"سيناء".. كنوز مدفونة وثروة تغازل المستثمرين
سيناء الأرض المقدسة في مصر، لا تكتسب قيمتها فقط من التاريخ والقدسية، بل لما تحتويه من ثروات تعدينية لكنها لا تزال في حاجة إلى العناية.
"سيناء" الأرض المقدسة في مصر، لا تكتسب قيمتها فقط من التاريخ والقدسية، بل لما تحتويه أراضيها من ثروات تعدينية تقوم على إثرها صناعات هائلة، لكنها لا تزال في حاجة إلى العناية والتخطيط للاستفادة الكاملة من أرض الفيروز على الوجه الأكمل.
الخبراء في الشأن السيناوي كشفوا عن آمالهم في أن تكون العناية بثروات سيناء بداية لتنمية حقيقية بشبه الجزيرة التي تمتلك من الموارد الطبيعية والبيئة الخصبة ما يجعلها "كنزًا" يخدم الاقتصاد المصري وتكتمل به الرؤية التنموية لمصر في السنوات المقبلة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر عدد الجيولوجي الدكتور عبد العال عطية خبير التعدين بمصر أنواع الخامات التي تحتضنها رمال سيناء ويأتي في مقدمتها رمل الزجاج المكون الرئيس لصناعة الزجاج بكل أنواعه والموجود بكثرة في مناطق سيناء المختلفة، وكذلك خام "البنتانايت" زهو نوع من الطفلة تستخدم في تنقية الزيوت وآبار حفر البترول وله قيمة اقتصادية كبيرة.
وأضاف خبير الجيولوجيا لبوابة "العين" الإخبارية، أن سيناء غنية أيضًا بالحجر الجيري والجبس وأحجار الزينة والأحجار الكريمة كـ"الفيروز" فضلًا عن وجود خام الكاولين بكثرة والمستخدم في إنتاج الخزف وأطباق الصيني والسيراميك، ومن المخزي أن مثل هذه الخامات تُصدَّر للخارج بدون استغلال ونعود لاستيرادها بالعملة الصعبة.
وكشف "عطية" عن أن نسبة استغلال موارد سيناء لا تزيد عن 25%، غير أن مصر تحاول الاستفادة منها؛ حيث صدر مؤخرًا قرارًا جمهوريًّا بإنشاء مدينة أبو زنيمة الصناعية التعدينية بجنوب سيناء، والتي ستنشأ بها مصانع الجبس والطفلة والرخام بأنواعه، داعيًا المستثمرين لاكتشاف هذه البقعة الذهبية المليئة بالخيرات.
سامي سليمان رئيس جمعية مستثمري طابا نويبع كاشفًا عن قيمة أرض الفيروز قال إن سيناء بمقدورها أن تصبح مدينة عالمية حرة في الصناعة بفضل موقعها المتميز وطبيعتها الملائمة لكل أنوع الاستثمار سواء كان زراعيًّا أو سياحيًّا، فضلًا عن إمكانية إقامة منطقة صناعية كبرى بها اعتمادًا على الخامات التعدينية الموجودة بالجبال والرمال.
وأضاف سليمان لـ"العين" أن حسن الإدارة هو المطلوب فيما يخص التنمية بسيناء لفهم طبيعة المكان من أجل الاستغلال الأمثل لثرواته وتكييف الأيدي العاملة للاندماج في منظومة الاقتصاد المزمع تنفيذها، مع الوضع في الاعتبار الاختلافات الديموغرافية بين سكان البدو والحضر.
وبحسب خبراء التخطيط فإن سيناء بصفة عامة تحتاج الى استراتيجية منفردة وفكر مستحدث لتنميتها، ومشروعات التنمية بها يجب أن تكون متعددة الأبعاد بحيث تسير في شكل متوازٍ نحو تنمية شاملة عمرانية واقتصادية وزراعية لخلق مجتمع عمراني مكتمل وليست تجمعات منثورة في صحراء شاسعة.
من ناحيته قال صالح العلاقمي الصحفي المصري المتخصص في الشأن السيناوي لبوابة "العين" الإخبارية، إن منطقة وسط سيناء يوجد بها خامات حجرية بكل أنواعها بالإضافة إلى الرمل الجيري ورمل الزجاج، وجبال متتابعة من الرخام بقرية المغارة، وكذلك منجم للفحم بقرية المنجم، وكشف عن أن محطة بحوث الصحراء بمدينة الحسنة توصل إلى إنتاج نبات الجوبا والذي تستخلص منه الزيوت شديدة الحرارة ووقود الطائرات، مع العلم أن هذا النبات لا يتوافر إلا في مدينتين فقط في العالم وهما ولاية أريزونا بالولايات المتحدة الأمريكية ومدينة الحسنة بوسط سيناء.
وخلصت دراسة أجرتها الحكومة المصرية إلى إقامة مدينة صناعية كاملة بوسط سيناء بمنطقة بغداد على مساحة 20 كم، إلا أن القرار لم ينفذ بعد، وحان الوقت لبدء العمل بها، وفقًا لرؤية الجيولوجي جمال حجاب، الذي طالب بتخصيص مميزات للمستثمرين بالمنطقة بطرح بعض الأراضي للتمليك لتشجيع المستثمرين على العمل بها.
وقال حجاب إن سيناء تذخر بخام الرخام بأنواعه بالغة القيمة الاقتصادية المتوفر بكثافة في جبل بلق، كما تتوافر ملايين من الأمتار المكعبة من رخام "الختمية" بمنطقة غرب اليلق ومناطق أخرى كثيرة.
وأشار "حجاب" إلى أن "رمل الزجاج" والمستخدم في تصنيع أفخر أنواع الزجاج، يوجد في مناطق المنشرح وجبل الخِرم ومنطقة عريف الناقة ومنطقة وادي رمانة، ووادي المرتة المشتهرة بوجود ملايين الأطنان من خام الرمل، مضافًا إلى كل ذلك مناطق أخرى من حدود جنوب سيناء زاخرة بعناصر تعدينية عالية القيمة الاقتصادية تقوم عليها صناعات كبيرة.
aXA6IDE4LjIyNy4wLjU3IA== جزيرة ام اند امز
