معارك "التوت والتمر" بالعراق.. تركمان وأكراد وحشد إيراني

معارك على أشدها بين 3 أطراف عراقية تحاول السيطرة على مدينة "طوز خرماتو" في محافظة صلاح الدين، شمال البلاد

تبدو المعركة على أشدها بين 3 أطراف عراقية تحاول السيطرة على مدينة "طوز خرماتو" في محافظة صلاح الدين، شمال البلاد، فيما يفرض ملف المناطق العراقية المتنازع عليها نفسه، مع اشتداد المعارك بين القوات العراقية وداعش من جهة، وبين هذا التنظيم الإرهابي والأكراد من جهة أخرى.

ويقطن في طوز خرماتو خليط من الأكراد والعرب والتركمان، ومعناها باللغة التركية "ملح وتمر"، وبالكردية "التوت والتمر"، مع الإشارة إلى أنها كانت تابعة لكركوك في سبعينيات القرن الماضي، قبل أن تُتبعها تغييرات إدارية لمحافظة صلاح الدين.

لا تتوقف معركة المناطق المتنازع عليها عند طوز خرماتو فحسب، بل تمتد إلى كركوك ومخمور وخانقين، وغيرها من المدن العراقية المثيرة للجدل والغنية بالثروات الباطنية، ما يزيد من حدة الصراع عليها بين الأكراد والعرب وميليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا والتركمان، بمساعدة أصابع خارجية.

وتسعى مليشيات الحشد الشعبي، المدعومة عسكرياً من إيران، جادهدةً لتوسيع نفوذها العسكري في طوز خرماتو، التي شهدت، أمس الثلاثاء، هدوءًا نسبياً لوقف إطلاق النار.

وأشارت مصادر عسكرية عراقية إلى تحالف جديد بين التركمان والحشد الشعبي، متمثل في عصائب أهل الحق، وقوات بدر التابعة للمجلس الإسلامي بقيادة عمار الحكيم، وسرايا السلام لمقتدى الصدر، وحزب الله اللبناني، وجماعة الخراساني، وكلها موالية لإيران.

وأضافت المصادر أن إيران تستميت في الدفاع عن المدينة حتى تنشئ لها ما أشبه بقاعدة عسكرية، تسعى من خلالها إلى استغلال نفوذها العسكري في العراق.

بدورهم، يطالب التركمان بحقوقهم السياسية في المدينة، معتبرين أن طوز خرماتو من المدن التاريخية التي سكنوا فيها، بينما يتخوف عسكريون أكراد من امتداد النفوذ الإيراني إلى المدينة، واستغلالها من قبل الحرس الثوري والانطلاق منها إلى مدن أخرى قريبة من مركز الرئاسة الكردية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، مؤكدين أن السيطرة عليها تفتح باباً للوصول إلى الحدود السورية.

ومن المتوقع أن تبدأ معركة سياسية بين الأكراد والحشد الشعبي، بعد اتهامات للشيعة بإشعال خلافات بين البيشمركة والعراقيين المتمثلين في المكون السنّي.

وتقف الحكومة المركزية العراقية على النقيض من الاعتقاد الكردي، حيث تعتبر المدينة عربية وليست كردية كما يزعم سياسيون وعسكريون أكراد.

aXA6IDMuMjEuMjQ3Ljc4IA==

جزيرة ام اند امز