ثأر قديم.. سر خوف زيلينسكي من عودة ترامب
نظرا لكونه المرشح الأوفر حظا للحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، يبدو الرئيس الأوكراني محقا في مخاوفه بشأن عودة ترامب.
مع صعود أسهمه كمرشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، يبدو الرئيس الأوكراني محقا في مخاوفه بشأن عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض.
خبراء أمريكيون قالوا لمجلة نيوزويك إنه في حال فوز ترامب مجددا ووصوله للبيت الأبيض، فستخيم حالة من الشكوك بشأن استمرار دعم الولايات المتحدة لكييف، لكنهم أشاروا إلى أن وجود أي رئيس غير ترامب يعني استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
يحمل ترامب وزيلينسكي أيضا عبء المكالمة الهاتفية المسجلة في سبتمبر/أيلول 2019 عندما رفض الزعيم الأوكراني طلب الرئيس السابق للتحقيق في شبهات ترتبط بهانتر نجل جو بايدن مما أدى إلى أول محاكمة للرئيس السابق.
المحلل إميل ناجينغاست، أستاذ السياسة في كلية جونياتا بولاية بنسلفانيا، قال لمجلة نيوزويك: "لقد أخذ ترامب هذا الأمر على محمل شخصي وليس لدي أدنى شك في أنه حريص على الانتقام من زيلينسكي".
وأكد أن الرئيس السابق سيسعى إلى الانتقام من فلاديمير زيلينسكي حال فوزه بالانتخابات الرئاسية لرفضه التحقيق في ملفات الفساد التي ارتكبها هانتر نجل بايدن عام 2019.
عواقب وخيمة
بدوره، ذكر أندرو لاثام، أستاذ العلاقات الدولية في كلية ماكاليستر: "من المرجح جدًا أن يؤدي انتخاب ترامب إلى التراجع الكامل عن نهج إدارة بايدن تجاه الحرب الروسية الأوكرانية - مع عواقب وخيمة على حظوظ كييف العسكرية".
وقال في مقابلة مع مجلة نيوزويك: "لو أن ترامب فاز بانتخابات 2020، لما أدان روسيا بنفس الطريقة التي أدانها بها بايدن.. ومن المرجح أنه كان سيغض الطرف عن القضية برمتها".
ومن المرجح أن يطرح ترامب هذه العقلية على الطاولة إذا تم انتخابه مرة أخرى في عام 2024 وفقا لـ"لاثام"، مؤكدا توجهه لخفض الدعم العسكري الأمريكي، في الوقت الذي سيحاول فيه إقناع بوتين والضغط على زيلينسكي لقبول صفقة مع روسيا التي تمتلك على الأقل شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس.
ومضى لاثام في حديثه: "قد يرفض مستشاريه اتخاذ مثل هذا الإجراء المتسرع، لكن ترامب لديه تاريخ معروف إما بتجاهل مستشاريه أو فصلهم إذا اختلفوا معه علنًا".
غضب الأمريكيين
أما آلان كافروني، أستاذ العلاقات الدولية في كلية هاميلتون، فيعتقد أنه: "إذا فاز ترامب بولاية ثانية وسعى لتقليص التزام الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا، فسيجد تأييدا كبيرا من أنصار حركة "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا"، في مقابل معارضة شديدة من بقية المؤسسة السياسية الأمريكية".
وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع ياهو نيوز يوجوف، في فبراير/ شباط، أن معظم أنصار ترامب يؤيدون خفض المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.
يأتي الفساد ضمن الأسباب التي دفعت الكثير من الأمريكيين إلى التدقيق في المساعدات الأمريكية التي تقدم إلى الحكومة الأوكرانية.
وشهد الأسبوع الماضي، إقالة نائب وزير تنمية البلديات الأوكراني فاسيلي لوزينسكي، بتهمة تلقي رشوة بقيمة 400 ألف دولار لتسهيل إبرام عقود شراء معدات ومولدات بأسعار مبالغ فيها، في وقت تواجه فيه أوكرانيا نقصًا في الكهرباء بعد الضربات الروسية على منشآت الطاقة.
كانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد أعلنت كذلك فتح تحقيق بشأن اتهامات بإبرام عقود بأسعار مبالغ فيها لمنتجات غذائية مخصّصة للجنود.
ونشرت وسائل إعلامية دولية تقارير تحدثت عن استقالة مجموعة من القادة العسكريين الأوكرانيين بعد فضائح فساد.
وكان من بين المسؤولين المستقيلين نائب وزير الدفاع فياتشيسلاف شابوفالوف الذي تولى مسؤولية الدعم اللوجستي للقوات المسلحة ومساعد مدير الإدارة الرئاسية كيريلو تيموشينكو ونائب المدعي العام أوليكسي سيمونينكو.