فنان في الـ17 يروي تاريخ شعبه وتطلعاتهم للحرية
فنان فلسطيني في الـ17 من عمره يروي قضيته بلوحات فنية يدحض فيها فكرة المحتل أن الآباء يموتون والأبناء ينسون..
تثبت 47 لوحة فنية للفتى سليمان شاهين أن المعاناة التي يحياها الفلسطيني لا يمكن أن تنسي الجيل الناشئ قضية شعبه الممتدة منذ 68 عاماً، ولا يمكنها أن تقتل روح التحدي لواقع الاحتلال وممارساته، التي تحاول استهداف الطفولة الفلسطينية بالقتل والاعتقال والإبعاد وتدمير بيت الأهل.
شاهين ابن 17 عاماً، لم ينسى قرية "القبيبة" بمدينة الرملة التي هجرها جده تحت وقع الهجمات الإرهابية الصهيونية عام 1948، متجهاً إلى خان يونس جنوب قطاع غزة، فكان لقريته الأصلية ومسار هجرة الأجداد والآباء نصيب من رسوماته.
لوحات فنية تروي تاريخ شعب فلسطين وآلامه على مدار قرن من الزمان، وتبث هموم أطفاله ونسائه وشيوخه للعالم، وتعكس الآمال العريضة لجيل فتي يتمرد على الواقع، ويحاول أن يخترق المستقبل متحدياً الاحتلال ومعيقاته.
كل لوحة من لوحات المعرض الـ47 تعبر عن فكرة معينة، عن زمن معين ، عن حدث كامل، " إنها تحكي تاريخ الشعب وتثبت جغرافيته على هذه الأرض" يقول سليمان لبوابة "العين".
بدأ سليمان شاهين، الرسم في بيت ذويه وهو في سن الطفولة المبكرة، قبل أن ينمي تلك الموهبة في المدرسة، ليجد في نفسه القدرة على تطوير الموهبة، فيلتحق بداية العام 2012 في ورش عمل حول الرسم، ومن ثم شق طريقه، وطوع الريشة، حتى رسم 120 لوحة فنية.
"أحاول عبر ريشتي نقل معاناة وهموم شعبي لتصل للعالم بشكل حضاري وبلغة جمالية تفهمها كل شعوب العالم ، وتحدث التأثير في نفوسهم لمناصرة قضايا شعبنا وتطلعه للحرية"، يقول الفنان الفلسطيني.
ويضيف أن المعرض حمل فكرة جديدة متحررة عن الأفكار التقليدية؛ فناقشت العديد من الموضوعات منها: معاناة الأطفال في فلسطين والأطفال المظلومين في كل العالم، واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الأعزل، وتطرقت للهوية الفلسطينية من خلال التراث.
تركز لوحات سليمان على معاناة الأطفال الفلسطينيين، وعكس خلالها تجربته الخاصة والتي حرم فيها من طفولته بسبب الأوضاع القاسية التي يكابدها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء الحروب الثلاثة التي تعرض لها خلال السنوات الثمانية الأخيرة، فضلاً عن الحصار الإسرائيلي منذ عشر سنوات.
جذب جمهور المعرض لوحة الطفل الفلسطيني أحمد مناصرة ومن حوله كلاب تحاول أن تنهش جسده المصاب، وهو ينزف دماً وملقى على أرض القدس.
وكانت قوات الاحتلال قد أطلقت النار على أحمد مناصرة (14 عاما)، مما أدى إلى إصابته بجراح خطيرة واستشهاد ابن عمه حسن (15 عاما) في 12 أكتوبر الماضي بزعم طعنهما مستوطنين اثنين في مستوطنة "بسغات زئيف" شمال القدس المحتلة.
أكثر من أسلوب
يرسم سليمان بأكثر من أسلوب ولم يتقيد حتى الآن بمدرسة معينة: " أرسم بالأسلوب السوريالي، والواقعي، والتمثيلي، والتكعيبي، وغيره"، وكذلك يستخدم خامات عدة في الرسم.
يحاول الفنان الفتى أن يجترح أسلوباً فنياً خاصاً به يميز أعماله الفنية " من وسط المعاناة يولد الإبداع.. أنا مؤمن أنني في طريق لاختراع أسلوب فلسطيني خاص يعكس واقعنا ويرويه للعالم".
لا يأبه سليمان للمعوقات التي تقف في طريق مئات الفنانين في غزة، ويؤكد أن تلك المعوقات دافع قوة وعزم لمواصلة مشوار النضال ومقارعة المحتل بالفن، ويقول " الحصار الإسرائيلي المطبق على غزة لن يحول دون تحليقنا في سماء العالم قريباً".
ويشير الفنان الفلسطيني إلى عرض إنتاجه الفني على مجموعة من الفنانين الفلسطينيين والعرب عبر "الإنترنت"، لافتاً إلى الدعم الذي يتلقاه من هؤلاء " هناك ثناء لإنتاجي الفني.. ودعم كبير أتلقاه من كبار الفنانين العرب والفلسطينيين".
ويؤكد سليمان أن الفنان الفلسطيني بحاجة إلى توفير دعم ورعاية لتطوير إبداعه ونشر فنه عبر المعارض المحلية والدولية، مشيراً إلى تكلفة المعارض الفنية التي لا يقدر عليها معظم الفنانين خصوصاً الناشئين منهم.
ولفت إلى أن إقامة معرضه يوم أمس الاثنين واليوم الثلاثاء جاء بدعم كامل من مؤسسة بناة الغد المهتمة برعاية المواهب الفنية والثقافية الفلسطينية في قطاع غزة.
aXA6IDMuMTM4LjEwNS40IA== جزيرة ام اند امز