بقوائم ترحيل وأجهزة بيجر.. منظمة صهيونية تهدد المؤيدين لفلسطين بأمريكا

تشهد الأوساط السياسية والاجتماعية في الولايات المتحدة تصاعدًا في استخدام التهديدات الإلكترونية ضد النشطاء المؤيدين لفلسطين.
وذكر تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن جماعة صهيونية، تصفها بالمتشددة، أُسست قبل قرن من الزمان، عادت إلى الظهور في الولايات المتحدة بقائمة "ترحيل" تستهدف بعض النشطاء، زاعمةً مسؤوليتها عن تقديم معلومات شخصية عنهم إلى مسؤولي الهجرة.
وأوضحت أن مجموعة تُدعى "بيتار الولايات المتحدة" أكدت على حسابها على منصة إكس للتواصل الاجتماعي أنها وضعت طالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، محمود خليل، المؤيد للفلسطينيين على قائمة الترحيل وذلك قبل 6 أسابيع من اعتقاله بواسطة مسؤولي دائرة الهجرة الاتحادية.
وتستخدم المجموعة وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه تهديدات، منها توزيع أجهزة بيجر كرمز للترويع.
وتثير هذه التحركات جدلاً واسعًا حول حرية التعبير، وحقوق المهاجرين، وعلاقة هذه التكتيكات بسياسات إدارة الرئيس دونالد ترامب الصارمة في قضايا الإرهاب ومعاداة السامية.
تعد بيتار حركة صهيونية يمينية شبه عسكرية، وهي من أقدم المنظمات الصهيونية، وشعارها "اليهود يقاتلون"، وأسسها زئيف جابوتنسكي عام 1923، بهدف إقامة دولة يهودية في فلسطين وتسهيل الهجرة إليها، ثم دمجت في منظمة إرغون، وأعاد إحياءها رجل الأعمال الإسرائيلي الأمريكي رون توروسيان منتصف 2023 في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن دانيال ليفي، المتحدث باسم بيتار قوله إن الحركة قدمت مئات الأسماء إلى إدارة ترامب من حاملي التأشيرات والمتجنسين من الشرق الأوسط والأجانب، مدعية أنهم جميعا "يعارضون أمريكا وإسرائيل ولا مكان لهم في بلدنا العظيم".
وكانت شركة ميتا، قد حظرت بيتار من منصاتها في الخريف الماضي، لتوجيهها تهديدات مبطنة بالقتل لأعضاء في الكونغرس مؤيدين للفلسطينيين وطلاب الجامعات.
غير أن وجود حركة بيتار على وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد مقيدا الآن، لأنها تتوافق مع الأوامر التنفيذية للرئيس ترامب التي تدعو إلى طرد الرعايا الأجانب الذين ينخرطون في معاداة السامية أو يدعمون "الإرهاب".
ووفقا لتقرير واشنطن بوست، فإن صعود نجم بيتار يُظهر إلى أي مدى شجعت سياسات ترامب وتصريحاته مجموعة جديدة من الحركات الصهيونية المتصلبة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لاستهداف الأفراد الذين يعتبرونهم معادين للسامية أو متعاطفين مع حركة حماس، بمن في ذلك بعض اليهود.
أشارت الصحيفة إلى أن تزويد الناشطين المؤيدين للفلسطينيين بأجهزة استدعاء آلي "بيجر"، أصبح تكتيكا مميزا لبيتار، ودعت أنصارها على منصة إكس للقيام بالمثل.
وعلى الرغم من اعتبار ذلك تهديدا بالقتل، في إشارة لتفجيرات البيجر التي نفذتها إسرائيل ضد عناصر حزب الله في سبتمبر/أيلول الماضي، تقول الحركة الصهيونية المتشددة إنها مجرد مزحة من قبيل السخرية.
ومع تزايد الاعتقالات والترحيلات، أعلن المتحدث باسم بيتار أنهم يعتزمون تقديم قائمة جديدة للإدارة الأمريكية تضم "حوالي 1800 ناشط"، مما يزيد من القلق بشأن الدور الذي تلعبه الجماعات المتطرفة في تحديد سياسات الهجرة الأمريكية.
ويقول عبيد أيوب، المدير التنفيذي للجنة الأمريكية العربية لمكافحة التمييز إنه "سواء كانت بيتار تحدد أو تتماشى مع أجندة إدارة ترامب، فإن النتيجة واحدة— هم يخلقون مناخًا من الخوف والقمع".