شاهد.. سيميوني يخذل "دييجو" ويهدر الفوز على البارسا في كامب نو
سيميوني ظهر بشخصيتين مغايرتين في شوطي المباراة على طريقة دكتور جيكل ومستر هايد؛ فتفوق في الشوط الأول، بينما تقمص شخصية مورينيو بالثاني
إذا كانت هناك كلمة واحدة يمكن أن تلخص أحداث مباراة برشلونة وأتلتيكو مدريد، اليوم، على ملعب كامب نو في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، التي ربحها المضيف بهدفين لهدف، فهي "سيميوني" المدرب الأرجنتيني المجتهد للفريق المدريدي.
فقد ظهر سيميوني بشخصيتين مغايرتين تماما على مدى شوطي المباراة، على طريقة الفيلم الأمريكي الشهير "دكتور جيكل ومستر هايد"، فقدم في الشوط الأول كل ما كان يفترض أن يقوم به زيدان في مباراة الكلاسيكو، يوم السبت الماضي، ولم يفعل، ولعب بطريقته المعتادة وهي الضغط المبكر على مدافعي برشلونة ومحور الوسط الدفاعي بوسكتس في نصف ملعبهم لمنعهم من بناء الهجمات على راحتهم، مع تقليل نسبة الدقة في تمريراتهم الأمامية.
بينما في الشوط الثاني تقمص شخصية مورينيو عندما ابتكر خطته الغريبة مع فريق إنتر ميلان "ركن الحافلة" بصف كل لاعبيه داخل منطقة مرماهم لمنع برشلونة من التسجيل.
لكن هذا التراجع واللعب في منطقة خطرة على مرمى أتلتيكو سمح للاعبي برشلونة المجهدين من الإمساك بزمام المباراة، دون بذل جهد بدني إضافي، واللعب داخل منطقة جزاء المنافس بالقرب من مرماهم ما سمح لهم بتسجيل هدفين لسواريز قلبوا بهما النتيجة من الهزيمة إلى الفوز.
يحسب للاعبي الروخي بلانكوس نجاحهم في تنفيذ هذا الضغط الدفاعي المبكر لدرجة أنه من بين 20 كرة مشتركة حسمها لاعبو أتلتيكو لصالحهم في الشوط الأول فقط، كان منها 11 للمهاجمين توريس وكاراسكو ورباعي الوسط جريزمان وساؤول وجابي وكوكي الذين قدموا مستوى مذهلا في الربط الدفاعي والهجومي.
هذا الضغط أرهق لاعبي برشلونة وأفقدهم التركيز فتكررت التمريرات الخاطئة، في مشهد غير مألوف لمتابعي البلوجرانا، كما قطع الإمداد والتموين عن ثلاثي الرعب خاصة مع اضطرار انييستا وراكيتتش للعودة إلى نصف ملعبهم لاستلام الكرات والمساعدة في تخفيف الضغط على المدافعين.
ترتب على هذا تباعد المسافات بين خطوط البارسا بشكل غير معتاد، وبالتالي فقد الفريق ميزته الخططية الشهيرة "التيكي تاكا" وهي استلام وتسليم الكرة في مربعات ومثلثات قصيرة في نصف الملعب ثم التمرير السريع لمهاجم منطلق خلف المدافعين.
أما على صعيد البناء الهجومي فتفوق الروخي بلانكوس في تنفيذ الهجمات المرتدة بأقل عدد من التمريرات الأمامية، وساعد على تفوقه دقة اللمسات الأخيرة عند لاعبيه، لدرجة أن توريس سجل هدفه من تسديدته الوحيدة على مرمى تيرشتيجن.
في المقابل لم يقدم نجوم برشلونة مستواهم المعهود، فغاب ميسي وسواريز ونيمار طوال الشوط الأول تقريبا، وزاد الطين بلة ابتعاد لاعبين آخرين عن مستواهم مثل داني ألفيش وراكيتتش وبوسكتس، إضافة إلى قلبي الدفاع ماسكيرانو وبيكيه اللذين يتحملان مسؤولية هدف توريس بسبب سوء التغطية.
وظهر تأثر اللاعبين بالإرهاق وغلب عليهم البطء والتثاقل سواء في الحركة أو التمرير، ما فاقم من أزمة تباعد المسافات بينهم.
تحسن مستوى برشلونة في الشوط الثاني بعد طرد توريس قبل نهاية الشوط الأول، حيث تخلى سيميوني عن الدفاع المتقدم أو المبكر ربما خوفا على فريقه المنقوص من الإرهاق، فلجأ إلى التكتل الدفاعي أمام منطقة جزائه في شكل هندسي (4-3-2) ما سمح للاعبي البارسا بالسيطرة على الكرة واللعب داخل منطقة جزاء أتلتيكو، لدرجة أن قلبي دفاع البلو جرانا ماسكيرانو وبيكيه لعبا على بعد 30 مترا فقط من مرمى الأتلتي الأمر الذي يعطينا تصورا واضحا عن مدى تراجع الفريق الضيف.
الضغط الهجومي البرشلوني الهائل، على لاعبي أتلتيكو المتراجعين إلى منطقة الخطر أمام مرماهم أثمر عن هدف التعادل للويس سواريز الذي استغل كرة حائرة في الزحام ليحولها داخل المرمى، وقبله أضاع نيمار هدف محقق من تسديدة ارتدت من عارضة أوبلاك حارس أتلتيكو.
مع تمسك سيميوني بالتراجع الذي قد يكون مبررا بسبب النقص العددي، واصل البارسا سيطرته على اللقاء وسجل سواريز هدف الفوز من متابعة برأسه لعرضية داني ألفيش، وكان يمكن لميسي ونيمار وسواريز نفسه مضاعفة النتيجة لولا التسرع.
شاهد أهداف المباراة:
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز