معارض سوري لـ"العين": إفشال الهدنة خطة نظام الأسد للبقاء بالحكم
العميد السوري المنشق، أحمد رحال يرى في حديث خاص لـ"بوابة العين" أن إفشال الهدنة في سوريا هي خطة لنظام الأسد للبقاء بالحكم.
يواجه اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا ضغوطا متزايدة اقتربت به من حافة الانهيار، خلفها ما يشنه النظام السوري مؤخرا من معارك طاحنة مدعوما بسلاح الجو الروسي، لا سيما في شمال حلب وفي الغوطة الشرقية بدمشق.
وأثار اشتداد حدة المعارك هذه قلقا دوليا حول مصير الهدنة المعلنة منذ نحو سبعة أسابيع، حيث أعربت واشنطن عن "قلقها البالغ" أمام المجموعة الدولية لدعم سوريا حيال معلومات عن هجوم يشنه النظام السوري قرب حلب، بدعم روسي، واعبرته انتهاكاً للاتفاق.
كما عبرت فرنسا عن قلقها بشأن تصاعد العنف في سوريا، في تصريح صحفي لوزير خارجيتها رومان نادال، محذرا من أن يشكل الهجوم الذي يشنه النظام وحلفاؤه على حلب والغوطة الشرقية تهديدا لوقف العمليات القتالية.
كذلك قالت إيران إن زيادة الانتهاكات لوقف إطلاق النار قد تضر بالعملية السياسية (محادثات السلام) بعد يوم من قول روسيا إنها طلبت من الولايات المتحدة الكفّ عن حشد المقاتلين قرب حلب وهي كبرى المدن السورية حتى اندلاع الصراع في 2011.
مخاوف المجتمع الدولي من انهيار الهدنة في سوريا ترافقت مع تحذير مماثل من قبل صندوق الغذاء العالمي (WFP)، الذي يأمل بأن يستمر اتفاق وقف إطلاق النار، فهو بحسب نائب المدير الإقليمي للبرنامج ماثيو هولينغوورث، مهم جدا لأنه لم يمنح الناس القدرة على التسوق والحصول على المساعدة، بل "منحهم الأمل" حسب تعبيره.
لكن الأمل الذي يتحدث عنه نائب مدير صندوق الغذاء العالمي، ليس إلا سرابا بحسب ما يراه المحلل العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحال.
وفي حديث لـ"بوابة العين" الإلكترونية، مع العميد المنشق، قال "إن الهدنة المزعومة في سوريا هي ليست إلا هدنة إعلام وليس هناك أي تنفيذ فعلي لبنودها على الأرض، وبالتالي لايوجد هندة في سوريا نهائيا".
وأفاد رحال بأن النظام السوري نقض الهدنة منذ لحظاتها الأولى، وما سجلته الشبكة السورية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة وما تم الإبلاغ عنه عبر الخط الساخن الذي وضعه الروس والأمريكان، من خروقات لاتفاق وقت الأعمال القتالية، ينقض مسمى استمرار الهدنة أو خرقها من عين أصله، وما بتناقله الإعلام عن استمرار الهدنة والخوف من خرقها هو ليس إلا "حفظا لماء وجه أمريكا وروسيا ليس إلا".
وشرح رحال أن الوضع على أرض الواقع مختلف تماما، حيث مع استمرار ما يسمى باتفاق وقف الأعمال القتالية يشهد كل من جبل الأراد وجبل التركمان ومناطق من جنوب حلب معارك تشارك فيها قوات الأسد والميليشيا التابعة له، إلى جانب قصف عنيف للطيران لمدينة أدلب وماحولها ولطريق الكاستيلو ومنطقة الملاح وحندرات في شمال حلب، ولتيرمعلة والغنطو وتلبيسة في الشمال الشرقي لحمص، ولسهل الغاب وغوطة دمشق واليادودة وجنوب درعا وأغلب المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وعن هدف النظام السوري لخرق الهدنة، قال الخبير العسكري "إن نظام الأسد وإيران التي يعمل وفقا لأجندتها هما على يقين تام أن أي حل سياسي سيطيح في مضمونه بنظام الأسد، مهما كان مجحفا بحق قوى المعارضة، لذا النظام يسعى جاهدا لإفساد الهدنة والوقوف أمام الحل العسكري فقط لا غير، والذي هو خياره الاستراتيجي للبقاء في السلطة، وخير دليل على ذلك اقحام اللواء 65 التابع للقوة البرية للجيش الإيراني في القتال في سوريا قبل أسبوع".
وبالحديث عن محادثات السلام الدائرة في جنيف حاليا، يرى رحال أنها مجرد إضاعة للوقت وهدفها ملء الفراغ ريثما ينضج الحل النهائي، واصفا أن الحل لن يكون في جنيف نهائيا، حيث لا توجد أي وسيلة ضغط على النظام السوري تجبره على الرضوخ لمبادئ جنيف 1 ولقرارات مجلس الأمن بشأن سوريا.
وختم رحال أن حل القضية السورية سيتخمّر لحظة توصل كل من واشنطن ومن خلفها إسرائيل وموسكو وطهران والرياض إلى اتفاق مشترك يرضي جميع الأطراف ويصب في مصلحتهم بالدرجة الأولى، هذا الاتفاق سيعبّد الطريق إلى جنيف وستذهب الوفود الممثلة لأطراف النزاع للتوقيع على بنوده فقط وليس لمجرد التشاور كما يحدث الآن على الطاولة السويسرية
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز