"أربعاء أيوب".. طقس شعبي عربي للاستشفاء بمياه البحر
تعرف على مظاهر الاحتفال في لبنان وسوريا ومصر
يحتفل عدد كبير من المسلمين والمسيحيين بيوم "أربعاء أيوب" أو"أربع أيوب" أو "أربعة أيوب"، كطقس سنوي في مصر ولبنان وسوريا
يحتفل عدد كبير من المسلمين والمسيحيين بيوم "أربعاء أيوب" أو"أربع أيوب" أو "أربعة أيوب"، كطقس سنوي في مصر ولبنان وسوريا، بالنزول إلى ماء البحر للاغتسال اعتقادا بأن نبي الله، أيوب، شفي بعد 40 عاما من المعاناة من المرض بمعجزة وقعت على شاطئهم دون غيره.
ومن أشهر الأمثال المرتبطة بهذا الاعتقاد: "اللي ما بيغتسل بأربعة أيوب، جسمه بدو يفنى ويذوب"، كما يقال: "يا صبر أيوب" كناية عن القدرة على الصبر والتحمل.
طقوس الاحتفال ترجع إلى قصة النبي أيوب وصبره وشفائه، كما ورد عنه في "العهد القديم" وفي خمس آيات وردت في سورتين في القرآن الكريم. ويعتبر «أربعاء أيوب» هو رابع أيام احتفالية «أسبوع الآلام» عند الأقباط.
وترتبط الاحتفالات الشعبية بـ"أربعاء أيوب" والأعياد المتصلة به في تلك البلدان، بفصل الربيع كأعياد الفصح المجيد وشم النسيم والنيروز التي يُحتفل بها خلال شهر أبريل/ نيسان من كل سنة، ومع قدوم فصل الربيع.
لبنان
أهل بيروت يحتفلون بـ"أربعاء أيوب" كواحدة من المناسبات الشعبية، فيخرجون إلى شاطئ "الرملة البيضاء" ويقضون نهارهم في لهو ومرح، فيغتسلون بماء البحر ويأكلون حلوى "المفتقة" الخاصة بالمناسبة، وهي حلوى من الأرز والسكر وطحينة السمسم والعقدة الصفراء وتحتاج إلى صبر في طهيها.
أما من لم يشارك في طقوس "أربعاء أيوب" على شاطئ الرملة البيضاء، فيغسل وجهه بماء تنقع فيه "حشيشة أيوب"، أي عشبة العرعر المعروفة بفوائدها الطبية منذ أيام الفراعنة، والتي يعتقد أنها تشفي من السعال المزمن وأوجاع الصدر وضعف المعدة وتقاوم السموم ويشد البدن.
وكانت التحضيرات لاحتفالات "أربعاء أيوب" تبدأ قبل أسبوع من موعدها، فيقوم الشباب بتنظيف رمال الشاطئ ونصب الخيام وتوزيعها وفق المناطق والعائلات. وكانوا يعدون أيضاً طائرات الورق الملونة.
سوريا
على شاطئ اللاذقية الواقع على البحر المتوسط شمال غرب سوريا، كان الأهالي يحرصون على التوافد إلى شاطئ البحر من ساعات الفجر الأولى، وتحرص النساء على الاغتسال 7 مرات، ويقرأ المسيحيون سفر أيوب، بينما يقرأ المسلمون القرآن، طلبا للشفاء أو الإنجاب. كما يحرص بعض الأهالي على إلقاء قطع النقود في الماء، بينما يذهب البعض للاغتسال بمياه نبع "حوران" العذبة التي يعتقدون أنها السبب في شفاء النبي أيوب.
مصر
يحيي أهالي سيناء هذا الطقس السنوي بالتوجه لشواطئ مدينة العريش حيث يعتقدون أن النبي أيوب شفي هناك، وتبدأ طقوس قبيل غروب الشمس من يوم الثلاثاء الذي يسبق يوم "شم النسيم"، وتستمر أيضا يوم الأربعاء اعتقادا منهم بأن من تغرب عليه الشمس وجسده مغمور بمياه البحر يشفى من الأمراض العضال.
بينما يحرص عدد من المصريين بتدليك الجسم بنبات أخضر يسمى "الرعرع"، حيث يعتقدون أن النبي أيوب قام بذلك فشفي من أمراضه، وأن ذلك كان يوم الأربعاء فنسب إليه. كما يحرص البعض على بعض الطقوس والممارسات الأخرى، مثل: استخدام بكور القمح فى عمل "عروسة"، وتناول القمح الأخضر "الفريك".
بينما يقوم عدد من الأهالي بالاغتسال فى المنزل بوضع نبات النعناع أو البقدونس فى ماء الاغتسال، وهناك من يرى ضرورة إلقاء الماء داخل المنزل وخاصة أمام الأبواب مستخدمين فى ذلك فروع النبات الأخضر، اعتقادا بأن ذلك يمنع الشرور من دخول المنزل طوال العام.