ترامب والإعلام في 100 يوم.. بين الفشل وكوميديا هوليوود
احتفل الرئيس الأمريكي بمرور 100 يوم على توليه الحكم، فكيف أدار ترامب علاقته بالإعلام خلال المائة يوم الأولى من حكمه؟
احتفل الرئيس الامريكي، دونالد ترامب، بيومه المائة في منصبه، وقال خلال تجمع في بنسيلفانيا، السبت، إن "أيامي المائة الأولى كانت مثيرة ومثمرة جدا"، مضيفا "سننتصر في كل المعارك الكبرى الآتية".
وكالعادة وجه ترامب انتقادات شديدة لوسائل الإعلام، التي سمى بعضها أحيانا، كمقاطعة عشاء جمعية مراسلي البيت الأبيض، ووصف هذا العشاء بـ"الممل للغاية"، يجمع "مجموعة كبيرة من نجوم كوميديا هوليوود".
الأسبوع الماضي قام ترامب بضربة استباقية للإعلام قبل الاحتفال بـ100 يوم، وأكد على تويتر أن الإعلام لن يعترف بإنجازاته أيا كانت، قائلًا "الإعلام سيقتل ذلك ووصف معيار الـ 100 يوم بالسخيف".
- ترامب في اليوم المائة لتنصيبه: الاتفاق النووي مع إيران ضد مصلحتنا
- انخفاض الشعبية وارتباك السياسات...حصاد أول 100 يوم لترامب
بهذه التغريدة بدأت معركة الـ100 يوم، حيث قالت شبكة CNN إن تغريدة ترامب تحتوي على العديد من الأخطاء، وقالت إن معيار الـ100 يوم من الرئاسة لم يحدد من قبل الإعلام بل وضعه الرئيس الأسبق فرانكلين روزفلت في عام 1933.
وقالت الشبكة إن خطة ترامب الكبرى اصطدمت مع حاجز المائة يوم، التي وضع فيها أشياء تمثل العظمة والجودة لكنها لم تكتمل في تلك الفترة، كما ناقشت مجموعة الإنجازات التي وعد بها ترامب، معتبرةً أنه "فشل فشلًا ذريعًا" بتحقيقها.
كما نشرت صحيفة "واشنطن بوست" وشبكة "إيه بي سي"، استطلاع للرأي، يظهر أن ترامب هو الحاكم الأقل شعبية في العصر الحديث، مبينًا في الوقت نفسه احتفاظه بقاعدته الشعبية بعد اقترابه من اتمام أول 100 يوم منذ توليه السلطة في 20 يناير الماضي.
كما أكد موقع "نيوز ماكس" إلى استباق ترامب بمهاجمة الإعلام والتصريح بأنه سيقتله، وقال الموقع، إن ترامب الذي وضع خطة المائة يوم هو نفسه وصفه بالمثيرة للسخرية في إبريل رغم أنه حدد 10 قضايا كان المفترض إتمامها في المائة يوم الأولى.
ترامب والإعلام .. صراع من اليوم الأول
منذ حملته الانتخابية حتى وصوله إلى البيت الأبيض، لم يهدأ الصراع بين ترامب والإعلام، في واقعه لم تشهدها الولايات المتحدة خلال عقود.
فاز ترامب واشتدت المعركة مع الإعلام، حيث نشرت شبكة "CNN"، تقرير يزعم امتلاك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسجيلات لترامب، مما جعل ترامب في أول مؤتمر صحفي بعد دخوله البيت الأبيض، يفقد أعصابه في مشادة كلامية مع مراسل الشبكة، ولم يسمح له بتوجيه سؤال، قائلًا: "لن أمنحك الفرصة للسؤال.. لا تكن وقحًا .. أخباركم مزيفة".
حفل التنصيب شهد سجالا حادا بين ترامب والإعلام، حيث اتهم ترامب وسائل الإعلام الأمريكية بالكذب ومحاولة التقليل من حجم الحشد الجماهيري خلال مراسم التنصيب، وواصف الصحفيين بأنهم "الأشخاص الأكثر كذباً في العالم".
كما وصف المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، التقارير الإعلامية المتعلقة بذلك الأمر بـ"الخاطئة والمخزية".
امتدت المعركة لتنتقل إلى إدارة ترامب نفسها، حيث قال رينسي بريبوس، كبير موظفي البيت الأبيض، إن الإعلام يحاول نزع الشرعية عن رئاسة دونالد ترامب، وتوعد بمحاربة مثل هذا النوع من التغطية الإعلامية بحزم".
وقال بريبوس في حديث مع "فوكس نيوز"، إن الإعلام منذ اليوم الأول يتحدث عن نزع شرعية الانتخابات، لن نجلس مكتوفي الأيدي ونقبل بذلك.
فبراير الماضي وخلال مؤتمر صحفي استمر أكثر من ساعة وربع الساعة، هاجم ترامب الإعلام، قائلًا "عدم النزاهة بلغ مستوى لا يمكن السيطرة عليه، الصحافة باتت تفتقد إلى النزاهة إلى درجة أننا إذا تجاهلنا الحديث عنها فإن هذا يخدم الشعب الأمريكي بشكل كبير".
وخلال المؤتمر هاجم ترامب بشدة، صحيفة نيويورك تايمز وشبكة "CNN"، قائلًا "هذه الصحف لا تتحدث من أجل مصالح الشعب"، بل للمصالح الخاصة ولمن يستغلون نظاما تصدع بشكل واضح جدا".
وقال "أنا هنا مجددا لأوصل رسالتي في شكل مباشر إلى الشعب" الأمريكي، كما هدد بتوقيف من يقف وراء التسريبات للصحافة، بعد الكشف عن اتصالات متكررة العام الماضي بين فريق حملته والاستخبارات الروسية، وعن محادثات بين مستشاره السابق مايكل فلين ودبلوماسي روسي.
الشهر الماضي، هاجم ترامب الإعلام مجددًا، ووصف ما ينشره بشأن علاقة حملتة الانتخابية مع روسيا بالتحيز والأخبار الكاذبة.
وكتب ترامب، على حسابه بموقع تويتر، "شاهدت للتو التقارير الكاذبة والمتحيزة حول ما يعرف بقصة روسيا على شبكتى NBC وABC . يا له من تضليل!".
وفي منتصف الشهر الحالي، قال ترامب إن الإعلام المزيف (ليس الإعلام الحقيقي)، أصبح أسوأ منذ الانتخابات، كل القصص سيئة ومنحرفة، ويجب علينا أن نوجههم ونحملهم إلى الحقيقة والصدق.
aXA6IDMuMTM4LjEyNC4yOCA= جزيرة ام اند امز