هوس التجميل يدفع رجال الأردن إلى إجراء هذه العمليات
دراسة حديثة لوزارة الصحة الأردنية تبين تفوق الرجال على النساء في ارتياد مراكز التجميل بنسبة وصلت إلى 51 % مقابل 49 % للنساء.
لم تعد عمليات التجميل في الأردن حكراً على النساء فقط، بل تشهد عيادات التجميل أيضاً وجود الرجال بشكل لافت. فمنهم من يطلب أن يصبح أنفه نموذجاً مطابقاً لفنان مشهور، ومنهم من يتأفف من كرشه الذي أصبح عبئاً على مظهره العام ويريد إزالته ليصل إلى الصورة التي يريدها، وأمنيات أخرى يقف طبيب التجميل أمامها ليرى هل توافق المنطق أم لا!
يقول حسن دويك، مهندس مدني عمره 29 عاماً، يعمل في شركة الخريسات للعقارات: " ليس من المخجل أن يذهب الشاب إلى طبيب تجميل ليحسن من مظهره، فكلنا نحب أن نظهر بشكل جميل، وهذا لا يقتصر فقط على النساء. لقد خضعت لعملية تجميل لأصحح مظهر أنفي الذي كان منحنيا والآن أشعر بالرضى. لا أنكر أنني سمعت العديد من التعليقات من الأشخاص المحيطين بي، ولكنني مقتنع أن ما فعلته صحيح ولا يتنافى مع القيم".
يتابع: "نحن شعوب مصابة بالانفصام، فيرفضون ذهاب الشاب للعيادة التجميلية، في حين لو ذهب أي شخص إلى صالون حلاقة لوجد أن الشباب يعملون على تنظيف البشرة والاهتمام بالشعر وعمل الماسكات وقصص كثيرة وكل هذه تصب في باب الجمال، في الحقيقة عندما عملت عملية أنفي وصححت انحراف الوتيرة الذي به. شعرت بالثقة بالنفس.
أنا ضد العمليات التي تغير الشكل كلياً لكن مع التصحيح الذي يحسن".
تأثير الإعلام
أما نائل رضوان، مدرس عمره 35 عاماً، يدرس مادة اللغة الإنجليزية في مدرسة النخب الخاصة، فيقول إن الشباب عامة سواء الذكور أم الإناث مصابون بحمى الشهرة، ويضيف: "التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي وكل وسيلة تبث صورة أثرت بشكل كبير على عقلية الشباب وغيرتها من خلال المسلسلات والأفلام والدعايات، فهذه الوسائل بينت أن النجم له مواصفات خاصة من جسد رشيق وقياسات محددة.
ومن هنا بدأ الشباب بالاتجاه للعيادات التجميلية لتحسين أشكالهم وينفقون ساعات من يومهم للتفكير كيف يبدون بالشكل الأجمل انطلاقاً من اختيار الملابس إلى العمليات التجميلية. ولم يعد هنالك حاجز اجتماعي يقف ضد هذه العمليات كما كان سابقاً. واليوم نلاحظ وجود برامج متخصصة تعرض على الشاشات لتحسين الشكل وخضوع لعمليات عدة ومشاركة الإناث والذكور على حد سواء".
تزايد عمليات التجميل
الأستاذ المشارك في جراحة التجميل والترميم والحروق، الطبيبة بارقة صلاح من مستشفى الجامعة الأردنية، تجد أن الحواجز التي كانت تمنع الرجال قديماً من زيارة طبيب التجميل، باتت الآن أقل، وتشهد عيادات التجميل زيارات واضحة للرجال، فيما تلجأ النساء للتجميل بشكل صريح ودون تردد منذ زمن.
وأشارت إلى أن أكثر العمليات التي تستقطب النساء، عمليات شفط الدهون من مناطق جدار البطن الأمامي والخواصر والأرداف، ثم إزالة الجلد والدهون المترهلة من جدار البطن، خاصة بعد عمليات الولادات المتكررة، وتكبير الثدي باستعمال أجهزة السيلكون وعمليات تصغير الثدي من أعمار مختلفة، وبعد ذلك تجميل الأنف وشد الوجه، وإعطاء مادة البوتكس والفيلر والكولاجين، وعمليات شد الجفون العلوية والسفلية.
في حين أن أكثر عمليات التجميل التي يلجأ إليها الرجال هي عمليات تجميل الأنف، وإزالة منطقة الكرش، وشفط الدهون.
وتقول: "لا يوجد عمر محدد لدى النساء اللواتي يراجعن عيادات التجميل، فمن عمر المراهقة إلى سن السبعينيات. في حين أن الرجال معظمهم في سن تتراوح بين الثلاثين والأربعين، والطبيب التجميلي لا يناقش المريض فيما يرغبه إلا إذا كان طلبه خارج المنطق. وهذه هي سياسة طب التجميل عالمياً. ففي عام 2015 تراوحت عمليات التجميل ما يقارب 350 عملية في مستشفى الجامعة فقط. وهذا مؤشر يدل على ازدياد عمليات التجميل ومدى تقبل الناس لها. وهذه العمليات لا يعمل التأمين الصحي على تغطية متطلباتها وبالتالي فالدفع يكون شخصيا وهذه العمليات مكلفة. وهو رقم جيد إذا علمنا أن مستشفى الجامعة مستشفى جامعي حكومي. مع العلم أن الناس بالعادة يتوجهون للقطاع الخاص للعمليات التجميلية".
المتابعة الدائمة
وتحذر الدكتورة بارقة صلاح من وجود مضاعفات قد تصيب أي مريض يخضع لأي جراحة سواء أكانت تجميلية أم غير ذلك، وهي الخوف من إصابته بالنزيف، التهابات الجروح، وأيضاَ ظهور تجمع دموي تحت الجلد.
أما فيما يخص الجراحة التجميلية فتقول إن الخوف يكمن في عدم التماثل في الجهات التي خضعت للجراحة، فمن الممكن تكوين ندب سيئة، أو عدم قناعة المريض بالنتيجة التي حصل عليها.
وأثبتت الدراسات العلمية أن المواد التي تستخدم في العمليات التجميلية كالسيلكون والبوتكس وغيرها، مواد آمنة. وعلى المدى البعيد لا يوجد لها أي أثر سرطاني أو أمراض مزمنة، لكن هذه المواد لا تدوم طوال العمر، فجهاز السيلكون الذي يستخدم لتكبير الثدي يدوم لـ7 سنوات، وهناك نوع دائم لكن لا ينصح به طبياً. أما مادة الفيلر والبوتكس فتدوم لمدة تتراوح بين 6 و9 أشهر، ويجب مراجعة الطبيب بعد انتهاء هذه المدة.
دراسة
وتبين دراسة حديثة لوزارة الصحة الأردنية تفوق الرجال على النساء في ارتياد مراكز التجميل بنسبة وصلت إلى 51 % مقابل 49 % للنساء في عدد من مراكز التجميل في الأردن.
وتبين الدراسة أن المقبلين على عمليات التجميل من كافة الفئات العمرية، وترتفع بين الثلاثين والخمسين وأكثرهم من حملة الشهادات العلمية العليا. وتشير الدراسة إلى أن نسبة من يشكون من بعض التشوهات الخلقية وآثار الحوادث والحروق لا تتجاوز 20 % لتبقى النسبة مرتفعة عن الأعوام السابقة ليتنافس الذكور والإناث على عمليات شفط الدهون وشد الترهلات وشد الجفون واستخدام السيلكون بذات النسبة تقريبا، وفي بعض الحالات تجاوزها عن الإناث لدى الذكور.
كما تبين الدراسة أن أهم العمليات التي يقدم عليها الرجال مرتبطة بشفط الدهون لتقليل الوزن ويتم شفط الدهون غالبا من منطقة البطن والفخذين والأرداف، تتلوها مباشرة عملية شد الترهلات والهدف منها شد كافة الترهلات الموجودة في الجسم بعد إنقاص الوزن وإعطاء الجسم شكله المتناسق والطبيعي دون وجود أي زيادة أو ترهلات.
أما المرتبة الثالثة في عمليات التجميل لدى الرجال فهي تصحيح الأنف وهي عملية تجميل كما يشير الأطباء هدفها تجميل المنطقة وإعطاء الأنف شكلا أكثر جمالا، وعدد منهم الهدف منه هو تعديل تشوه خلقي .
aXA6IDMuMTQwLjE5Ny4xNDAg جزيرة ام اند امز