حراس الأقصى يحبطون محاولة مستوطنين إقامة طقوس تلمودية
عراك بالأيدي وتنديد فلسطيني بتصاعد وتيرة الاقتحامات
أكثر من 100 مستوطن متطرف يقتحمون المسجد الاقصى في مجموعات منذ ساعات الصباح، والفلسطينيون يتصدون لهم بهتافات التكبير
لم يجد حراس المسجد الأقصى والمصلون الفلسطينيون، خيارًا سوى التصدي بأيديهم وصدورهم العارية، لمحاولة مجموعة من المستوطنين المتطرفين إقامة طقوس تلمودية في المسجد الأقصى؛ ليندلع عراك بالأيدي بين الجانبين ومع قوات الاحتلال التي تحمي المجموعة، ليضفي المزيد من السخونة والتوتر في المنطقة بؤرة الأحداث في الأيام الأخيرة.
وقال الشيخ عمر كسواني مدير المسجد الأقصى، إن مجموعات وصل عددها إلى 116 مستوطنًا اقتحمت باحات المسجد الأقصى عبر باب المغاربة وسط حراسة مكثفة من قوات الاحتلال وشرطته.
وأكد كسواني لبوابة "العين" أن حالة من التوتر سادت في ساحات المسجد الأقصى، عقب محاولة المستوطنين أداء طقوس توراتية بالقرب من باب الرحمة شرقي المسجد، وتصدى لهم الحراس والمصلون ونشب عراك بين الجانبين.
ومنذ وقت مبكر فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءات مشددة في القدس وقرب أبواب المسجد الأقصى، وفرضت تشديدات على دخول المصلين واحتجاز بطاقات الهوية كشرط لدخولهم، مقابل تسهيل اقتحام المستوطنين، بحسب المركز الإعلامي للقدس.
وأوضح المركز في بيان تلقت بوابة "العين" أنه عند وصول مجموعة المستوطنين الأولى إلى باب الرحمة، شرقي المسجد الأقصى، حاول بعض أفرادها أداء شعائر تلمودية تحت حماية قوات الاحتلال، إلا أن حراس المسجد الأقصى تصدوا لهم على الفور ومنعوهم من مواصلتها، الأمر الذي لم يرق لعناصر الاحتلال الذين تشابكوا بالأيدي مع الحراس والمصلين واعتدوا عليهم. وأضاف أنه "على ضوء التوتر الشديد وتصدّي حراس المسجد الأقصى والمصلين لانتهاكات المستوطنين، أخرجت قوات الاحتلال خمسة مستوطنين حاولوا أداء شعائر تلمودية وإثارة المشاكل بين أسوار المسجد الأقصى البالغة مساحته 144 دونما".
وكشف المركز أن المستوطن المتطرف يهودا عتصيون، الذي اعتقل في السابق بتهمة محاولة تفجير المسجد الأقصى، شارك في الاقتحامات اليوم التي قامت منظمات الهيكل المزعوم المتطرفة ببثها بشكل مباشر عبر مواقع إلكترونية.
وقال شهود إن المستوطنين أدّوا رقصات استفزازية عند خروجهم من باب السلسلة، وسط تكبيرات المصلين اعتراضا على انتهاكات المستوطنين وتدنيسهم لرحاب المسجد الأقصى.
وكانت جماعات الهيكل دعت إلى تكثيف الاقتحامات اليهودية للمسجد الأقصى طيلة أيام عيد الفصح اليهودي الحالي من الأحد حتى الخميس القادم، كما دعت إلى تقديم قرابين وأداء شعائر تلمودية في المسجد الأقصى المبارك.
في هذه الأثناء أفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ ساعات صباح الأحد العناوين الرئيسية في المواقع الإخبارية الالكترونية الكبرى منها “واينت”، “واللا”، “معاريف” و”هارتس” وغيرها، للوضع الجاري في المسجد الأقصى، وخصصت العناوين وتغطيتها .
ووصفت تلك المواقع الوضع في الأقصى بأنه متوتر جدا، وسط تكثيف أمني في أنحاء القدس، تحسباً من هجمات محتملة، لافتة إلى انتشار المئات من عناصر قوات الاحتلال بأذرعها المختلفة، العلنية والسرية، في جميع أنحاء القدس وبالذات في بلدة القدس القديمة، وذلك بهدف تأمين احتفالات الإسرائيليين في عيد الفصح.
إبعاد وقيود
ومقابل التسهيلات للمستوطنين، أقدمت قوات الاحتلال على إخراج فلسطينيين اثنين من مدينة طمرة في الداخل الفلسطيني، إلى خارج المسجد الأقصى، ومنعتهم من الدخول مجددا، في وقت وصل فيه عدد المبعدين عن المسجد منذ مطلع الشهر إلى أكثر من 70 مبعدا.
إلى ذلك، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل ظهر اليوم الأحد، باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، ومنعت المصلين من الدخول إلى الأقصى والصلاة في رحابه.
وكانت قوات الاحتلال وضعت متاريس حديدية قرب بوابات المسجد الأقصى للتدقيق ببطاقات المواطنين، في حين تمارس تضييقها على تجار سوق القطانين المُفضية إلى المسجد الأقصى لتسهيل فعاليات عصابات المستوطنين خلال احتفالاتهم بعيد الفصح.
شرعنة الاقتحامات
من جانبه، قال الدكتور جمال عمرو، الخبير في شؤون القدس، إلى وجود توجه إسرائيلي لشرعنة اقتحام المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى، في عيد الفصح اليهودي بأعداد غير محدودة ومدعومة بفرق كبيرة من شرطة وأمن الاحتلال.
وقال عمرو لـ"بوابة العين" إن "شرطة الاحتلال وافقت على طلب المستوطنين السماح لهم باقتحام المسجد بأعداد غير محدود، ما ينذر بالمزيد من التوتر وفرض وقائع جديدة".
وأكد أن شرطة الاحتلال تسهّل مهام واقتحامات 25 منظمة يهودية تدعو لإقامة الهيكل فوق المسجد الأقصى؛ حيث شهد عيد الفصح الحالي أسوأ حملة اقتحامات على الإطلاق تحت حماية أجهزة أمن وشرطة الاحتلال.
الحكومة تحذر
من جانبها، حذرت الحكومة الفلسطينية من التداعيات الخطيرة من تصاعد وتيرة اقتحام مجموعات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى في ظل استمرار إبعاد ومنع المصلين المسلمين والمواطنين من الوصول إليه.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة منه إن الحكومة "تتابع بقلق بالغ المشهد المأساوي الذي تصنعه قوات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة بشكل عام، وفي المسجد الأقصى على وجه الخصوص، اذ تسعى سلطات الاحتلال إلى فرض سيطرتها الكاملة على المسجد الأقصى المبارك وفرض واقع مختلق يخالف الواقع الطبيعي يتمثل بتثبيت التواجد الاحتلالي زمانيا ومكانيا داخل الحرم الشريف في الوقت الذي يتم فيه ابعاد ومنع أهل المسجد الأقصى الشرعيين من المصلين المسلمين والمواطنين الفلسطينيين الوصول إليه".
وأشار إلى أن الحكومة طالبت اليوم الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي بالتحرك العاجل لدى المجتمع الدولي من اجل إنقاذ المسجد الأقصى والقدس الشريف.
aXA6IDMuMTM3LjE2OS41NiA=
جزيرة ام اند امز