عمال غزة في اليوم العالمي.. عاطلون عن العمل!
في الوقت الذي يمر فيه الأول من آيار من كل عام، كمناسبة عالمية، يحتفل بها العالم بأسْره بالعمال، يقف العامل الفلسطيني بلا عمل أو أمل.
في الوقت الذي يمر فيه الأول من آيار من كل عام، كمناسبة عالمية، يحتفل بها العالم بأسره بالعمال، تقديراً لدورهم في خدمة مجتمعاتهم، يقف العامل الفلسطيني المغلوب على أمره، بانتظار بارقة أمل تعيده لعمله الذي فقده جراء الحصار الإسرائيلي المضروب على قطاع غزة، والأوضاع الاقتصادية المزرية التي وصل لها الحال في القطاع الساحلي.
وبينما ينعم عمال العالم بإجازة رسمية احتفاءً بيومهم العالمي، لا يجد العامل الفلسطيني ما يسد رمقه ورمق أسرته التي حرمت من أبسط حاجياتها الأساسية، بسبب تعطله عن العمل بفعل الحصار الذي أبقى آلاف العمال بدون عمل، تاركاً أوضاعا اقتصادية واجتماعية مزرية.
وبحسب آخر إحصائية أصدرها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، فإن 70% من عمال قطاع غزة يقبعون تحت خط الفقر والفقر المدقع، بينما وصلت نسبة البطالة في صفوفهم إلى 60%.
ويقول العامل محمد سلمان، إن الحصار الاسرائيلي وإغلاق المعابر في وجه عمال غزة، كان سببا رئيسيا في أوضاع عمال غزة الذين يعيشون ظروفاً معيشية سيئة للغاية.
ويضيف لبوابة" العين"، أنه منذ العام 2000، توقف عن العمل بسبب منع دخول العمال لأراضي الـ 48، قبل أن يشتد الحال بالحصار الذي فرض على غزة، مشيراً إلى أنه ومن أجل سد رمق أسرته اضطر لعمل بسطة صغيرة يبتاع فيها كي يوفر أدنى متطلبات أسرته.
ويرى سلمان، أن الجهات الحكومية لم تولي قضية العمال أهمية كبيرة، داعيا الحكومة والمؤسسات ذات العلاقة العمل على تشغيل العمال وصرف مساعدات دورية لهم كي يقوموا على مستلزمات أسرهم.
ويعتبر العام 2015، بحسب الاتحاد العام للعمال، بأنه الأسوأ في تاريخ الحركة العمالية بفلسطين بعد ارتفاع أعداد العمال المتعطلين عن العمل لنحو 213 ألف عامل في قطاع غزة، وذلك بفعل تضييق الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ عشر سنوات والذي أثر على جميع المجالات الصناعية والزراعية وأحدث شللا وتضررا كبيرا فيها.
أما العامل، حسن النمر، فيؤكد أن عيد العمال العالمي ليس للغزيين، لأن قضيتهم منسية عند الجميع، فالحصار المفروض حرم الآلاف من العمال من لقمة عيشهم.
ويشير لبوابة" العين"، أنه في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بيوم العمال، فإن العامل الفلسطيني لا يجد فرصة عمل تعينه على مشاق ومتاعب الحياة الصعبة، مؤكداً أنه كغيره من آلاف عمال غزة لا يجد أي فرصة عمل كي يعتاش منها.
ويوجه النمر، انتقادات للمنظمات الدولية والحكومية التي تغفل الممارسات الاسرائيلية بحق العمال في غزة، والتي تعمل على حرمانهم من أبسط حقوقهم ونيل فرصة عمل لهم.
ويعبر العامل، أيمن سميح، عن حزنه الشديد لواقع العمال في غزة، حيث أوضاعهم تزداد بؤساً ومعاناة، مشيراً إلى أنه مثال حي على واقع العمال الذين يجلسون في بيوتهم دون أي عمل، ودون تلبية احتياجات أسرهم.
ويؤكد لبوابة" العين"، أنه عاطل عن العمل منذ نحو 10 سنوات وأكثر، ويعتاش على المساعدات التي يقدمها له ذووه، وذوو زوجته، موضحا أنه لولا هذه المساعدات لتشردت أسرته وأطفاله.
ويتمنى سميح، على الحكومة الفلسطينية أن تنظر بعين الاعتبار لما يعانيه العمال، وتحاول قدر المستطاع العمل على التخفيف من معاناتهم المتواصلة جراء عدم وجود فرص عمل بفعل الحصار المفروض على القطاع.
من جانبه، يوضح رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين سامي العمصي، أن فئة العمال هي الأكثر تضرراً ومأساة، مبيناً أن يوم العمال يحل على العمال الفلسطينيين وأوضاعهم نحو مزيد من البؤس والمعاناة، وفي أوضاع صعبة يرثى لها ولا يمكن تحملها.
ويلفت لبوابة " العين" أن العمال في غزة يعيشون أوضاعا لا يمكن تخيلها، كما أن أوضاعهم تزداد سوءاً مع استمرار الحصار الخانق، وفي ظل الانقسام السياسي الصعب بين الفرقاء، مؤكداً أن الأرقام التي أعلنها الاتحاد أكبر دليل على الواقع المرير للعمال الغزيين.
ويشير إلى أن العمال يشكلون شريحة واسعة من المجتمع الفلسطيني، حيث يجب أن تقوم الحكومة الفلسطينية بوضع قضية العمال على سلم أولوياتها، ومنحها الاهتمام الرسمي والشعبي من أجل ايجاد حلول خلاقة للتخفيف من معاناة العمال.
ويطالب رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، الحكومة بإعادة برنامج التشغيل المؤقت الذي تم إلغاؤه، قبل عامين، حيث إن عودته تسهم في التخفيف من عدد العاطلين عن العمل، كما دعا وكالة الغوث لزيادة فعالية العمل في برامج التدريب المهني بدلا من تقليصها الذي أثر على شريحة العمال.