شهداء حرب كورونا.. لبنان ينصف "الجيش الأبيض" بقانون استثنائي
في خطوة من شأنها أن تنصف"الجيش الأبيض" في لبنان، أقرّت لجان البرلمان اقتراحا بقانون يمنح ضحايا القطاع صفة شهداء وما يترتب عليه ماليا.
المشروع ينصف العاملين بالقطاع الطبي في لبنان، الذين يواجهون باللحم الحي وباء كورونا في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يرزحون تحتها.
وأقرّت اللجان النيابية اليوم الخميس، اقتراحا بقانون ينص على "اعتبار العاملين في القطاع الصحي شهداء وإعطاء عائلاتهم معاشات تقاعد وتعويضات وتقديمات"، على أن يسلك طريقه إلى المرحلة النهائية ليصبح قانونا نافذا في جلسة تشريعية قريبة للبرلمان.
- الرمان المفخخ ينسف نصف صادرات لبنان للخليج.. تداعيات الحظر السعودي
- الجراد يغزو لبنان.. الزراعة في خطر و"مروحيات" الدفاع تتأهب
ولاقت هذه الخطوة ترحيبا وثناءََ من قبل النواب ولا سيما منهم في لجنة الصحة النيابية، وقال رئيسها النائب في "تيار المستقبل" عاصم عراجي بعد الجلسة "تعرفون أنه خلال جائحة كورونا الذين كانوا في الصفوف الأمامية هم العاملون في القطاع الصحي سواء أكانوا أطباء أو ممرضين او ممرضات أو العاملين في المستشفيات سواء في الإدارة أو التنظيف أو المطبخ أو في كل أقسام المستشفيات..
وتعرفون أن أطباء وعاملين في القطاع الصحي استشهدوا خلال هذه الجائحة، وبالتالي من واجبنا بما أنهم كانوا في الخطوط الأمامية للدفاع عن سلامة هذا البلد وصحته، أن نكرم هؤلاء الناس".
من جهته، قال النائب في "الحزب التقدمي الاشتراكي" بلال عبدالله "أنها وقفة حضارية وإنسانية لللجان النيابية المشتركة وهو موقف تجاه هذه العائلات والأطباء.. هؤلاء أطباء وممرضون في كل المستشفيات وهؤلاء هم عاملون صحيون، كانوا خط الدفاع الأول ضد كورونا ومستمرون باللحم الحي برواتب زهيدة أو من دون بدل".
وأضاف "كل الكتل النيابية وقفت هذا الموقف الموحد في اللجان حتى توجه رسالة إلى هذا القطاع الاستشفائي الذي ينهار بفعل الأزمة الاقتصادية.. مجلس النواب والقوى السياسية تتحسس هذا الموضوع، والأهم أننا نقف مع عائلات هؤلاء الشهداء في الحد الأدنى المعنوي وليس المادي".
بدوره، قال النائب فادي علامة في كتلة التنمية والتحريري التي يرأسها، رئيس البرلمان نبيه بري "الهدف من القانون هو معنوي وأن نقف إلى جانب عائلات العاملين في القطاع الصحي، الأطباء والعاملين الآخرين، لأن الطبيب والممرض يعرضان حياتهما والعامل معهما يتعرض للوباء. الهدف من القانون أن نقدم شيئا معنويا.. واستطعنا أن نخرج بنتيجة لنقدمها إلى هؤلاء الأبطال وعائلاتهم وخصوصا أن لدينا هجرة كبيرة في القطاع الصحي، و لا سيما الأطباء والممرضين، وعلينا أن نجد حلا لنحد من تأثيرها علينا، القانون الذي أقر سيكون خطوة أساسية لنستطيع أن نخفف من الآثار السلبية".
ومن شأن هذا القرار أن يمنح "شهداء القطاع الصحي"، كما شهداء الجيش رواتب شهرية لعائلاتهم إضافة إلى تقديمات صحية واجتماعية.
وتأتي هذه الخطوة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعمل فيها الأطباء والممرضون والعاملون في القطاع، وهم الذين سقط العشرات منهم نتيجة الإصابة بالفيروس، فيما أختار المئات الهجرة بحثا عن مستقبلهم نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والارتفاع غير المسبوق لسعر صرف الدولار.
وعن هذه الظاهرة كان قد كشف النائب عاصم عراجي لـ "العين الاخبارية" عن هجرة أكثر من 1500 طبيب وممرض خلال ستّة أشهر وهو الرقم الذي يسجل تزايدا بشكل مستمر، مشيرا في الوقت عينه إلى أن الذين اختاروا الهجرة هم من أفضل الكوادر في لبنان وأكثرهم خبرة، وتوجهوا بشكل أساسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي.
ويوضح أن أبرز الأسباب التي أدت إلى اتخاذ الأطباء والممرضين هذا الخيار، هو أنهم باتوا في الصف الأول بمواجهة وباء كورونا، ويلفت عراجي كذلك إلى أن الوضع الاقتصادي المتأزم في لبنان حال دون حصول عدد كبير من العاملين في القطاع الطبي على رواتبهم أو صرفهم من أعمالهم، فكان أن توجهوا إلى خيار الهجرة.
والمشكلة نفسها تحدثت عنها في وقت سابق نقيبة الممرضين والممرضات في لبنان ميرنا ضومط لـ "العين الإخبارية".. مشيرة إلى هجرة متزايدة للممرضين من أصحاب الشهادات العليا ويملكون خبرات لسنوات كما أنهم اتخذوا قرار المغادرة مع عائلاتهم نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي باتوا يعيشونها.
aXA6IDMuMTQ0LjQxLjIwMCA=
جزيرة ام اند امز