آمال بحصاد آمن لمناطق التماس بغزة
الغزيون يستعدوا لجني محاصيلهم على طول الحدود الشرقية من القطاع والتي تسيطر عليها الاحتلال بعدما أعطى فترة سماح لعملهم بتدخل أممي
لا يخفي المزارع الفلسطيني محمود أبو منديل قلقه اليومي خلال توجهه مع عماله إلى حصاد أرضه المزروعة بالقمح قرب السياج الحدودي شرقي المحافظة الوسطى من قطاع غزة، رغم تبلغه بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي وافقت على السماح للمزارعين بجني المحاصيل في المنطقة.
وقال أبو منديل لبوابة "العين": تجربتنا مرة، وطوال الفترة الماضية، يحدث إطلاق النار من مواقع وجيبات الاحتلال المارة على الجانب الأخر من الحدود، كثيرًا ما نضطر لمغادرة أراضينا... الآن موسم الحصاد وأي إطلاق نار وقنابل يمكن أن تتسبب بحريق المحصول وبالتالي إصابتنا بخسائر فادحة.
وتفرض قوات الاحتلال منطقة عازلة على امتداد السياج الأمني الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948، الذي يصل طوله إلى حوالي 45 كم من جنوب إلى شمال قطاع غزة، وتمكن كثير من المزارعين الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة من الوصول إلى تلك الأراضي بعد منعهم لسنوات، بعدما أهلت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكثر من 3500 دونم قرب المنطقة الحدودية، وأمن عملية زراعتها بالتنسيق مع الاحتلال.
ويشعر المزارع يوسف أبو مغصيب (40 عامًا) بالتفاؤل أن ينجح هذه المرة في حصاد القمح بأمان أكثر في ظل الجهود التي بذلت منذ حراثة الأرض إلى ترتيبات الحصاد الحالية، دون أن يخفي أنه والعمال معه تعرضوا أكثر من مرة لعمليات إطلاق نار نجوا منها.
وقال أبو مغصيب لـ"العين"، أملك 50 دونما تبدأ من الحدود مباشرة، وتمتد 500 متر غربًا، شرقي مدينة دير البلح وسط القطاع، لافتًا إلى أنه هجرها بسبب فرض الاحتلال منطقة عازلة منذ عام 2000، حيث كانت مزروعة لوزيات وزيتونًا، وجرفها الاحتلال عام 2002، وأعاد استصلاحها بعد حرب 2012، حيث ألغيت المنطقة العازلة لأشهر قليلة قبل أن يعيد الاحتلال فرضها من جديد.
ويبلغ عمق المنطقة العازلة 300 متر ويصل في بعض المناطق إلى 1000 متر، تمثل 17 % من مساحة القطاع و35 % من مساحة الأراضي الزراعية بالقطاع، بحسب تقارير حقوقية.
وأشار المزارع أبو مغصيب إلى أنه وصل لأرضه ضمن مشروع أشرفت عليه اللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي نظّفت الأرض من المواد المتفجرة، التي سقطت في حرب 2014، ثم حرثتها، وأمدتهم ببذور القمح والبازيلاء.
وقال "سعادتي لا توصف أنني نجحت في الوصول لأرضي وإعمارها، واليوم نحن نحصد .. خاطرنا كثيرًا وتعرضنا لإطلاق نار .. لكننا سنواصل البقاء والصمود وإعمار الأرض".
مشروع متعدد المراحل
وتوضح سهير زقوت، المتحدثة الإعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أن مشروع إعادة استصلاح الأراضي الحدودية هو مشروع متعدد المراحل.
وأشارت إلى أن المشروع بدأ عقب حرب 2014 بتنظيف الأرض من الأجسام المشبوهة، وإعادة تأهيل 3500 دونم من أراض ملاصقة للحدود ومهجورة، فيما تم وضع معايير للمزارعين المستفيدين من المشروع في المنطقة الحدودية من قبيل أن تكون الأرض تشكل مصدر رزقهم الوحيد، وتزيد عن 5 دونمات قبل أن يحرثوا لهم الأرض، ويمنحوهم بذورًا لخمسة دونمات.
سماح إسرائيلي
وأكدت وسائل إعلام عبرية اليوم أن جيش الاحتلال سمح لمزارعي غزة وبتعاون مع جهات في الأمم المتحدة بقطاع غزة بالوصول إلى مسافات قريبة من السياج الفاصل شرقي القطاع، وذلك لجني محاصيلهم الزراعية لفترة مؤقتة.
ووفق المراسل العسكري في موقع "واللا" العبري، فإن موافقة جيش الاحتلال جاءت لفترة محدودة، كما تقرر قيام طواقم من الصليب الأحمر بالتجوال بين المزارعين قرب السياج، وذلك بالتنسيق مع الجيش حتى يتم تجنب حوادث سوء فهم.