صحف الخليج تستبق "قمة الرياض": "تطمينات أوباما" لم تعد تكفى
صحف الخليج الصادرة اليوم استبقت قمة الرياض الخليجية الأمريكية المقررة، بعد غد الخميس، بالتعبير عن "خيبة أمل" من سياسات وقرارات
استبقت صحف الخليج، الصادرة اليوم الثلاثاء، القمة الخليجية - الأمريكية المقررة، بعد غد الخميس، بالتعبير عن "خيبة أمل" من سياسات وقرارات إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر دورتين من رئاسته إزاء المنطقة، وانتقاد "التطمينات الأمريكية" المتكررة باعتبارها "فضفاضة ولم تعد كافية"، وتعويل أكبر على خليفة أوباما وعمق العلاقات الإستراتيجية التي تربط بين الجانبين.
وتداولت الصحف الخليجية على صعيد واسع تقريرًا أوردته وكالة الأنباء الفرنسية أمس حول القمة الخليجية - الأمريكية الثانية خلال عام بعد قمة كامب ديفيد في 2015، فقالت صحيفة "عكاظ" السعودية تحت عنوان: "أوباما في الخليج.. خياراته خيَّبت الآمال.. والأنظار معلقة على خليفته": "تتمحور زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي تبدأ غدًا إلى الرياض حول النزاعات الإقليمية من اليمن إلى سوريا، لكن أنظار حلفائه تتجه إلى من سيخلفه قريبًا بعد أن خيبت تصريحاته وخياراته آمالهم".
وذكرت الصحيفة – نقلًا عن التقرير – بأن أوباما أعاد خلط الأوراق في المنطقة، وأثار غضب حلفائه بإنجاز الاتفاق النووي الإيراني بعيدًا عن حزمة الأزمات المتفاقمة في المنطقة ودور طهران فيها، ورفض التدخل ضد نظام بشار الأسد، وإعلانه أن للولايات المتحدة أولويات أخرى غير الشرق الأوسط في مقدمتها آسيا.
وقبل 9 أشهر على انتهاء ولايته الرئاسية يدرك أوباما أن المعادلة صعبة، إذ يتعين عليه التعاون الفعال لمكافحة "داعش"، وألا تغض واشنطن النظر عن النشاطات المزعزعة للاستقرار التي تقوم بها طهران من خلال دعم النظام السوري وحزب الله والحوثيين.
استكمال لكامب ديفيد
صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية نقلت عن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف الزياني تأكيده أهمية القمة الخليجية الأمريكية باعتبارها استكمالا للمباحثات التي جرت في واشنطن وكامب ديفيد في مايو/آيار الماضي بين قادة دول المجلس والرئيس الأمريكي، والتي توجت بتأكيد الجانبين على تعزيز الشراكة الإستراتيجية والعمل معًا من أجل الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، ومكافحة الإرهاب بتنظيماته كافة.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجى أن الحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة الخليج سيكون محور بحث موسع وشامل من قبل قادة دول المجلس والرئيس الأمريكي بما في ذلك تدخلات إيران في الشؤون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة ودعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية، وأوضح الزياني أن القمة ستتطرق أيضًا إلى الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة بما فيها سوريا واليمن وليبيا والعراق، والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، والقضايا ذات الاهتمام المشترك إقليميًّا ودوليًّا.
التعاون الأمني
صحيفة "عكاظ" سلطت كذلك الضوء على الملفات الأمنية المطروحة على القمة، واجتماع وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية غدًا الأربعاء، اجتماعًا في العاصمة السعودية الرياض، مع نظيرهم الأمريكي آشتون كارتر، قبيل قمة قادة دول المجلس والرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد غد الخميس، مضيفة أن جدول الاجتماع سيتضمن جلسات مغلقة لعدة ساعات.
وفى صحيفة "اليوم" السعودية، توقع الكاتب عبدالله الوصالي أن " كل ما ستسفر عنه القمة هو "التأكيد على التزام أمريكا بحماية حلفائها، وهي جملة فضفاضة غير دقيقة".
أما افتتاحية "الوطن" القطرية، فشددت على أنه في حال عدم ضمان الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، "ستدخل هذه المنطقة من العالم في نوع من السباق النووي، وبالطبع ليس بتوازن الرعب يمكن إحلال السلام في أي منطقة في العالم ويمكن استدامته".
وأضافت "دول الخليج العربية مع النووي السلمي، سواء كان هذا النووي إيرانيًّا أو خليجيًّا عربيًّا، غير أنها كما ظلت تؤكد في كل المحافل على خطورة أن تتحول البرامج النووية السلمية إلى برامج رعب وبرامج من أجل الهيمنة والتوسع والاستعلاء وتحقيق طموحات للتمدد وبسط النفوذ" تضيف الافتتاحية.
أولويات القمة
وفى تقرير مفصل عن القمة وأهميتها، ذكرت صحيفة "المدينة" السعودية أن القمة تأتي انطلاقًا من الأهمية الإستراتيجية لمنطقة الخليج العربي، ومؤشرات تزايد دور الخليج العربى بقيادة السعودية كفاعل مهم فى أحداث المنطقة، لاسيما بعد تشكيل التحالف الدولي وانطلاق عاصفة الحزم في مارس/آذار 2015 لدعم الشرعية في اليمن والانتصارات التي حققتها قوات التحالف في عودة الحكومة اليمنية إلى عدن وتحرير باقي المدن تباعًا، وكذلك إعلان السعودية عن تشكيل التحالف الإسلامي الدولي لمحاربة الإرهاب، بمشاركة 39 دولة إسلامية.
وحول أولويات القمة بالنسبة للخليج، نقلت الصحيفة عن خبراء خليجيين أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط تحتاج إلى إعادة النظر، ومطالبة الأمريكيين بدور فاعل في الحفاظ على وحدة الدول العربية، وحمايتها من التقسيم والعمل على عودة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط".
وأضافت أن "العديد من القضايا ستعتمد على المتابعة خلال الأشهر والسنوات المقبلة، وخاصة فيما يتعلق بالتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار، فهذه النشاطات هي مصدر القلق الرئيس لدول الخليج خصوصًا بعد الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات، وبالتالي سيكون للعديد من الخطوات المعلنة تأثير كبير على النسيج الأوسع للعلاقات بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي.
وحول أولويات القمة بالنسبة لواشنطن، أشار الخبراء والمحللون في السياسة الأمريكية إلى أنه رغم اختلاف أولويات الولايات المتحدة الأمريكية في معالجة قضايا المنطقة عن أولويات الدول الخليجية، إلا أنه من الأهمية بمكان استعراض وجهات النظر حول أبرز الملفات خاصة الأزمة السورية والتسوية السياسية ومصير الأسد، وإعلان السعودية استعدادها للتدخل البري ومحاربة داعش في سوريا في إطار التحالف الدولي، والتصدي للتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية وزعزعة الاستقرار، ومكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش والوضع في اليمن، وكذلك ليبيا.
إطار أمني
صحيفة "الحياة" اللندنية قالت، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين سابقين، إن قمة الرياض سترسخ إطارًا استراتيجيًّا وأمنيًّا وتحالفًا بين الجانبين يستمر في فترة ما بعد انتهاء ولاية أوباما في البيت الأبيض.
وستسرع قمة الرياض، بحسب الجريدة، في تطبيق التزامات كامب ديفيد، خصوصًا في أمور الدرع الباليستي والأمن البحري، ما استوجب زيارة لوزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إلى السعودية غدًا تسبق وصول أوباما.
وأوضح نائب رئيس معهد الخليج العربي في واشنطن السفير الأمريكي السابق ستيفن ساش لـ«الحياة» أن القمة "ستبحث في قضايا جوهرية على رغم التباعد الشخصي مع أوباما"، وتوقع أن يوضح الرئيس الأمريكي بداية لزعماء الخليج ما قصده في بعض أرائه المثيرة للجدل حول إيران لمجلة "أتلانتيك"، قبل الخوض في الأمور الجوهرية.