رفع الحصار أو الانفجار.. يشعل الجدل بين مؤيد ومعارض في غزة
تهديد الذراع العسكرية لحركة حماس بالانفجار في حال لم يرفع الحصار الإسرائيلي عن غزة يثير جدلًا بين الفلسطينيين.
أثار تهديد الذراع المسلحة لحركة حماس ومسؤولون آخرون بانفجار الأمور حال استمر الحصار على قطاع غزة ردود فعل متباينة بين مؤيد، ومتخوف من تداعيات أي تلويح بحرب جديدة.
وقال الناشط الحقوقي، مصطفى إبراهيم: "رفع الحصار أو الانفجار، شعار جميل وكان بالإمكان أكثر مما كان والعمل بجدية أكثر وتحقيقه منذ زمن بإنهاء الانقسام ودعم صمود الناس".
وأضاف "المهم شكل الانفجار وطبيعته وأدواته، وما بعد أدواته"، متسائلًا عما إذا كان المقصود رسائل للسعودية ومصر قبل أن تكون لإسرائيل؟.
هل تحقق المواجهة رفع الحصار؟ التلويح بالانفجار جاء على لسان ملثم من الذراع المسلحة لحركة "حماس"، مساء الخميس، خلال مهرجان للحركة بغزة؛ حيث اقتصرت كلمته بحضور قيادات سياسية كبيرة من الحركة "رفع الحصار أو الانفجار" وكررها ثلاث مرات، بالتوازي مع رفع لافتة كبيرة تحمل الكلمات نفسها من ملثمين آخرين على المنصة.
أما الناشط محمد أبو حسنة، فعلق -عبر صفحته على "فيس بوك"-: "يبقى لنا الحق بالتساؤل لمن يسعى للمواجهة الجديدة هل سنحقق نهاية الحصار وهل سيكون لنا ميناء ومطار، أم أن دماء جديدة ستُضخ دون جدوى"!.
وأضاف "نحن جيدون في التضحية فاشلون في استثمارها.. لسنا مخذلين ولسنا جبناء ولكن لسنا مع مواجهة لن نحصد منها سوى مزيد من الدماء في ظل إقليم مضطرب ووضع دولي يُساعد الجلاد ويتنكر للضحية.. تريثوا".
وشنت إسرائيل ثلاثة حروب على غزة (2008-2009، 2012، 2014) أدت إلى مقتل قرابة 4500 فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف، فيما دمرت خلالها قرابة 150 ألف وحدة سكنية بشكل كلي أو جزئي، إضافة للتدمير الواسع في المنشآت والبنى التحتية.
تحريك المياه الراكدة
أما إبراهيم المدهون، الكاتب المقرب من حركة حماس، فيرى أن الواقع في غزة لم يعد يُحتمل، مضيفًا "تحذيرات فصائل المقاومة جدية هذه المرة، فاستمرار الحصار الإسرائيلي، ومماطلة السلطة في تحمل مسؤولياتها، مع إبقاء معبر رفح مغلقًا بالإضافة لتفشي البطالة ونقصان الأدوية، وحالة الشلل في قطاعات العمل الحيوية، كل ذلك حول قطاع غزة لبرميل من البارود يغليه يومًا بعد يوم".
وتفرض إسرائيل حصارًا مشددًا على قطاع غزة منذ عام 2006، وشددته بعد انفراد حماس بحكم قطاع غزة منتصف 2007، وبلغت ذروته في الآونة الأخيرة بمنع إدخال الإسمنت وتوقف حركة الإعمار، وتفاقم أزمات الكهرباء والغاز، فضلًا عن تفشي البطالة وتردي الوضع الاقتصادي.
ويرى "المدهون" أنه على القوى والمؤسسات والدول المعنية بإبقاء حالة التهدئة والاستقرار في قطاع غزة أن يتنبهوا جيدًا أن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة، والهدوء لن يستمر طويلًا في حال بقي الحصار بهذه الوتيرة التصاعدية التجاهلية، فمنع الإسمنت وضرب جدول الكهرباء والتضيق المتسع وزيادة المعاناة، كل ذلك أكبر من طاقة احتمال السكان في غزة، وحتى لو رغبت حماس باستمرار التهدئة فإنها لن تستطيع ذلك، لهذا كانت رسالتها تحذيرية أكثر منها تهديد.
وأشار إلى أن هذه التصريحات تأتي بهدف تحريك المياه الراكدة جراء طول فترة الحصار المفروض على القطاع وعدم بروز أمل في الأفق، خاصة بعد زيارة وفد حماس لمصر، التي لم يتبعها أي إجراءات للتخفيف من حصار قطاع غزة، بالإضافة إلى الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة التي منعت دخول الإسمنت.
وحذر بأن أي مواجهة قادمة ستكون قتالًا يائسًا من كل السياسة والسياسيين، وسيقاتل الشعب الفلسطيني حتى آخر رمق، فالحصار يجب أن يكسر فلم يعد هناك ما يخشى عليه.
متوالية التحذيرات
على أن التحذير من خطورة الوضع في غزة، لم يقتصر على حماس؛ فقد سبق تصريحات مماثلة من حركة الجهاد الإسلامي، والقيادي في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو، إضافة إلى وزير الأشغال العامة والإسكان مفيد الحساينة الذي حذر هو الآخر من انفجار الأوضاع في قطاع غزة، في ظل تشديد سلطات الاحتلال الاسرائيلي من حصارها على سكان القطاع عبر خلق ذرائع لمنع إدخال مواد البناء لإعادة إعمار البيوت والمنشآت المدمرة من آثار حرب 2014.
التأثير الإيجابي أو السلبي
بدوره، رأى الكاتب حسام الدجني، أن التأثير الإيجابي أو السلبي لتصريحات القسام ونائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، الذي قال في المهرجان نفسه: "لصبرنا حدود" مرتبط بمدى قبول الشارع الفلسطيني لها.
وقال: "إن أدركت إسرائيل التي تراقب اليوم وغدًا تفاعلات الفلسطينيين مع هذه التصريحات إن أدركت أنها تلقى قبولًا ودعمًا شعبيًا فقد تتعاطى معها إسرائيل والمجتمع الدولي من زاوية الاستجابة لهذا المطلب، ولكن إن وجدت أن التعاطي سلبي فهذا مؤشر على أن الردع الإسرائيلي ألقى بظلاله وأن حاضنة المقاومة تتآكل وبذلك هناك جدوى للحصار وسيكون القرار ليستمر الحصار بل يشدد.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز