ضياء رشوان
نحاول في تحليلنا في مقالات عديدة لإعلام الإخوان الموجه من خارج مصر أن نحدد أبرز ملامح وعناصر ومكونات هذه الإعلام بمختلف وسائله.
لعشر سنوات تقريباً ومنذ إطاحة الشعب المصري بحكمهم البائس الفاشل لمصر لنحو عامين، وكل ليلة بلا انقطاع ولا توقف يواصل إعلام جماعة الإخوان التلفزيوني والصحفي والإلكتروني وعلى وسائل التواصل الاجتماعي حملاته الدعائية.
تكشف المتابعة التحليلية لوسائل إعلام الإخوان، تقليدية أو حسابات وسائل تواصل، موجهة من الخارج ضد بلدهم المفترض، مصر، جانبا إضافيا يتعلق بمجموعة أعضاء إخوان وملتحقين بهم، يقومون على بث ونشر دعايتهم.
رغم عدم الاتفاق على تعريف موحد للإرهاب، سواء على المستوى البحثي، أو مستوى الدول والحكومات والمنظمات، فإن المشترك بين تعريفاته أنه ليس الجريمة المادية المرتكَبَة، فلا يكتمل معناه كظاهرة مقيتة سوى بأثر نفسي ينتج عن هذه الجريمة.
حاولنا في المقال السابق طرح جزء من الإجابة عن السؤال الصعب، وهو عنوان هذا المقال: من أين ينفق الإخوان وإعلامهم الموجه من الخارج؟
يلحظ المتأمل لإعلام الإخوان، والملتحقة بهم، سواء التقليدي أو منصاتهم الإلكترونية الموجهة من خارج مصر، فيما يخص تصوراتهم أو اقتراحاتهم لمواجهة وحل المشكلات والعقبات الاقتصادية والاجتماعية، التي تواجه ما يفترض أنه بلدهم، مصر، مجموعة سمات مؤسفة متكررة.
في مقال سابق لتحليل مضمون إعلام الإخوان الموجه من خارج مصر، أشرنا إلى وهْمٍ سيطر عليهم طوال 9 سنوات تلت سقوط حكمهم، وصل إلى حد الهاجس المرَضي أو الوسواس النفسي الذي لا يملّون تكراره.
مرة أخرى نتابع تحليلا لأداء إعلام الإخوان وملتحقيهم، التقليدي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ليُفضي بنا إلى ملاحظات جديدة تتعلق أيضا بالحالة النفسية والعصبية للقائمين على هذا الإعلام، من مقدمين ومعلقين وضيوف.