لماذا تتخوف حماس من المبادرة الفرنسية؟
خبراء يكشفون لبوابة "العين" عن الأسباب الخفية لهجوم حماس على المبادرة الفرنسية.
انتقد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق ما وصفه بـ"السعي الشديد للسلطة الفلسطينية وراء المبادرة الفرنسية"، قائلًا: "هناك أشيـاء عصية عن الفهم، ليس لصعوبتها، ولكن لعدم منطقيتها، مثل المبادرة الفرنسية والتي تؤيدها السلطة الفلسطينية".
وتساءل أبو مرزوق في تدوينة على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن كيفية دعوة السلطة لمؤتمر دولي لا تؤيده الأطراف الرئيسة (أمريكا، روسيا، الصهاينة).
من جانبه قال الدكتور منصور عبد الوهاب، المترجم السياسي السابق للغة العبرية بمؤسسة الرئاسة المصرية، إن قيادات حماس لا تستطيع الخروج عن المنظومة العامة التي تتبع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والتي تتمثل في عدم الحديث عن عملية السلام أو مبادرة تخرج عبر قنوات مغايرة لهما.
وأكد عبد الوهاب في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية، أن حماس تريد إفساد أي مبادرة سلام في الشرق الأوسط تكون خارج المظلة الأمريكية حتى إذا كانت لصالح دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأشار المترجم الرئاسي السابق إلى أن حماس ترفض المبادرة الفرنسية نظرًا لأنها تتحدث مع السلطة الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني ولهذا يشعر قيادات الحركة بالتهميش.
وكشف عبد الوهاب عن وجود تنسيقات بين حركة حماس وإسرائيل في النواحي الأمنية والسياسية، لا سيما استخدام حماس للضغط على الفصائل الموجودة في قطاع غزة الفلسطيني، قائلًا: "حسب معلوماتي يقوم الموساد بالاتصال مع قيادات حماس عند قصف مبنى أمني أو إداري تابع للحركة؛ حتى تتم عملية الإخلاء لتقصف الطائرات الإسرائيلية المبنى المتفق عليه جزئيًّا"، مؤكدًا أن أي قصف يستهدف قطاع غزة يصب في مصلحة حماس نظرًا لأن الحكومة الإسرائيلية تهدف إلى إيصال رسالة للمستوطنين بأن أي صاروخ يتم إطلاقه من القطاع يرد الجيش الإسرائيلي عليه، أما مصلحة حماس فتتلخص في أنها مع كل قصف إسرائيلي تخرج وسائل الإعلام التابعة لها لتزعم أن الحركة تصمد تحت النيران الإسرائيلية.
وأكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، أن المبادرة الفرنسية حتى الآن لا تزال في طور الأفكار، وأن المؤتمر سينعقد في شهر يونيو المقبل لوضع الرؤى والتفاصيل التي ناقشها مجلس الأمن، ما سيؤدي إلى فشل أي خطوة لتوقيع حماس اتفاقية سلام مع إسرائيل.
وأوضح الرقب لبوابة "العين" الإخبارية، أن حديث الحركة بالرفض ينبع من تخوفها أن تؤثر المبادرة على مشروعها، مشيرًا إلى أن حماس تريد دعوتها كممثل للفلسطينيين، ولكن من يُدعى في مثل هذه المبادرات أو الاتفاقات هي الجهات الرسمية، وإذا كانت قيادات الحركة تعتقد غير ذلك فإنهم "واهمون"، وحسب الاتفاق فإن من يدير المفاوضات بشكل مطلق هي منظمة التحرير الفلسطينية، أما حماس فتحاول أن يكون لديها دور، وهذا بعيد تمامًا عن المنطق.
وتنص البنود الأساسية للمبادرة الفرنسية على العودة إلى حدود عام 1967 بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين، تحديد مدة عامين حدًّا أقصى أمام المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نهائي، مواكبة دولية لعملية السلام، مع ترك المفاوضات لإسرائيل والفلسطينيين، المبادرة ليست لصنع السلام ولكن دفع هذه الأطراف نفسها لتصنع السلام، ورعاية المفاوضات من قبل مجموعة دعم دولية تضم دولًا عربية والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zIA== جزيرة ام اند امز