دبلوماسيون لـ"العين": تدخل مصر في ليبيا "ورقة ضغط"
دبلوماسيون مصريون وليبيون يقولون في أحاديث منفصلة لـ"العين"، إن تدخل مصر عسكريًا في ليبيا "ورقة ضغط لم تُطرح".
البديل السلبي لعدم دعم حفتر، هو قيام دول أخرى بذلك"، هكذا قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، فاتحًا باب التكهنات أمام ما إذا كانت القاهرة بصدد التدخل العسكري في ليبيا، أم أن الأمر لا يعدو مجرد تلويح بورقة الضغط من أجل دفع المجتمع الدولي لدعم للجيش الليبي الوطني.
لكن دبلوماسيين مصريين وليبيين حسموا الأمر، في أحاديث منفصلة لبوابة "العين"، بقولهم إن تدخل مصر عسكريًا في ليبيا ورقة ضغط لم تُطرح بعد، لكنها تبقى سيناريو متوقعًا في المستقبل، إذا دعت الحاجة إليه عبر طلب مباشر من حكومة الوفاق الوطنية، كبوابة شرعية تمثل مطالب الشعب الليبي.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية، السفير أحمد أبو زيد، في تصريح خاص لبوابة "العين"، إن موقف مصر واضح حيال الأزمة الليبية وهو دعم حكومة الوفاق الوطني وتشجيع مجلس النواب على منحها الثقة (مقررة الأسبوع المقبل)، بالإضافة إلى دعوة المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للجيش الليبي للقيام بدوره الذي تدعمه فيه القاهرة.
وردًا على سؤال بشأن ما إذا كانت القاهرة ألمحت مؤخرًا إلى إمكانية التدخل العسكري، رفض المسؤول المصري التعليق، مكتفيًا بالقول إن أي تدخل خارجي هو شأن ليبي؛ حيث إن التدخل في ليبيا لا يكون إلا بمطلب من حكومة الوفاق الليبي.
وعلى العكس من المتحدث باسم الخارجية، قال دبلوماسي مصري، لـ"العين" شريطة عدم ذكر اسمه، إن الرئيس المصري لم يقصد إمكانية التدخل في ليبيا، لكنه قصد بذلك أن دولًا أخرى قد تتدخل في ليبيا للقيام بما لا يفعله المجتمع الدولي من دعم للجيش الليبي الوطني، مستبعدًا أن تقوم القاهرة بذلك في الوقت الحالي.
وأضاف المسؤول الدبلوماسي، المطلع على الملف الليبي بين القاهرة وطرابلس، أن هذا الأمر طُرح مرارًا وتكرارًا في دوائر صنع القرار وكان حسمه بأن لكل فعل رد فعل، ولكل حادث حديث، في إشارة لإمكانية التدخل مستقبلًا.
وكان خبراء عسكريون مصريون قالوا لـ"العين" في تصريحات سابقة، إن هناك سببين قد يدفعا القاهرة لتغيير موقفها المعلن بشأن التدخل العسكري؛ الأول يتعلق بمطالبة الليبيين أنفسهم بالتدخل، والثاني إذا وجدت القاهرة ما يهدد أمنها القومي.
اللافت في الأمر هو موقف حكومة الوفاق والجيش الليبي اللذين شدد ممثلان عنهما -في تصريحات خاصة لبوابة "العين"- على رفض التدخل العسكري بأي صورة كانت، مطالبين فقط بتزويدهم بالدعم اللوجستي.
وقال أحمد حمزة، عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق -لبوابة "العين"- إن الحكومة، برئاسة فايز سراج، لن تطلب نشر قوات أجنبية من أي دولة باستثناء تقديم المساعدات اللوجستية.
كذلك قال مسؤول عسكري بالجيش الوطني الليبي، العقيد أحمد المسماري، لبوابة "العين": نحن ضد أي تدخل مباشر في ليبيا، والجيش الوطني الليبي قادر على حسم المعركة.. فقط نحتاج لمدادنا بالسلاح.. ومن أراد الوقوف معنا حقًا يمدنا بالدعم اللوجستي.
ولم يعقب المسؤولان على ما وصفته وسائل إعلام عربية ومصرية بأنه تلميح من القاهرة بالتدخل العسكري، لكنهما عبرا عن استعدادهما لاستقبال دعم القاهرة في تدريب القوات الليبية.
وهو حديث يوافق ما ذهب إليه، الإثنين، وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند حينما صرح أن تدريب قوات ليبية داخل ليبيا أو في دولة مجاورة لها "إذا كانت الظروف ملائمة" سيحقق نجاحًا أكبر من محاولة إقامته في دولة أوروبية.
غير أن اللواء حمدي بخيت، الخبير الإستراتيجي وعضو مجلس النواب المصري، قال إن هناك دولًا مجاورة أخرى بخلاف مصر، متفقة على محاربة الإرهاب، مضيفًا أن القاهرة لن تمانع من تدريب القوات الليبية، لكن العبرة، بحسب قوله، من يدفع تكلفة هذا التدريب؟ في إشارة إلى ضرورة الدعم الأوروبي للتدريب.
وأضاف الخبير الإستراتيجي: في حال تحمل أوروبا تكلفة التدريب نرحب به.. ولا ننسى أن التدريب يأتي في إطار اتفاقيات بين دولتين، وبناءً على طلب الدولة نفسها (ليبيا).
وتابع: كلمة المفتاح هي أن تطلب الحكومة الليبية منا التدريب أو التدخل.. عندما ذهبنا إلى اليمن كان هناك طلب من الحكومة الشرعية وكذلك في ليبيا.. لدينا قيم معينة لا نتعداها.
ولأن سيناريو التدخل العسكري في ليبيا غير مرتبط بالقاهرة وحدها، لا سيما بعد حديث الناتو عن استعداده للقيام بذلك، سلطت الصحف البريطانية الضوء على موقف بريطانيا حيال الأمر تزامنًا مع زيارة وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لطرابلس ولقاء حكومة الوفاق البريطاني.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية، الإثنين، إن الحكومة البريطانية تواجه ضغوطًا جديدة للإفصاح عن أي خطط لديها لنشر قوات إلى ليبيا بعد أن تم الكشف عن خمس عمليات أمنية دولية منفصلة في الداخل الليبي.. حيث هناك احتمال كبير أن تقوم القوات البريطانية بتلك المهام، ويعتقد أن يصل حجمها إلى 1000 جندي، بحسب الصحيفة.
من جانبها، كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، الإثنين، أن مسؤولي الدفاع البريطانيين وضعوا خططًا لدعم حكومة وحدة وطنية في ليبيا.
ووفق الصحيفة، قام نائب المارشال الجوي إدوارد سترينجر، بالطيران إلى روما ليوصل رسالة مفادها أن القادة في المملكة المتحدة قد ينشرون ما يصل إلى 1000 جندي لدعم قوة من الناتو قوامها 6000 جندي تقودها إيطاليا لنشرها على الأراضي الليبية.
لكن جريدة "ذا صن" البريطانية، نقلت عن مصادر لم تسمها، أن المسؤولين في وزارة الدفاع البريطانية يصرون على أنه لا يمكن إعطاء دور قتالي للقوات التي ستنشر في ليبيا، وقال مصدر آخر في وزارة الدفاع البريطانية إنه "ليس من الواضح بعد ما إذا كان هذا التدخل إشرافيًا أم قتاليًا".
وعلق على ذلك عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، أحمد حمزة، لـ"العين": نقول بوضوح لا وجود لقوات بريطانية على أراضي ليبيا، كما أنه لا توجد خطط لنشر قوات في ليبيا.. ونحن لن نطلب نشر قوات، حتى عندما دخلنا إلى طرابلس كان من خلال زورق ليبي ولم نطلب أن يصحبنا أحد في عملية الدخول فكيف ونحن على الأرض الآن.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA== جزيرة ام اند امز