمات على الخطوط الروسية.
لكن المزيد من الوقت سيجلب المزيد من الأسلحة الغربية: وعلى الرغم من وصول أنظمة المدفعية من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلا أن ترسانة أوكرانيا لا تزال تتكون إلى حد كبير من أسلحة سوفياتية قديمة.
ويتمتع زيلينسكي بتأييد محلي واسع لاستمرار الحرب، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز رازومكوف، وهو منظمة أبحاث سياسية في كييف، أن 92 في المائة من الأوكرانيين واثقون من تحقيق نصر عسكري على الجيش الروسي.
لكن الخطط الروسية لإجراء استفتاءات في الأراضي المحتلة قد تؤدي إلى مطالبة بالضم في وقت مبكر من الشهر المقبل، مما يضع ضغوطًا زمنية إضافية على زيلينسكي لشن هجوم.
aXA6IDMuMTM1LjIxNi4xOTYg جزيرة ام اند امز