بوصلة التحرير بالعراق تفاجئ نينوى وتبتعد عن الموصل
انطلاق مفاجئ لعملية تحرير نينوى وإرجاء عملية تحرير الموصل لحين توافر توافق سياسي وعسكري.
اعتبر خبراء عراقيون إعلان قيادة العمليات المشتركة انطلاق عمليات تحرير محافظة نينوى (شمال)، من قبضة تنظيم "داعش" تستهدف تأمين مواقع القوات العسكرية بمحور مخمور، وتقليص مناطق سيطرة التنظيم وتخفيض مستوى التهديدات تمهيدًا لحصر التنظيم داخل مدينة الموصل عاصمة نينوى.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي بقيادة العمليات المشتركة، اليوم الخميس، تحرير قرى غرب قضاء مخمور ورفع العلم العراقي فوقها في المرحلة الأولي لعمليات "الفتح" لتحرير نينوى، ودعت العراقيين إلى الابتعاد عن مقرات داعش؛ لأنه سيتم استهدافها وتدميرها خلال الساعات والأيام المقبلة.
وقال الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العراقية العميد يحي رسول -في تصريح صحفي- إن العملية بدأت، فجر اليوم، بدعم من طيران العراق والتحالف الدولي وقصف من مدفعية الجيش، مشيرًا إلى أن العملية انطلقت من منطقة مخمور باتجاه نهر دجلة وناحية القيارة، بمشاركة الجيش وطيران العراق والتحالف الدولي وقوات "البيشمركة" وحشد العشائر السنية.
وأضاف: أن سكان الموصل قاموا بتقديم معلومات وإحداثيات كثيرة عن مواقع داعش ومواقع تجمهم للقوات العراقية المشاركة في عملية تحرير نينوى.
وأكد نائب رئيس محافظة نينوى نور الدين قبلان، مشاركة حشد العشائر في عمليات تحرير نينوى، مشيرًا إلى أن عدد المشاركين من عشيرتي السبعاويين والجبور بالعملية يبلغ نحو 1000 مقاتل.
وأشارت مصادر كردية في مخمور شمالي العراق إلى أن 4 من أفراد قوات الحشد أصيبوا نتيجة قذيفة "هاون" أطلقها مسلحو التنظيم، الذين عمدوا لإحراق النفط الأسود لتكوين غطاء من الدخان الكثيف لمنع استهدافهم من قبل الطيران العراقي والتحالف الدولي.
وقالت إن قوات اللواء الـ91 الكردية وقوات اللواء الـ72 من الفرقة 15 بالجيش العراقي تشارك في هجوم يستهدف 14 قرية عربية يتخذها منطلقًا لمهاجمة جبهات البيشمركة في محور مخمور، في إطار المرحلة الأولى لاستعادة الموصل من قبضة داعش.
وتم الإعلان عن انطلاق المرحلة الأولى للعمليات العسكرية لتحرير نينوى بالمخالفة للتوقعات التي رجحتها بداية الصيف المقبل، والتي جاءت بعد استكمال قوات الفرقة 15 بالجيش العراقي لتمركزها بمحور مخمور، وحدوث هجومين انتحاريين خلال الأيام الماضية لداعش كان آخرهما، يوم الإثنين الماضي، ونفَّذه 5 انتحاريين أجانب قتلتهم القوات العراقية وأحبطت الهجوم، كما قتلت، يوم الثلاثاء 15 مارس، 4 انتحاريين قرب منطقة وجود قطاعات الفرقة بمخمور.
قضم الأرض وتأمين المعسكرات:
ورأى خبراء أمن وسياسة أن عملية "الفتح" لتحرير نينوى تسعى لاستعادة السيطرة على قرى ومناطق من قبضة داعش تمثل تهديدًا لمعسكرات وجبهات القوات العراقية و"البيشمركة" الكردية في محور مخمور شرق الموصل، وانتزاع مناطق المناورة المتقدمة التي يستخدمها مسلحو في هجماتهم.
وقال الخبير الأمني إحسان الشمري لـبوابة "العين" الإخبارية، إن بدء العمليات العسكرية اليوم جاء مباغتًا وفق توجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بفتح عدة جبهات لحرب التنظيم لإرباكه وتمكين القوات من استكمال تحرير كبيسة وهيت والكرمة والقائم والفلوجة بالأنبار لا سيما بعد قطع خطوط إمداد داعش بعد تحرير جزيرة غرب سامراء في محافظة صلاح الدين ووجود القوات العراقية على بحيرة الثرثار.
وأضاف: أن توجه العبادي يشير إلى أن القوات المسلحة تمتلك قدرات كبيرة تمكنها من العمل في أكثر من جبهة في آن واحد، لا سيما بعد حسم معركة الرمادي وتضييق الحصار على الفلوجة والشروع في عملية تحرير "هيت" في ظل إضعاف إمكانيات التنظيم بالأنبار، وإبعاد خطر تهديد داعش لبغداد.
ولفت إلى أن العملية تستهدف أيضًا دفع داعش إلى سحب مقاتليه من الأنبار وصلاح الدين للتموضع في الموصل، وأيضًا تأمين معسكرات القوات العراقية والكردية في مخمور المحور الشرقي لتحرير الموصل، إضافة لقطع أطراف وأذرع التنظيم بقضم الأرض التي يناور فيها التنظيم ويمثل خطرًا على جبهات القوات وللاقتراب أكثر من مدينة الموصل.
ومن جانبه، أكد المحلل السياسي د. واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية لـبوابة "العين" الإخبارية، أن عملية تحرير الموصل لم تبدأ بعد، وأن الأولوية العسكرية ما زالت استكمال تحرير المناطق الغربية بالأنبار في كبيسة وهيت والكرمة ثم الفلوجة، وأيضًا قضاء القائم قرب الحدود السورية .. لافتًا إلى أن العملية العسكرية التي بدأت اليوم تستهدف تأمين العمق لجبهات القوات المشاركة في تحرير نينوى وقضم مزيد من الأرض وانتزاعها من قبضة التنظيم لتقليص قدرته على المناورة عسكريًّا.
ورأى أن رئيس الوزراء العراقي لا يرغب في دخول مناطق بها عدد كبير من المدنيين حاليًّا، والموصل تحتاج عملية تحريرها لتوافق سياسي قبل الاستعداد العسكري، كاشفًا عن وجود توجه قوي باعتماد المحور الجنوبي لدخول قوات برية للموصل، لا سيما بعد تحرير بيجي، ولم يبقَ سوى قضاء "الشرقاط" لاستكمال تحرير محافظة صلاح الدين وقطع خطوط إمداد وتواصل التنظيم مع الموصل .
وأشار إلى أن المحاور لعملية الموصل هي الشمال والشرق وتحتاج لتعاون من القوات الكردية الموجودة على الأرض هناك والمحور الثالث هو الجنوبي، وقال إن رئيس إقليم كردستان العراق أعطى موافقة لدخول قوات عراقية من المحورين الشمالي والشرقي شريطة أن تكون محمولة جوًّا وخلال 72 ساعة فقط؛ لأنه يخشى من وجود بري دائم في المنطقة المتاخمة لإقليم كردستان.
aXA6IDE4LjE4OS4xNDMuMSA= جزيرة ام اند امز