أزمة البرلمان العراقي تتعقد.. وتحرك أمريكي لتفكيكها

الحراك الجماهيري يضغط على المشهد السياسي، تزامنًا مع جلسة شاملة دعا إليها رئيس البرلمان سليم الجبوري

أزمة البرلمان العراقي تزداد تعقيدًا مع إصرار النواب المعتصمين على إقالة هيئة رئاسة مجلس النواب، رغم دعوة رئيس مجلس النواب لجلسة شاملة اليوم الثلاثاء وتواصل المظاهرات المطالبة بالإصلاح.

بينما يسعي السفيران الأمريكي والإيراني لتفادي تصعيد الأزمة وإبقاء رئاسات البرلمان والحكومة والجمهورية.

الحراك الجماهيري يضغط على المشهد السياسي، وفي القلب منه أنصار التيار الصدري، الذي دعا زعيمه مقتدي الصدر إلى مظاهرة مليونية غاضبة اليوم، تزامنًا مع جلسة شاملة دعا اليها رئيس البرلمان سليم الجبوري ووضع على جدول أعمالها استضاف رئيس الوزراء حيدر العبادي لعرض حكومة التكنوقراط وأيضًا مسألة رئاسة البرلمان، إلا أن دعوة الجبوري قوبلت برفض النواب المعتصمين الذين أصروا على عقد جلسة منفصلة لم يتوفر لها نصاب الحضور بعد انسحاب كتلة "الأحرار" التابعة للتيار الصدري من اعتصام النواب وهي تملك 31 نائبًا.

  ودخل رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري إلى قاعة البرلمان، بعد ظهر اليوم، حيث يتواجد النواب المعتصمون، ودعا إلى عقد جلسة شاملة اليوم، كما أعلن رئيس كتلة"الأحرار" ضياء الأسدي، في مؤتمر صحفي عقده بمبنى البرلمان اليوم، أن حضور كتلته مشروط بتقديم "كابينة وزارية تكنوقراط" والتصويت عليها.

 كما دعا زعيم "ائتلاف الوطنية" العراقي إياد علاوي قوى المجتمع المدني في العراق من النقابات والاتحادات المهنية والجمعيات الى تشكيل جبهة مدنية موحدة تتبنى نقل المجتمع من وضع "المحاصصة الطائفية" إلى واقع الدولة المدنية.

 وطالب علاوي، الذي يشارك ائتلافه في اعتصام نواب البرلمان، النواب المؤمنين ببناء دولة قوية ومؤسسات وطنية مهنية بتشكيل الكتلة الأوسع في  مجلس النواب لتحقيق الإصلاح الحقيقي الذي يستجيب لمطالب الشعب العراقي.

 وكشف المحلل السياسي واثق الهاشمي رئيس المجموعة العراقية للدراسات الإستراتيجية عن أن هناك ضغطًا دوليًّا وتحركًا كثيفًا للسفيرين الأمريكي ستيوارت جونز والإيراني حسن دانائي فر، باتجاه الإبقاء على الاستقرار السياسي باستمرار الرئاسات الثلاث في مواقعها والتئام البرلمان في جلسة شاملة للكتل السياسية المختلفة وتوحيد الجهود لإنهاء الأزمة السياسية.

 ووصف الهاشمي، في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية، الوضع في البرلمان بأنه"معقد ويكتنفه الغموض"، وقال إن كلًّا من  السفيرين الأمريكي والإيراني يسعي من أجل عقد جلسة اليوم لعدم تفاقم أزمة البرلمان.

  ولفت الى وجود مشكلات أخري تتمثل في المطالب المتناقضة للكتل السياسية حول تشكيل حكومة العبادي الجديدة فكتلة الأحرار تعلن أنها ترغب بحكومة"تكنوقراط" وتحالف القوي العراقي والتحالف الكردستاني والائتلاف الوطني لم تتفق على معايير التغيير بالحكومة الجديدة، الأمر الذي يتطلب حلولًا وسط رجح أن تكون في النهاية "ترقيعية تأتي في اللحظات الأخيرة.

"داعش" يظهر بالأماكن الرخوة

  ونبه الخبير الأمني المتخصص في شؤون الجماعات المتطرفة هشام الهاشمي، في تصريح لبوابة "العين" الإخبارية، إلى أن تنظيم "داعش" يتتبع الأماكن الرخوة أمنيًا ليظهر فيها لإثبات الوجود، مشيرًا إلى أنه استغل انشغال قوات الشرطة والجيش في بغداد بتأمين التظاهرات والاعتصامات والأزمة السياسية في البرلمان لينفذ تفجيرًا انتحاريًّا في بغداد الجديدة الذي أسفر عن 7 قتلي و12 جريحًا وفق إعلان قيادة عمليات بغداد.

 ولفت إلى أنه تم سحب قوات قتالية من العاصمة للمشاركة في العمليات العسكرية ضد داعش في الأنبار، ما أثر على حجم ونوعية القوات في بغداد التي تشهد مظاهرات وأزمة سياسية.

  واعتبر الهاشمي أن الوضع السياسي المتأزم سمح بتحريك احتقان قومي وساعد على انفجاره في بعض الأماكن، حيث تجددت الاشتباكات وتتواصل منذ يومين ما بين الحشد التركماني وقوات البيشمركة الكردية في "طوزخورماتو" بمحافظة صلاح الدين، وقال: أزمة العملية السياسية وتعثرها حرك الاحتقان القومي والطائفي الموجود ودفعه نحو الظهور والانفجار.