وساطة إماراتية جديدة في الأزمة الأوكرانية.. أهمية خاصة
![وساطات الإمارات تفتح نافذة أمل لحل الأزمة الأوكرانية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/05/204-205408-12-emirati-mediations-to-resolve-ukraine-crisis_700x400.jpg)
وساطة إماراتية جديدة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا، تحمل أهمية خاصة في توقيتها ودلالاتها في ظل المستجدات الدولية.
وبموجب الوساطة الجديدة، نجحت الجهود الإماراتية في إتمام صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا شملت 300 أسير من الجانبين.
وبذلك، يرتفع عدد الأسرى الذين نجحت الإمارات في التوسط للإفراج عنهم خلال 5 أسابيع فقط، إلى 650 أسيرا، عبر 3 وساطات منذ 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، الأمر الذي يبرز الجهود الإماراتية المكثفة في هذا الملف.
أيضا تعد هذه ثاني وساطة إماراتية ناجحة لتبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا في 2025، حيث كانت الأولى في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.
وبالوساطة الجديدة يرتفع العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين منذ مطلع عام 2024، عبر 12 وساطة إماراتية، إلى 2834، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في تلك الأزمة.
3 أسباب
تحمل الوساطة الجديدة أهمية خاصة لأكثر من سبب من أبرزها:
تعد هذه أول وساطة إماراتية بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، وسط آمال للقيام بدور لإنهاء تلك الأزمة، الأمر الذي يعزز الجهود الدولية في تلك الصدد.
وأحيت عودة ترامب إلى البيت الأبيض إمكانية إجراء مفاوضات سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/شباط 2022.
وفي تغير بالموقف الأوكراني، أبدى الرئيس فولوديمير زيلينسكي مؤخرا استعداده للتفاوض المباشر مع روسيا قائلا: "إذا كان هذا الإطار الوحيد الذي يمكننا عبره جلب السلام لمواطني أوكرانيا".
وكان زيلينسكي قد واظب سابقا على رفض فكرة المفاوضات، مؤكدًا أنه يريد الانتصار على روسيا في ساحة المعركة.
وقبل يومين، كشف مصدران روسيان مطلعان لوكالة رويترز أن قمة قد تنعقد بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالمملكة العربية السعودية أو دولة الإمارات.
ولم يصدر تعليق رسمي من الدولتين على هذا الأمر.
يأتي ذلك في وقت صرّح فيه ترامب، في أكثر من مناسبة، بأنه يعتزم إنهاء الحرب في أوكرانيا في أقرب وقت ممكن، وأنه مستعد للقاء بوتين.
أيضا تحمل الوساطة أهمية خاصة كونها تأتي غداة احتفال العالم باليوم الدولي للأخوة الإنسانية، في وقت تتواصل فيه نجاح الدبلوماسية الإماراتية المتواصلة من أجل نشر السلام وتعزيز الأخوة الإنسانية.
واحتفل العالم بهذه المناسبة بعد قرار أممي صدر في ديسمبر/كانون الأول 2020، يعلن يوم 4 فبراير/شباط "يوماً دولياً للأخوة الإنسانية"، تقديراً وتخليداً للمبادرة التاريخية لدولة الإمارات بإطلاق وثيقة "الأخوة الإنسانية".
ووقّع هذه الوثيقة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، على أرض دولة الإمارات في مثل هذا اليوم عام 2019، برعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
وبالوساطة الجديدة، ترسخ دولة الإمارات مكانتها داعما رئيسيا لجهود تعزيز الأمن والاستقرار حول العالم من خلال دبلوماسيتها الإنسانية ومبادراتها التي تستهدف خير ونماء البشرية ونشر قيم الخير والسلام والتسامح والأخوة.
جهود دبلوماسية في مستهل عام جديد تعكس حرص الإمارات وعملها على أن يكون 2025 عام استقرار وأمن وازدهار لدول وشعوب المنطقة بأسرها، عبر تعزيز التعاون الدولي والعمل المتعدد الأطراف لتخطي مختلف التحديات.
أيضا تحمل الوساطة الجديدة أهمية خاصة كونها تتزامن مع مرور نحو 3 أعوام على اندلاع الأزمة الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، تقود دولة الإمارات جهودا سياسية ودبلوماسية لخفض التصعيد والدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول.
جهود قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بنفسه، حيث أجرى مباحثات عدة بشأن الأزمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارات متبادلة من الجانبين، كان أحدثها، زيارته لروسيا قبل 3 شهور.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال القمة التي جمعته والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو في 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي نهج دولة الإمارات الثابت في دعم العمل من أجل السلام والاستقرار في العالم بجانب دفع الحلول والمبادرات السلمية للنزاعات والصراعات.
تفاصيل الوساطة الجديدة
ونقلت وكالة رويترز عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن "روسيا وأوكرانيا تبادلتا اليوم الأربعاء 150 من أسرى الحرب من كل جانب بعد وساطة من الإمارات".
وأضافت أن "كل الروس المفرج عنهم موجودون حاليا في روسيا البيضاء حيث يتلقون رعاية نفسية وطبية".
بينما قالت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "اليوم، يعود 150 من جنودنا إلى ديارهم من الأسر الروسي. كان بعض الجنود في الأسر لأكثر من عامين".
وأضافت: "اليوم، بالنسبة لهم ولأحبائهم، هو يوم تاريخي يفوق سنوات الانتظار.. مهمتنا هي إعادة الجميع إلى ديارهم.. المجد لأوكرانيا".
حصاد الوساطات
وساطة جديدة تبرز إصرارا إماراتيا على دعم حل أزمة طال أمدها، الأمر الذي توج بنجاح وساطتها في إجراء 13 وساطة تبادل للأسرى بين البلدين، من بينها 10 خلال عام 2024 ووساطتين في 2025 كما يلي:
5 فبراير/شباط 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
15 يناير/كانون الثاني 2025
إنجاز عملية تبادل شملت 50 أسيرا مناصفة من الجانبين.
30 ديسمبر/كانون الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 300 أسير مناصفة من الجانبين.
18 أكتوبر/تشرين الأول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 190 أسيرا مناصفة من الجانبين.
14 سبتمبر/أيلول 2024
إنجاز عملية تبادل شملت 206 أسرى مناصفة من الجانبين.
24 أغسطس/آب 2024
استعادة روسيا 115 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى من روسيا.
17 يوليو/تموز 2024
استعادة روسيا 95 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من الأسرى.
25 يونيو/حزيران 2024
صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا أدت إلى إتمام عملية تبادل أسرى حرب شملت 180 أسيراً من كلا الجانبين.
31 مايو/أيار 2024
استعادة روسيا 75 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
8 فبراير/شباط 2024
استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد أسرى مماثل من روسيا.
31 يناير/كانون الثاني 2024
عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا لعدد مماثل من أسراها من روسيا.
3 يناير/كانون الثاني 2024
وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.
4 فبراير/شباط 2023
وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
وإضافة لتلك الوساطات، نجحت وساطة إماراتية في ديسمبر/كانون الأول 2022 في تبادل مسجونين اثنين بين الولايات المتحدة وروسيا.
aXA6IDMuMTcuNzUuOCA=
جزيرة ام اند امز