"مسرح وأدب الأطفال" في ندوتين بالشارقة القرائي الثامن
ضمن فعاليات المقهى الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل أقيمت ندوتان مهمتان عن «مسرح الطفل» و«استلهام التراث في أدب الأطفال».
ندوتان حواريتان جديدتان، عن "مسرح الطفل" و"أدب الطفل"، شهدهما مهرجان الشارقة القرائي في دورته الثامنة التي تقام خلال الفترة بين 20-30 من إبريل الحالي 2016، ضمن فعاليات المقهى الثقافي؛ الأولى بعنوان «مسرح الطفل العربي وأهمية وجوده» شارك فيها الفنان المسرحي محمود أبو العباس، وأدار الحوار مجدي محفوظ، فيما تحدثت الندوة الثانية عن «أدب الطفل واستلهام التراث» التي شاركت فيها الأديبة الكويتية بزة الباطني، وأدارها محمود التوني.
وبيّن الفنان المسرحي محمود أبو العباس خلال ندوته أن "للمسرح قيمة تعليمية وتربوية كبيرة لا تنسجم مع حجم الاهتمام المدرسي بمسرح الطفل بما يكفل العمل نحو تأسيس فرق مسرحية في كل مدرسة بل في كل صف دراسي، وذلك تحت ذريعة أنه يلهي الطفل عن متابعة دروسه والحصول على معدلات مرتفعة تؤهله نحو التفوق، مع أن في المدارس فرقا أخرى تأخذ الكثير من وقت الطالب كالفرق الرياضية وغيرها، ولا تعطي للطفل نفس القيمة الأدبية والتعليمية التي يعطيها المسرح وتنشدها المدرسة بالفعل".
وأضاف أبو العباس "من فوائد إقامة مسرح الطفل في المدرسة التي تم رصدها من خلال التجربة، أنه يعزز معرفة الطفل بمختلف الثقافات والأفكار بصورة وأساليب تفوق كثيراً الأساليب القديمة المتبعة في التعليم، كما يعمل المسرح على تصحيح العديد من الثقافات المأخوذة عن الدول، ويجعل الطفل الطالب متذوقاً لأمور الحياة، ويسهم المسرح كذلك بإبعاد شبح الخجل عن الطالب، وزيادة حجم التفاعل مع الآخرين".
واختتم الفنان محمود أبو العباس حديثه بأهمية تعزيز المسرح بحضور الطفل من خلال العمل على إيجاد أجيال جديدة ترفده بالدماء الشابة، مؤكداً أهمية إقامة مهرجانات مستمرة للأطفال فوق سن 13 سنة من أجل اكتشاف الطاقات المسرحية للأطفال، ورفد الفرق المسرحية الحالية بها، وبشكل يكفل ديمومة العمل المسرحي ويبعد عنه خوف نقص المهارات المسرحية التي يعاني منها حالياً، وتأسيس فرق جديدة يمكنها جعل محبة المسرح ثقافة مجتمعية عامة، ومتابعته من أولويات الأسرة.
في السياق، وحول المقومات التي يحتاجها كاتب الطفل ليتمكن من استلهام التراث الشعبي، وتطويعه فيما يكتب للطفل، قالت الأديبة الكويتية بزة الباطني في ندوتها: "عملية استلهام الموروثات الشعبية تخضع في حد ذاتها لقدرات الكاتب الخاصة في استلهام موضوعه، كما يتعين عليه معرفة دلالات وخلفية الموضوعات الشعبية التي يتناولها في أعماله الأدبية حتى لا يدفعه حماسه وانفعاله إلى استخدام عناصر وموروثات شعبية في غير موضعها فيقلل من دلالاتها، ويشوه معانيها، وقيمتها الأصيلة".
وأكدت الباطني في ختام ندوتها أن أهمية استلهام التراث في الأعمال الأدبية للطفل تسهم في إيصاله بماضيه بأسلوب شيق، وترفده بمعلومات وافرة من الحكمة والقيم الأصيلة، وتعزز انتماءه بوطنه وحضارته، ويحتاج هذا النوع من الأدب كي ينمو إلى مؤسسات تقوم بهذا الدور، وناشرين يؤمنون بالفكرة، ومتخصصين واسعي الاطلاع يقومون على حراسته من الدخيل والغريب والمؤثرات التي تخرجه عن حقيقته الأصلية الأولى.
ويستضيف المقهى الثقافي الأحد 24 أبريل، أربع ندوات ثقافية متخصصة في أدب الطفل، الأولى بعنوان «كتاب الأطفال وعصر العولمة»، وتشارك فيها جميلة يحياوي بإدارة محمد غباشي، والثانية «موسوعات الأطفال ضرورتها وواقعها»، وتشارك فيها نبيلة علي بإدارة ري عبد العال، و«الطفل المبدع ورعايته»، ويشارك فيها د.محمد ولد عمارو بإدارة محمد عبد السميع، و«كيفية الترويج لكتاب الطفل»، ويشارك فيها فرج الظفيري بإدارة زكريا أحمد.