هوس التجميل يصيب رجال الخليج.. والسعوديون في الصدارة
55 % يذهبون للعيادات.. ونساء يردن وجه "أنجلينا جولي"
رغم أن السعوديين تصدروا قائمة المقبلين على عمليات التجميل بـ55%، إلا أنَّ الرجل في الإمارات جاء تاليًا له بنسبة 40%، ثم الكويتي بـ30%.
ليس غريبًا أن تذهب النساء في السعودية إلى عيادات التجميل، حتى وإن طلبت أن يحصلن على وجه النجمة العالمية "أنجلينا جولي"، وهذا حدث بالفعل، لكن تكمن الغرابة في مزاحمة الرجال لهن في عيادات التجميل، حيث أشارت الجمعية الدولية للجراحة التجميلية إلى أنَّ نسبة إقبال الرجال السعوديين على عيادات التجميل بلغ 55% لعام 2015، حيث يخضعون للإبرالتجميلية، من بوتكس أو الفلرز أو الليزر، التي تتعلق بتحسين البشرة، وسحب دهون، وتجميل الأنف، وتقشير الجلد، وإزالة الشعر بالليزر.
ولا يقتصر الأمر على الرجال في السعودية فقط، بل أصبحت نسب الإقبال مرتفعة في دول الخليج، رغم أن السعوديين جاءوا في أول المقبلين على التجميل بـ55%، إلا أنَّ الرجل في الإمارات جاء تاليًا له بنسبة 40%، ثم الكويتي بـ30%
اقتربت "العين" أكثر من عالم تجميل الرجال، فدخلت إحدى هذه العيادات، وشاهدت شبابًا في غرفة الانتظار، لديهم موعد مع خبيرة التجميل من أجل تحسينات في الوجه والجسد، وما بين من قبل الحديث وبين الرفض، قال الشاب سلطان عسيري: "أجريت عملية تكميم في المعدة، وحصل لي في بعض مناطق بجسمي ترهل، فاحتاج إلى عملية تجميلية بالليزر، بجلسات مستمرة حتى تختفي الترهلات".
أمَّا محمد القحطاني، فقد رفض في البداية التجاوب معنا، ثم بعد محاولة إقناع قال: "شكلي وأنا نحيف الجسد أثَّر على خدودي، وأريد إبراز خدودي بإبر الفلرز، حتى تصبح بارزة في وجهي"، مضيفًا: "أعلم أنَّ هذا الأمر تفعله النساء، لزيادة جمالهن، لكن لا يمنع حتى نحن الرجال نتجمل، فالله جميل يحب الجمال".
عيادات قليلة
أكَّد استشاري الجلدية والتجميل الدكتور سلمان الحربي إقبالاً كبيرًا من الرجال على عمليات الجميل، وقال: "رغم تزايد الإقبال على هذا المجال من هذه الفئة، إلا أنَّ عدد العيادات المتخصصة قليلة، وإن العمليات الجراحية التجميلية الأكثرشيوعًا عند الرجال هي "شفط الدهون" وتكبيرعضلات المعدة "سيكسباكس-Six Packs"، وتصغير الثدي وشد البطن، بينما النساء يهتممن بإعادة تشكيل الثدي، وعمليات تجميل الوجه".
وعن المخاطر التي قد تنتج من عمليات التجميلي قال الحربي: "النزيف والعدوى، قد يكونان من أهم مخاطر عمليات التجميل، ولتفادي هذه المخاطر، لا بد من اختيار العيادة والطبيب الجيد".
وأوضح أنَّ بعض العمليات التجميلية يتمّ إجراؤها للرجال من دون عملية جراحية، بل بواسطة "البوتوكس"، حيث يستعمل لإزالة التجاعيد، وإرخاء العضلات في مناطق محددة من الوجه كالخطوط العمودية الناتجة عن العبوس والتجاعيد حول زاويتي العينين، وهذه التقنية تجعل البشرة تبدو شابة، وحقن البوتوكس بواسطة إبرة رفيعة مباشرة في العضل المنقبض، أو في منطقة التجاعيد، وتظهرالنتائج في غضون ثلاثة أيام أو خمسة، و"الفلرز" أيضًا لتكبير الخدود وتصليح الأنف ونفخ الشفاة.
وأشار إلى أنَّ هذه الحقن في متناول عدد كبير من الأشخاص لسعرها المناسب، حيث لا تتجاوز الألف ريال.
مطالب غريبة
عن بعض المطالب الغريبة التي تطلب في عيادات التجميل يقول الحربي: "أفاجأ بطلبات غريبة مبالغ فيها، مما يحتم علي توجيه طالبيها إلى أطباء نفسيين، لمناقشة مشاكلهم، وإنَّ بعض الأشخاص تراودهم وساوس وهواجس، تدفعهم إلى طرق بوابة التجميل والتقويم، لإيجاد حلول لمشاكلهم، وتكون في غالبها مشاكل نفسية لا غير، أمَّا السيدات فبكثرة يحضرن، يردن وجه "أنجلينا جولي"، وطبعًا نرفض طلبهن، وأيضًا من الرجال يريدون تحسين مظهر زوجاتهم، ليكنّ أكثر شعورًا بالرضا عنهن، ومعظم الأحيان الزوج هو الذي يختار حجم الثدي لزوجته، أو يطلب تغييرًا لبعض ملامح زوجته لفنانة معينة".
وأكَّد الحربي أنَّ العديد من جراحي التجميل يؤكدن أنَّ لديهم الكثير من المرضى الذكور، لذلك فإنَّ أكثرمن 80٪ من الرجال الذين يخضعون لجراحة التجميل هم رجال ناجحون جدًا في الحياة المهنية والعملية.
الشرع: حسب نوع العملية
أوضح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد بقسم الشريعة وأصول الدين، الدكتور محمد أبو العينين، رأي الشرع في عمليات التجميل للرجال فقال: "بحسب نوع العملية، والمقصود منها، فإن كانت الجراحة التجميلية للضرورة، كإزالة عيوب ناتجة عن حروق أو عيوب خلقية، فإنَّها جائزة ولا حرج فيها، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم أذن لرجل قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفًا من ذهب، أمَّا الجراحات التحسينية لمظهر، مثل تجميل أنف أو شفط الدهون، وغيرها، فإنها ليست من ضمن الضروريات، بل هي من تغيير لخلق الله، لأن طالب هذه العمليات يريد زيادة الحسن، وهو محرَّم، وقد قال الله تعالى: "وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ"، والتجميل الزائد ليس من أجل إزالة العيب، بل لزيادة الحسن، وهو محرَّم لا يجوز، سواء للرجل أم المرأة".
ضعف شخصية وعدم ثقة
بيَّنت الإخصائية النفسية صباح الزهار أنَّ من المعتاد قيام المرأة بتحسين جمال وجهها، بل وتركض خلف عمليات التجميل للجمال، مستدركة: "لكن أن يسير الرجل على نفس هذا الطريق، فإنَّه أمر غريب، إن كان لأمور تخص المرأة مثل نفخ الشفاة أو تكبير الخدود أو غيرها، وفي الطب النفسي نفسر ذلك أنَّه دلالة واضحة على ضعف الشخصية، وعدم الثقة بالنفس، إذا كانت دون حاجة حقيقية لها، فنجد أنَّ أسلوب الأهل في معاملة أبنائهم والتركيز على الأخطاء، أو على العيب الذي فيه، دون تشجيعهم، وتأسيسهم على مبدأ الثقة في النفس، يجعل الشاب يحاول تقليد الآخرين، ليصنع لنفسه إمكانيات غير متوفرة فيه، للفت انتباه الآخرين إليه، وحتى لو أجرى الشاب عملية التجميل، فإنَّه لن يرضى عن نفسه أيضًا؛ لأنَّ عامل الثقة معدوم لديه، لذلك في مستشفياتنا بعيادة التجميل عندما نرى رجلاً يطلب عملية تجميلة غريبة أو أحيانًا يطلب وجهًا لممثل أو فنان، فيتم إحالته فورًا عياة الطب النفسي، بحيث نبدأ معه جلسات نفسية، لنعرف منه سبب هذه الأفكار، أو اللجوء لهذه العمليات التي تغير من رجولته، فتتم معالجته".
aXA6IDMuMTQ1LjMzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز