الحريري وحكومة لبنان.. معركة ممتدة ضد باسيل وحزب الله
يخوض رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري معركة شرسة وممتدة مع رئيس لبنان وصهره جبران باسيل المدعوم من حزب الله لمنعه من تأليف حكومة لبنان.
وبحسب مراقبين فإن تحالف باسيل وحزب الله يريد عرقلة محاولات سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة بهدف دفعه إلى الاعتذار، وهذا ما يدركه الحريري نفسه الذي يؤكد على تمسكه بمبدأ تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين والمضي قدما في مهمته.
ومرّ على تكليف الحريري نحو 3 أشهر عقد خلالها 14 لقاء مع رئيس لبنان ميشال عون وقدم خلالها تشكيلة حكومية كاملة، لكن الأخير أبدى ملاحظاته عليه معتبرا أنها تفتقد إلى المعايير الموحدة.
وجاء ذلك وسط تأكيدات الحريري بأن عدم إعلان الحكومة حتى الآن يعود إلى تمسك عون وصهره بالثلث المعطل أي سبعة وزراء من أصل 18 وزيرا بينهم أهم الوزارات، العدل والداخلية والدفاع، وهو ما يرفضه الأول.
كذلك لم تنجح كل المحاولات والمساعي لتذليل العقبات وباءت جميعها بالفشل، وكان آخرها تلك التي قام بها البطريرك الماروني بشارة الراعي، فيما سجل اليوم اللاثاء، حراكا لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي التقى كلا من عون والحريري ورئيس البرلمان نبيه بري، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.
ورغم تحرك دياب فإن الكثيرين لا يعولون على مبادرته التي تفتقد أي أسس أو أفكار ، بل جاءت لحث عون والحريري على اللقاء ، وفق ما أكدته مصادر مطلعة لـ "العين الاخبارية".
من هنا حمّل كلا من مصطفى علوش، مستشار الحريري والنائب بالحزب التقدمي الاشتراكي بلال عبدالله، رئيس لبنان ميشال عون وصهره جبران باسيل، مسؤولية عرقلة تشكيل الحكومة، لا سيما وأنهما كان يرفضان عودة الحريري منذ البداية إلى رئاسة الحكومة ويريدان "إحراج الحريري لإخراجه من رئاسة الحكومة".
ويقول علوش لـ "العين الاخبارية" منذ اللحظة الاولى لإعلان الحريري ترشحه لرئاسة الحكومة عارضه باسيل وعون وقد عمد الأخير بداية إلى تأجيل موعد الاستشارات النيابية ومن ثم بدأوا بوضع العراقيل والشروط ورمي المسؤولية على غيرهم وصولا إلى عرقلة مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وأضاف:" اتضح ذلك في الفيديو المسرب الذي اتهم فيه عون رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بالكذب ومرى المسؤولية عليه وكان ذلك بهدف إثارة الفريق الآخر على الحريري وإحراجه".
وتابع:"لكن هذا لم يحصل لأننا لن ننجر إلى مستوى السفاهة نفسها مقابل تمسك الحريري بموقفه الرافض الخضوع لما يحاولون القيام به".
واكد علوشي أن" انسحاب الحريري يعني أننا سنعود لتشكيل الحكومات السابقة التي كان يسيطر عليها حزب الله وباسيل، وهذا ما يريد الحريري مواجهته ويبذل الجهود لتنفيذ المبادرة الفرنسية عبر تشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسيين".
وفي هذا الصدد قال النائب بلال عبدالله، لـ" العين الإخبارية، إنهم "يحاولون بكل الوسائل إحراج الحريري لاخراجه وبالتالي العمل مع حزب الله لتشكيل حكومة على غرار حكومة حسان دياب".
وأوضح أنه "يمارسون الضغوط على الحريري للخضوع إلى شروطهم وبالتالي تشكيل حكومة غطاء لهم أو يدفعون به للاعتذار"، مشيراً إلى أن" حزب الله وحلفاءه يريدود الحريري بشروطهم".
وأضاف:" نرى حال استمرار هذا الاستفزاز، وكما سبق أن قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط ، فمن الأفضل انسحاب الحريري وتركهم يشكلون حكومة كما يريدون".
وعقب لقاء مصطفى دياب قال الحريري، اليوم الثلاثاء، إنه:" أنا كنت طوال المرحلة السابقة قد أبديت الانفتاح والاستعداد للذهاب والمجيء عدة مرات لكي نتمكن من تشكيل الحكومة، وموقفي واضح بهذا الصدد"
وتتجه الأنظار إلى موعد الاجتماع المقبل بين عون والحريري الذي من شأنه أن يكسر جمود مشاورات الحكومة المتوقفة منذ آخر اجتماع بين الطرفين في 23 ديسمبر بناء على مبادرة الراعي، ليعود بعدها ويسجل سجالات بين "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه باسيل و"تيار المستقبل" متبادلين الاتهامات بالعرقلة.
وعاد الراعي وكرر مرات عدة دعوته للقاء مصالحة بين الاثنين، فيما توجه يوم الأحد الماضي إلى عون مباشرة متمنيا منه المبادرة لدعوة الحريري إلى هذا اللقاء، وهو ما لم يحصل حتى الساعة.
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg
جزيرة ام اند امز